إعلان

العراق يعاني بين سندان إيران ومطرقة أمريكا

10:00 ص الأربعاء 01 يناير 2020

الاحتجاجات خارج السفارة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

يبدو أن العراق أصبح متورطًا في حرب بالوكالة بين الميليشيات الموالية لإيران، والولايات المتحدة، بعدما تحولت أرضه إلى ساحة تتطاير فوقها صواريخ الحشد الشعبي وما شابه من قوات موالية لطهران، ورد فعل أمريكي يبدو أنه فجر أزمة قد تضاف لجملة الكوارث التي تثقل كاهل السلطة في بغداد.

التحالف الدولي لقتال داعش في العراق، أعلن الجمعة الماضية، مقتل أمريكي وإصابة عسكريين، في قصف استهدف معسكر عراقي، يضم قوات أمريكية، في مدينة كركوك.

انتظرت الولايات المتحدة يومين فقط، حتى شنت قصفًا عنيفًا على مواقع لقوات الحشد الشعبي (تابعة للقوات المسلحة العراقية)، الأحد الماضي، ما أسقط 27 قتيلًا، وإصابة ما يزيد عن 50 آخرين، من عناصر الحشد.

القصف الأمريكي، اعتبرته الحكومة العراقية انتهاكًا لسيادة البلاد، ومخالفًا لقواعد التعاون مع التحالف الدولي، لافتة إلى أنها ستراجع علاقتها بالكامل مع التحالف.

صباح الثلاثاء، انطلق أنصار الحشد الشعبي لتشييع ذويهم، إلا أن المشيعيين غيروا مسارهم واتجهوا صوب المنطقة الخضراء التي تتواجد بها سفارة واشنطن.

صورة 1

تجمهر الآلاف من المحتجين أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة العراقية، للتعبير عن رفضهم عن القصف الأمريكي الذي استهدف مواقع لقوات الحشد الشعبي.

وأعلن الحشد الشعبي العراقي إصابة أكثر من 62 من المحتجين أمام السفارة الأمريكية، جراء إطلاق أمن السفارة الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الرافضين للقصف الأميركي لمقار الحشد الشعبي.

صورة 2

فيما اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بتديبر هجوم على السفارة الأميركية في بغداد، محملًا إياها مسؤولية أي تصعيد، ومطالبًا السلطات العراقية بالاضطلاع بمسؤوليتها لحماية مبنى السفارة.

وكتب ترامب، على تويتر، "إيران قتلت مقاولًا أميركيًا، وأصابت العديد، ما دفعنا للرد على تلك الهجمات بقوة وسوف نفعل ذلك دائمًا. الآن إيران تدبر هجومًا على السفارة الأميركية في العراق. سوف يتحملون المسؤولية الكاملة. بالإضافة إلى ذلك، نتوقع أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة".

تلك كانت المرة الأولى التي يتمكن فيها المحتجون من الوصول إلى السفارة الأمريكية المحمية إجمالًا بشكل مشدد بسلسلة من حواجز التفتيش، وهي تقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.

صورة 3

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن سفير واشنطن في بغداد، في طريقه للعودة إلى سفارة بلاده، بعد قضاء رحلة خاصة معدة سلفًا.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان اليوم، إنه لم يجر اقتحام السفارة في بغداد ولا خطط لإخلائها، مؤكدة "الأمريكيون في السفارة آمنون".

وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن بلاده سترسل قوات إضافية إلى بغداد لحماية سفارة الولايات المتحدة في العراق، وذلك على خلفية اقتحام محتجين رافضين للقصف الأمريكي على مواقع الحشد الشعبي، لحرم السفارة اليوم.

العراق في مأزق

العراق أصبح بين سندان إيران وتهديد ميليشياتها في الداخل، ومطرقة الإدارة الأمريكية التي تسعى لفرض قراراتها ومزاحمة طهران، وذلك وفقًا للمحلل السياسي العراقي عبد الكريم الوزان.

وأكد الوزان في تصريحات لـ"مصراوي"، أن العراق أصبح مضطرًا لإلقاء بعض التصريحات لإرضاء إيران، ولكنها "بلا قيمة"، لافتًا إلى أن الغارة الأمريكية على مواقع الحشد الشعبي هي "مجرد البداية".

صورة 4

لا تملك السلطات العراقية إرادة قوية تمكنها من تدبير أمورها الداخلية، وبالتالي أصبحت في موقف صعب نظرًا لمحاولتها إرضاء إيران وحرصها على ألا تغضب واشنطن، وذلك وفقًا للوزان.

في سياق متصل، أكد السياسي العراقي، كفاح سنجاري، أن القصف الأمريكي على مواقع الحشد الشعبي متوقع، وهو نتاج الصراع بين واشنطن وطهران في العراق.

وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن القصف الأمريكي الأخير هو تجسيد لانتقال الصراع بين طهران وواشنطن خارج أراضيهم.

هل تخرج أمريكا من العراق؟

طالب المحتجون اليوم بإخراج القوات الأمريكية المتواجدة في أكثر من معسكر عراقي، خارج البلاد.

فيما قالت السلطات العراقية، إنها ستراجع علاقتها وتنسيقاتها الأمنية والسياسية مع التحالف الدولي.

صورة 5

في هذا الصدد، أكد عبد الكريم الوزان، أن أمريكا لن تنسحب من العراق، بل ستتخذ مواقف أكثر شدة وصرامة من المواقف في العراق، لافتًا إلى أن هناك العديد من السيناريوهات التي يمكن لواشنطن أن تنفذها في بغداد.

بينما قال سنجاري، إن إخراج القوات الأمريكية من العراق التي تواجدت أصلًا بموافقة السلطات، أمر صعب حدوثه، نظرًا لأنه لا يوجد توجه في الإدارة الحالية لاتخاذ مثل تلك الخطوة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان