إعلان

"شرعيتكم لن تستمر".. رئيس تونس يُغضب إخوان ليبيا بسبب حديثه عن "شرعية الوفاق"

11:51 م الثلاثاء 23 يونيو 2020

الرئيس التونسي قيس سعيد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

أثار الرئيس التونسي قيس سعيد غضبًا لدى جماعة الإخوان في تونس وليبيا بعد أن أعلن موقفه بشأن الأزمة الليبية وحكومة الوفاق برئاسة فايز السرّاج، والمدعومة من تركيا، وذلك خلال الزيارة الأوروبية الأولى التي يجريها سعيّد منذ توليّه رئاسة تونس في أكتوبر الماضي.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر فرنسية، قولها إن باريس حريصة على استقرار تونس وحمايتها من تداعيات الحرب الليبية، ليس فقط عليها بل على كامل منطقة شمال أفريقيا وبلدان الساحل.

وسبق لباريس أن حذرت من التمدد التركي اتجاه البلدان المغاربية، واعتبرت ذلك بمثابة "تهديد استراتيجي" للمصالح الفرنسية والأوروبية. كذلك، فإن هناك تخوفات من أن يُستنسخ في ليبيا "النموذج السوري"، أي تقاسم مناطق النفوذ بين تركيا وروسيا.

وتتفق تونس مع باريس على أهمية وقف النار في ليبيا، وخروج القوى الأجنبية، والسعي لحل سياسي يضم الجميع، لكن ما أثار غضب حكومة الوفاق الليبية من تصريحات قيّس سعيّد هو قوله إن هذه الحكومة لن تستمر شرعيتها طويلاً.

وقال رئيس تونس إن السلطة القائمة في طرابلس تقوم على شرعية دولية ولكن هذه الشرعية الدولية لا يمكن أن تستمر وهي "شرعية مؤقتة ويجب أن تحل محلها شرعية جديدة"، وفق تعبيره.

وأضاف سعيّد "يجب أن تقوم شرعية تنبع من إرادة الشعب الليبي.. نفترق دائمًا في كلمات الحقوق بين الشرعية والمشروعية وهما مفهومان مختلفان.. المشروعية يجب أن تكون مصدر الشرعية والفرق واضح هو أن يتم تنظيم الوضع في دستور مؤقت أو في تنظيم مؤقت".

وأكد سعيّد خلال ندوة صحفية بقصر الإليزيه بباريس، على هامش لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن تونس من بين أكثر المتضررين من الوضع في ليبيا.

ولفت في هذا الإطار إلى أنه اجتمع بعدد من القبائل الليبية "قُرابة الـ35"، متابعًا "قلت لماذا لا تضع هذه القبائل أو زعماؤها دستورًا مؤقتًا على غرار الدستور الذي تم وضعه في أفغانستان سنة 2002 من قبل زعماء القبائل، وتكون مرحلة انتقالية ننتقل منها إلى ما يقرره الليبيون أنفسهم دون تدخل خارجي".

وفي مقابلة له مع شبكة "فرانس 24"؛ شدد الرئيس التونسي على أن التدخلات الخارجية تفاقم النزاع، مؤكدًا أن "تقسيم ليبيا مرفوض"، مضيفًا أنه "قد يؤدي إلى تقسيم دول أخرى وهذا خطر على تونس والجزائر".

وقال سعيّد: "أعمل باستمرار على التنسيق مع الجانب الجزائري حتى يكون لنا موقف واحد"، وأضاف "يمكن أن يكون لنا موقف مغاربي مشترك بشأن ليبيا. المبادرة يمكن أن تكون صادرة عن دول المغرب العربي لأنها المعنية بالأساس".

إخوان تونس وليبيا يهاجمون قيس سعيّد

لم تلق تصريحات الرئيس التونسي قبولاً لدى إخوان ليبيا الذين بدأوا بالهجوم عليه عبر صفحاتهم واتهموه بالعمالة والجهل بالشأن الليبي.

ففي أعقاب تصريحات سعيّد، نشر ما يُسمى برئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، عبر صفحته على "تويتر" تغريدة صغيرة قال فيها "رحم الله الرئيس الباجي قايد السبسي".

من جانبه، قال رئيس حزب العدالة والبناء (الذراع السياسي لجماعة الإخوان في ليبيا) محمد صوان، في تدوينة نُشرت في الصفحة الرسمية للجماعة على موقع "فيسبوك"، إنه من الواضح جدًا افتقاد الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الحد الأدنى من المعرفة بالأزمة السياسية في ليبيا وتركيبة شعبها.

وأضاف صوان أن "حديث قيس سعيد عن دستور يكتبه زعماء القبائل وإسقاطه للوضع الأفغاني على ليبيا أمر مثير للسخرية، إضافة إلى المنطق الاستعلائي الزائف المفتقر إلى الدبلوماسية إزاء السلطة الشرعية، التي جاءت بناءً على اتفاق بين الليبيين برعاية الأمم المتحدة ووفقا للإعلان الدستوري الذي لا زال ينظم الحياة السياسية".

وواصل صوان، الذي يقيم في تركيا ويعدّ واحدًا من أهم أذرعها في ليبيا، هجومه على رئيس تونس وشكّك في قدرته على فهم أبعاد وأسباب الأزمة الليبية، ولمّح إلى أن سكوته أفضل من الخوض بالملف الليبي.

العربي القاسمي، عضو مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية التونسية، قال عبر صفحته على فيسبوك قائلاً: "حين يطالب قيس سعيّد بإنهاء شرعيّة حكومة الوفاق، الجار المنتصر، واستبدالها بشرعيّة جديدة، فهذا يطرح عدّة أسئلة: هل ناقش الرّجل هذا الأمر ضمن الدّبلوماسيّة التّونسيّة ومع الأحزاب الكبرى في البلاد على الأقل؟ وهل تباحث الرّجل في الأمر مع الجار الأكبر والشّريك في المصير الشّقيقة الجزائر؟ وهل قدّر عواقب هذه المراهقة السّياسية؟ أم هي فقط رغبة فرنسا المهزومة الّتي تحاصرها تركيا والجزائر، وها هي تهيننا وتعتدي على سيّادتنا وتملي علينا المواقف والسّياسات؟ من يوقف هذا التّدهور وينهي هذه المهزلة دستورياً ويكفكف النّزيف؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان