إعلان

في جلسة بالمحكمة.. الناجون من اعتداء نيوزيلندا يتحدّون المنفّذ: "لم تنجح في تحطيمنا"

07:34 م الإثنين 24 أغسطس 2020

إمام مسجد النور جمال فودة (يمين) خارج محكمة كرايست

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

ويلنجتون - (أ ف ب)

وجّه شهود على الهجوم الدامي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، العام الماضي، رسالة تحد لمنفذ العملية لدى وقوفهم أمامه رغم اختلاف ردود فعلهم بين إبداء الغضب وذرف الدموع وتلاوة الصلوات.

وبدأت جلسة الاستماع لإصدار الحكم على المهاجم برينتون تارانت، في محكمة في كرايست تشيرش، بشهادات من أفراد الجالية المسلمة التي استهدفها اليميني المتطرف الذي يؤمن بنظرية تفوّق العرق الأبيض في هجوم في 15 مارس من العام الماضي أودى بـ51 مصليا.

ورغم الرعب الذي عاشوه في المسجدين، بدا الشهود ثابتين لدى مواجهتهم تارانت الذي جلس داخل قفص الاتهام بدون أن يبدي أي انفعالات.

وقالت ميسون سلامة التي قتل نجلها عطا عليان في الهجوم "يعصى الاعتداء الذي قمت به على الفهم، لا يمكنني أن أغفر لك".

وأضافت "منحت نفسك سلطة أخذ أرواح 51 شخصا بريئا جريمتهم الوحيدة في نظرك هي أنهم مسلمون".

وشددت سلامة على أن المهاجم البالغ 29 عاما لم ينجح في تحقيق المهمة التي أوكلها لنفسه وهي تقويض الجالية المسلمة الصغيرة في نيوزيلندا.

وقالت "اعتقدت أن بإمكانك تحطيمنا، لكنك فشلت فشلا ذريعا. بتنا أكثر عزما على التشبّث بالإسلام بينما احتسبنا أحباءنا شهداء".

وكرر خالد النوباني الموقف نفسه مشيرا إلى تارانت وقال "أصبحنا أكثر وحدة بفضلك".

"لا داعي لكراهيتك"

بدوره، أكد إمام مسجد النور جمال فودة، أنه كان واقفا على المنبر و"رأى الكراهية في عيون إرهابي تعرّض لغسل دماغ" قبل أن يقول لتارانت إن "لا داعي لكراهيتك هذه".

أما جنى عزّت التي قتل ابنها حسين العمري أثناء محاولته مواجهة المهاجم، فقالت "قررت أن أسامحك سيد تارانت إذ على أحدنا ألا يكره.. إذا كان بإمكاننا أن نسامح فعلينا ذلك".

وأشار تمل عطا تشوكوغو التركي الأصل، إلى أنه يستمد الأمل من الدعم الذي أظهره المجتمع في نيوزيلندا للمسلمين بعد الهجوم.

وقال عطا تشوكوغو الذي حاول التظاهر بالموت بعدما تعرّض لتسع طلقات نارية في مسجد النور "أتيت إلى نيوزيلندا مع عائلتي لأنه بلد مسالم، ورغم أحداث 15 مارس، أعتقد أنه سيبقى كذلك".

"لن أنسى"

من جهتها، رأت مريم غول، التي قتل والداها وشقيقتها، أن على تارانت تثقيف نفسه ليدرك أن الإسلام دين سلام.

وقالت "سيدرك ذلك إذا درس الإسلام بشكل منفرد".

كما استمعت المحكمة إلى الأدلة التي تحدثت عن تعرّض أطفال للقتل بدم بارد بينما أجهز تارانت على المصابين الذين كانوا يناشدون المساعدة مخلّفا ما وصفها البعض بساحة حرب في المسجدين.

وتحدّث بعض الناجين عن معاناتهم من عجز دائم وتبعات نفسية لا تزال على حالها بعد أكثر من عام على الهجوم.

وقالت اللاجئة الصومالية عابدة عزيز علي جامع، "أرى المشاهد وأسمع صوت إطلاق النار في رأسي بشكل متواصل".

وأضافت "أرى الكثير من القتلى، أشعر بالخوف، أتحدث على الدوام خلال الليل، أسمع أصواتا وأخرج أحيانا للبحث عن مطلق النار، لم أنس في حياتي ما رأيته في ذلك اليوم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: