إعلان

بعد التفجيرات الدامية.. تاريخ سريلانكا الطويل مع العنف

09:31 م الأحد 21 أبريل 2019

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

بعد حرب أهلية استمرت نحو ثلاثين عامًا، دخلت سريلانكا في مرحلة هدوء نسبي لمدة عقد كامل، ولكن السكينة تحطمت اليوم الأحد، في سلسلة تفجيرات استهدفت كنائس وفنادق، أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وإصابة ما يزيد من 400 آخرين.

استفاقت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا صباح الأحد على 8 انفجارات دامية، استهدفت كنائس وفنادق بالعاصمة كولومبو ومُحيطها بالتزامن مع الاحتفال بقُدّاس عيد الفصح، وأوقعت حتى الآن ما لا يقل عن 207 قتلى، بينهم أجانب، ونحو 450 مُصابًا بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب أحدث إحصاء رسمي.

واعتقلت السلطات 7 أشخاص مُشتبه بهم في التفجيرات التي وقعت بعد تحذير شُرطي مُسبق من هجمات انتحارية مُحتملة في البلاد.

تأتي هذه الهجمات بعد نحو 10 أعوام من انتهاء الحرب الأهلية، التي خاضت خلالها البلاد حربًا دامت عقودًا مع الحركة الانفصالية السريلانكية (نمور التاميل)، إلى أن تمكّنت الحكومة من القضاء على الحركة وقتل قائدها في مايو 2009.

تاريخ مليء بالعنف

حصلت سريلانكا على استقلالها من الحكم البريطاني في العام 1948، وأصبحت جمهورية تحمل الاسم الحالي في العام 1972، لكن يمتلئ تاريخها عن أخره بالنزاعات الطائفية، والصراعات المسلحة.

يعيش في سريلانكا حوالي 22 مليون نسمة، وهو مجتمع متنوع يحوي ديانات وطوائف وأعراق مختلفة، ولكن الأغلبية للبوذيين حيث يكونون 70 في المئة من المجتمع.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تتنوع الجماعات العرقية والدينية في سريلانكا، حيث تبلغ نسب الهندوس 12 في المائة، والمسلمين 10 في المائة، والمسيحيين الكاثوليك 6 في المائة.

أوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه برغم الأغلبية الكبيرة للبوذيين، فإن طائفة "القوميين البوذيين السنهاليين"، انتابتهم مخاوف في الثمانينات، من أن مجموعات الأقليات، وخاصة المسلمين، تتزايد أعدادهم ونفوذهم، ما أدى احتقان ومناوشات متباعدة بين الحين والأخر بين أكثر من طائفة.

عانت سريلانكا من النزاعات الطائفية، التي كان أبرزها –بحسب نيويورك تايمز- الصراع الدائر بين جماعة "نمور التاميل" والبوذيين السنهاليين.

أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن جماعة "نمور التاميل" ينتمون للأقلية الهندوسية، الذين سلبت حقوقهم على أيدي البوذيين السنهاليين، ذات الأغلبية الحاكمة، ما أدى إلى حرب أهلية طاحنة في الثمانينات.

جماعة نمور التاميل شنت هجمات مميتة، كانت أغلبها "انتحارية" على بعض مواقع الجيش السريلانكي، الذي رد بتنفيذ حملات مداهمة وحشية تركز إلى حد كبير على اعتقال التاميل في الشمال الشرقي.

انتهت الحرب الأهلية في العام 2009، بعد عملية واسعة النطاق شنها الجيش هزمت فيها نمور التاميل وقتلت قائدها.

نيويورك تايمز أكدت أنه لا يوجد عدد محدد للضحايا في الحرب الأهلية التي اندلعت في الثمانينات، لكن الأمم المتحدة أشارت حينها إلى مقتل ما يصل إلى 40 ألف مدني في "المرحلة الأخيرة" من الحرب فقط.

بحسب نيويورك تايمز، تركت الحرب أثارًا خطرة، حيث لا تزال عائلات التاميل تبحث عن آلاف الأشخاص الذين اختفوا خلال الحرب، ويحاولون استعادة الأراضي التي يحتفظ الجيش بها.

أوضحت "نيويورك تايمز"، أن التوترات الطائفية، أثرت على الطبقة الحاكمة، أسفرت في النهاية عن محاولة الإطاحة برئيس الوزراء العام الماضي، بعد أزمة دستورية مطولة، هددت بعودة العنف إلى البلاد مرة أخرة، لكن تمكنوا في النهاية من تعيين رئيس وزراء جديد مع وعود بعدم خلق فجوة بين الطوائف.

فيديو قد يعجبك: