إعلان

كيف يحاول نتنياهو إفشال "حكومة التغيير"؟

09:55 م الأحد 06 يونيو 2021

بنيامين نتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

في الوقت الذي ينظر فيه الكنيست الإسرائيلي في المصادقة على حكومة يائير لابيد ونفتالي بينيت، غدًا الاثنين، تمهيدًا للتصويت عليها لمنحها الثقة في 14 يونيو الجاري، يكافح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأطول عمرًا في المنصب بنيامين نتنياهو، لتفكيك تحالف "لابيد بينيت" والبقاء في السلطة أكبر قدر ممكن، خشية سقوط حصانة منصبه، مما يعرضه لعقوبة الحبس في تهم الفساد الموجهة إليه.

تعرض نتنياهو بعد عام 2016 للتحقيق في اتهامات تتعلق بالفساد والذي بلغ ذروته بتوجيه الاتهام إليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بثلاث قضايا منفصلة في نوفمبر من عام 2019.

ونتنياهو هو أول رئيس وزراء في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي يحاكًم وهو في منصبه، ويقول الادعاء إنه قبِل بشكل منهجي هدايا باهظة الثمن وحاول التدخل للحصول على تغطية إعلامية داعمة له مقابل خدمات. ومثل نتنياهو آخر مرة أمام المحكمة المركزية في القدس في أبريل الماضي، ونفى رسميًّا جميع التهم الموجهة إليه.

ائتلاف الإطاحة بنتنياهو

تمكن ائتلاف من مختلف الأطياف السياسية في دولة الاحتلال من التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة، الأربعاء الماضي، بهدف الإطاحة بـ"الملك بيبي" و"الساحر" لمهاراته في الفوز بالانتخابات كما يعرف نتنياهو بين مؤيديه ووسائل الإعلام الإسرائيلية.

يضم الائتلاف الذي يتزعمه يائير لابيد رئيس حزب "يش عتيد"، و7 أحزاب أخرى هي "يمينا" بزعامة نفتالي بينيت، الذي يتناوب مع لابيد على رئاسة الحكومة خلال السنوات الأربعة المقبلة، و"العمل" و"أمل جديد" و"أزرق أبيض" و"ميرتس" و"إسرائيل بيتنا"، والقائمة العربية الموحدة.

محاولات نتنياهو وتحذيرات في إسرائيل

فور إعلان الائتلاف تمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة وتقديمه إلى رئيس دولة الاحتلال، شرع نتنياهو في كيل الاتهامات له ووصفه بأنه "خدعة القرن"، ولم يكتف "الساحر" بكيل الاتهامات، لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك مستغلاً علاقاته وطول مدته في المنصب وتأثيره على اليمين المتطرف في البلاد.

وحث نتنياهو وحزبه "الليكود"، النواب اليمينيين بالكنيست على عدم التصويت بالثقة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي وصفها بـ"اليسارية الخطيرة" والتي تحتاج إلى أصوات كل أعضاء التحالف المشكل لها كي تمر، ودعا تحالف أحزاب العنصريين وقادة المستوطنين إلى اجتماع طارئ، بهدف التخطيط لإفشال ائتلاف "لابيد بينيت".

وخلال الاجتماع، الأحد، توعد نتنياهو بإسقاط الحكومة المرتقبة "سريعًا" حال مصادقة الكنيست عليها، واصفًا الموافقة على الحكومة الجديدة بأنها "ستكون أكبر عملية تزوير في التاريخ"، وانتقد فيسبوك وتويتر، وزعم أنهما تحجبان الانتقادات اليمينية المشروعة لمجرد إسكات الانتقاد ضد هذه الحكومة الاحتيالية.

وكتب نتنياهو عبر صفحته على موقع "فيسبوك" في دعوة علانية لإفشال الحكومة المرتقبة: "أولئك الذين تم انتخابهم على أساس أصوات اليمين عليهم أن يفعلوا الشيء الصحيح، وهو تشكيل حكومة يمينية قوية وجيدة".

حاز المنشور إعجاب الكثير من اليمين المتطرف، الذي يرى أن الحكومة الجديدة "هشة" وتلاه هجوم شديد من أنصار نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل على بينيت الذي يرأس حزبًا قوميًا متطرفًا صغيرًا، بالإضافة إلى الهجوم على لابيد زعيم الائتلاف، وتوجه متظاهرون إلى منازل عدد من نواب الائتلاف من اليمين للضغط عليهم للانسحاب من الائتلاف.

المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرها جهاز الأمن الداخلي للاحتلال الإسرائيلي "شين بيت" بأنها "تحريضية خطيرة وداعية للعنف" محذرًا من أن بعض الجماعات أو الأفراد قد يفسرونها على أنها إضفاء للشرعية على الاعتداء والعنف أو حتى على إراقة الدماء.

ويحمي جهاز "شين بيت" رئيس الحكومة المعين منذ يوم الخميس الماضي نفتالي بينيت الذي أحرق المتظاهرون صوره ووصفوه بـ"الخائن"، بسبب التحريض المستمر ضده، فيما أعرب، رئيس جهاز "الشاباك"، نداف أرغمان، عن قلقه من وقوع اغتيالات لسياسيين.

في هذا السياق ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن التحريض الحالي يذكر بالأحداث التي وقعت في نوفمبر عام 1995، ومقتل، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحق رابين على يد متطرف يهودي يميني، في الوقت الذي تزعم نتنياهو المعارضة وتقدم المظاهرات الرافضة لسياسة رابين، واتهم على إثره بأن سلوكه ساهم في خلق حالة مزاجية متأججة جعلت مقتل رابين ممكنًا ثم ورثه هو كرئيس للحكومة.

"الساحر" الذي يستخدم عرب 48، الذين يمثلون نحو 20% من سكان الدولة العبرية، وفق أهوائه فتارة يغازلهم ويضعهم على أجندته اليومية ويزور بلداتهم وحتى بيوتهم لكسب أصواتهم الانتخابية كما حدث في الانتخابات الأخيرة وهي الرابعة في عامين، وتارة يستخدمهم كفزاعة ويحرض اليهود ضدهم مثلما حدث في الانتخابات الثلاثة التي جرت في السنتين الأخيرتين.

نشر نتنياهو تسجيلاً قديمًا لبينيت يتهم فيه رئيس القائمة العربية أحد أحزاب الائتلاف بأنه يزور "إرهابيين قتلة في السجن" بعد هجوم في 1992 قتل فيه مواطنون من عرب إسرائيل ثلاثة جنود.

ومع اقتراب موعد "مسيرة الأعلام" في القدس التي ينظمها اليمين المتطرف في ذكرى احتلال القدس الشرقية وتمر من باب العامود وتسير بالبلدة القديمة وسط منازل المواطنين الفلسطينيين، لم يحدد نتنياهو موقفه من منع المسيرة أو السماح لها، رغم التحذيرات التي صدرت في دولة الاحتلال من أنها تؤجج المشاعر وربما تشهد عنفًا وتصاعدا للعدوان مرة أخرى.

بدورها حذرت الفصائل الفلسطينية المسلحة، والسلطة الفلسطينية، من المسيرة، وقالت الأخيرة نتنياهو يحاول إفشال مساع معارضيه لعزله عن الحكم، من خلال تأجيج التوترات في مدينة القدس.

كما حذر قادة من الائتلاف الحكومي المرتقب، من أن السماح للمسيرة يهدف إلى إشعال المنطقة وإحباط خطط تنصيب الحكومة الجديدة، ورأوا أن معسكر نتنياهو يبذل جهودًا لإفشال حكومة التغيير. وذكر، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، أن المسيرة محاولة لإشعال الفتنة في وقت حساس.

وطالب، وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس -السبت- بإلغاء المسيرة، بعد مشاورات أمنية مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس جهاز الشرطة، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة وأجهزة أمنية أخرى.

فيديو قد يعجبك: