إعلان

ألكسندريا أوكاسيو كورتيز.. كيف أصبحت أصغر امرأة في الكونجرس هدفًا للمحافظين الأمريكيين؟

11:53 ص الأحد 17 فبراير 2019

الكسندريا أوكاسيو كورتيز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في البداية هاجموها بسبب ملابسها، ثم رقصها، ومنزلها وموطنها وعائلتها، والآن ينتقد السياسيون المحافظون في الولايات المتحدة الحياة العاطفية الخاصة بالسيناتور الديمقراطية الشابة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز.

تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن المحافظين في الولايات المتحدة، لا يتوقفون عن انتقاد السياسية الديمقراطية الشابة، ويستهدفونها طوال الوقت، وكانت أخر هجماتهم ضدها، الجمعة الماضي، بعد اتهامها بمحاولة الاستفادة من منصبها الجديد لمساعدة حبيبها، وهو أحد أعضاء طاقمها.

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن أغلب السياسيين المحافظين استخدموا منصة التواصل الاجتماعي تويتر، لشن هجوم قاسٍ على كورتيز، كذلك هاجمتها شبكة فوكس نيوز الإعلامية، وموقع بريتبارت وهما من بين وسائل الإعلام المحدودة التي تؤيد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

توضح واشنطن بوست أن نظرية المؤامرة ضد كورتيز بدأت بعد العثور على اسم حبيبها رايلي روبرتس على موقع الخاص بها على الإنترنت ضمن أعضاء فريقها، وامتلاكه عنوان بريد إلكتروني يحمل نفس الصيغة الخاصة بأعضاء مجلس النواب.

في صباح يوم الجمعة الماضي، كتب لوك تومبسون أحد المحافظين العاملين في مجلة ناشيونال ريفيو على تويتر، كورتيز بعد اكتشافها أن صديقها لديه عنوان بريد إلكتروني يحمل تفس اسم بريدها الالكتروني: "من الجيد أن نراها تتكيف مع الأوضاع بهذه السرعة".

وبعد حوالي ساعة، ردت عليه كورتيز قائلة: "إن حصول حبيبها على هذا البريد الإلكتروني أمر طبيعي، ومُصرح به، ويحصل عليه أزواج أعضاء الكونجرس حتى يتمكنون من الوصول إليهم طوال الوقت، المرة القادمة عليك التحقق من معلوماتك قبل كتابة أشياء غير منطقية".

ومثل ترامب، فإن كورتيز نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تستخدم حسابها على تويتر من أجل الرد على الانتقادات والتعامل مع الهجمات التي تُشن ضدها، وتنشر مقاطع فيديو تعرض الكثير من المواقف الطريفة التي تحدث داخل أروقة الكونجرس.

انقلب السحر على الساحر

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يحاول فيها بعض المحافظين تشويه صورة كورتيز، إذ قامت مصادر مجهولة بنشر مقطع فيديو للسياسية اليسارية، في يناير الماضي، وهي ترقص فوق سطح إحدى البنايات، بهدف النيل منها وتشويه صورتها، وكتب عليه مُعلقً: "إليكم فتاتكم التي تعتبر نفسها على دراية بكل شيء، إنها تتصرف بغباء".

فيما قالت وسائل الإعلام الأمريكية إن الفيديو حقق نتائج عكسية تمامًا، واعتبرت ما حدث بمثابة "انقلاب السحر على الساحر"، لاسيما وأن مقطع الفيديو حصل على استحسان وقبول كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذي اعتبروا رقص كورتيز فوق البناية نوعًا من العفوية والتلقائية.

عضوة الكونجرس أوكاسيو كورتيز ترقص فوق سطح البناية

ومن جانبها، أعربت كورتيز عن سعادتها إذ باتت مهارتها بالرقص معروفة الآن، ونشرت مقطع فيديو قصيرا على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي وهي ترقص أمام مكتبها في الكونجرس، وكتبت: "سمعت أن السياسيين المحافظين يعتقدون أن رقص النساء شيء معيب، انتظروا حتى يروا أن عضوات الكونجرس يرقصن أيضًا".

وقالت كورتيز لصحيفة هيل الأمريكية: "ليس من الطبيعي أن يحظى المسؤولون المنتخبون بسمعة جيدة في الرقص، ويسعدني أن أكون واحدة منهم".

خلال حملتها للترشح في الانتخابات النصفية، انتقد البعض ملابس كورتيز خاصة ساعة اليد التي كانت ترتديها لكونها باهظة الثمن، وقالوا إن الأمر يثير الكثير من التساؤلات لاسيما وأنها تنحدر من أسرة متواضعة، وأكدت أن حالتها المادية ليست جيدة، ما جعلها تستأجر شقة في نيويورك نظرًا لارتفاع أسعار المنازل هناك.

من هي الكسندريا كورتيز؟

تعد كورتيز أصغر امرأة تنتخب في الكونجرس الأمريكي، وهي شابة بالغة من العمر 29 عامًا، تعود أصولها إلى بورتوريكو وتنتمي إلى الطبقة العاملة، فهي ابنة أسرة فقيرة عاملة.

وتخرجت كورتيز من جامعة بوسطن، وحصلت على شهادة في الاقتصاد والعلاقات الدولية، كانت تعمل نادلة في نادٍ ليلي لمساعدة والدتها التي كانت تعمل عاملة تنظيف وسائقة باص في مصاريف المنزل.

وقادت حملة انتخابية واسعة قالت خلالها ذات مرة: "ليس لامرأة مثلي أن تُرشح للانتخابات؛ فلقد ولدت في مكان يقرر مصيرك من عنوان منزلك" في إشارة إلى الحي الفقير الذي أبصرت فيه النور. وتمكنت من إلحاق الهزيمة بمنافسها الجمهوري أنطوني باباس في الانتخابات النصفية في دائرتها الانتخابية.

وتعتبر كورتيز واحدة من عضوات الكونجرس اللائي يشنون هجومًا شرسًا على الرئيس الأمريكي، وأكدت في الكثير من المناسبات على اعتراضها على سياساته المتعلقة بالهجرة والمهاجرين غير الشرعيين، كما أنها من الجبهة المعارضة لبناء الجدار الحدودي العازل بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وسُلطت الأضواء على كورتيز، الجمعة الماضي، بعد إعلانها عن عملها على تقديم مشروع قانون مع ديمقراطيين آخرين لحجب إعلان ترامب لحالة الطوارئ، والتي أعلنها الرئيس الأمريكي بالفعل، حتى يتمكن من بناء الجدار الحدودي.

ويتوقع بعض الخبراء الاستراتيجيين الديمقراطيين أنها ستكون أحد المرشحين المحتملين لرئاسة الولايات المتحدة، إذا لم يكن قانون الترشح للانتخابات ينص على أن يكون المرشح للرئاسة بالغ من العمر 35 عامًا.

ويقول ديفيد أكسلرود، كبير الاستراتيجيين في حملات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الانتخابية، لمجلة فانيتي فير إن كورتيز ليست هاوية أو شخص يجذبه أضواء الشهرة، ولكنها تريد إحداث تغيير حقيقي.

وكانت أوكاسيا قد أكدت مرارًا وتكرارًا أنها سوف تستغل منصبها لإحداث تغيير، وأنها ستجعل بعض الديمقراطيين يعانون ويعيشون أياما صعبة إذا اكتشفت أنهم عازمون على تقديم التنازلات لرجال الأعمال أو السياسيين الكبار، من خلال مناصبهم.

فيديو قد يعجبك: