إعلان

"مرفوض قانونيًّا".. هل يُستبعد التطبيع بين العراق وإسرائيل بعد اجتماع أربيل؟

11:21 م السبت 25 سبتمبر 2021

العراق وإسرائيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

"ليس مستحيلا أن يعلن العراق في يوم ما تطبيع العلاقات مع إسرائيل.. العديد من المسؤولين العراقيين سافروا سرًا إلى إسرائيل، ولكن العراق منقسم بين أمريكا وإيران، ولا يريد معاداة أي من الطرفين"، هكذا يصف المحلل السياسي العراقي، عبد الكريم الوزان، موقف بلاده من التطبيع مع إسرائيل، عقب اجتماع "غامض" عُقد أمس بين بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل بإقليم كردستان، وأثار جدلاً واسعًا.

وسارعت الحكومة العراقية، في بيان صادر صباح اليوم، بإدانة واستنكار الاجتماع الذي عقد بغية الترويج للتطبيع مع إسرائيل. وأكدت رفضها القاطع لتلك الاجتماعات "غير القانونية"، مشددة على أن التطبيع مع إسرائيل مرفوض دستوريًّا وقانونيًّا.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن "الحكومة تؤكد ابتداءً أن هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط".

وتابع البيان أن الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ورفض كل أشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وكانت شخصيات كردية عراقية قد عقدت مؤتمرا أمس دعت فيه إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام" ونُظم في كردستان برعاية مركز اتصالات السلام ومقره نيويورك ويسمى اختصارُا "سي بي سي" وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية.

"مؤتمر غامض"

قررت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق اليوم السبت إبعاد شخصيات دعت للتطبيع مع إسرائيل.

وقالت الوزارة في بيان لها، إن "إحدى منظمات المجتمع المدني عقدت ورشة عمل في أربيل لشخصيات عدة من بعض محافظات العراق للعمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق على ضوء الدستور العراقي الدائم، ولكن للأسف قام بعض مشرفي هذا النشاط بحرف ورشة العمل هذه عن أهدافها واستخدامها لأغراض سياسية بالشكل الذي كانت فيه بعيدة عن شروط منح الرخص لإقامة مثل ورش عمل كهذه".

وأضافت "ألقيت خلال هذا النشاط، كلمات وبيانات لا تتطابق بأي شكل من الأشكال مع السياسة الرسمية لحكومة إقليم كردستان ولا تعبر عن سياسة الإقليم، وعلى هذا الأساس، فإن وزارة الداخلية ستتخذ الإجراءات القانونية ضد الأشخاص الذين حرفوا مسار هذا الاجتماع، وستنزل العقوبات بحق المخالفين أيا كانوا".

وأشارت إلى أن "الإقليم ككيان دستوري وفي إطار العراق الاتحادي، ملتزم دائما بالسياسة الرسمية الخارجية للدولة العراقية ولا يسمح مطلقا باستغلال الحرية والديمقراطية السائدة فيه من أجل نوايا وأغراض سياسية أخرى، والأشخاص الذين قاموا بذلك سيتم إبعادهم ولن يكون لهم موطئ قدم في إقليم كردستان العراق".

من جهته، يرى المحلل السياسي العراقي، عبد الكريم الوزان، في تصريحات لمصراوي، أن المؤتمر "مفاجئ وغامض"، وكردستان "تبرأت منه"، وقالت إنها "ستعمل على إبعاد الشخصيات الداعية له".

وأبدى الوزان استيائه للظروف التي سمحت بعقد المؤتمر، مجددا استهجانه لمثل هذا الاجتماع الذي وصفه بـ"الغامض".

"التطبيع ليس مستحيلا"

رغم رفض واستنكار الحكومة العراقية، في بيان رسمي، الشعارات التي دعا لها المؤتمر، إلا أن الوزان، اعتبر أن تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل "ليس مستحيلا"، ولكنه في نفس الوقت ليس بسيطا أو سهل حدوثه.

وأوضح أن "هناك الكثير من أعضاء الحكومة العراقية سافروا إلى إسرائيل ويعملون في السر وينتظرون الوقت المناسب، ولكن الموضوع سابق لأوانه، وهذا المؤتمر له علامات استفهام".

وقال ردًا على سؤاله حول احتمالية تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل، إنه "ليس مستحيلاً، فالعراق من المرجح أن يطبع طالما الحكومة العراقية هي أمريكية إيرانية".

وأوضح الوزان أن "حتى تنتهي الانتخابات في البلاد ويتضح موقف الحكومة الجديدة لا يمكن الجزم بشيء حول التطبيع مع إسرائيل".

وأضاف أنه في الوقت ذاته، فإن "العراق لا يمكن أن يخالف إيران، وإيران سياساتها معروفة بالعداء مع إسرائيل.. ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن العراق منقسم بين أمريكا وإيران، وأن وحاليا موقفها قريب أكثر من إيران".

وأكد المحلل السياسي العراقي، أنه "لا يمكن تشكيل أي حكومة بعيد عن إيران، لأنها مسيطرة أكثر، ولمساتها واضحة، والجيش العراقي ليس وطني 100 بالمئة، ولكنه ملغوم بالأحزاب والميلشيات والطائفية".

فيديو قد يعجبك: