إعلان

وثائق عسكرية تكشف: لماذا لم يغزو هتلر بريطانيا؟

09:07 م الجمعة 03 أغسطس 2018

هتلر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

تحت عنوان "لماذا لم يغزو هتلر بريطانيا؟" نشر موقع "ناشيونال إنترست" تقريرًا مقتبسًا من "شبكة تاريخ الحرب" المتخصصة في رصد الوقائع والأحداث التاريخية.

تحدث التقرير عن عملية تُدعى بـ "أسد البحر" في الحرب العالمية الثانية، والتي كشف عنها قسم دراسات الحرب في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست في سبعينيات القرن الماضي، وكانت العملية مفترض بها أن تتم في الفترة بين 19 سبتمبر و30 سبتمبر 1940، وتُبين تفاصيل العملية على أنها كانت ستكون واحدة من أعظم المعارك في التاريخ العسكري الحديث إذا ما تمت.

تم إبلاغ الضابط في الفرقة المدرعة الألمانية الأولى المتمركزة بالقرب من أورليانز بفرنسا، جوان فون كيلمانسيج بالحضور إلى مشرفه في 28 أغسطس 1940، ويقول عن هذا في مذكراته: "بمجرد أن دخلت مكتبه كنت متأكدًا أنه سيعطينا الضوء الأخضر لعملية "أسد البحر"، وسألته هل نحن في طريقنا للعملية؟ ليرد: "نحن في طريقنا ولكن ليس لغزو إنجلترا، بل لشرق بروسيا، عندئذ علمت أن العملية انتهت قبل أن تبدأ".

رأى أدولف هتلر حينئذ أن يتقدم بعملية "بارباروسا" والتي تهدف لغزو روسيا، بدلًا من عملية "أسد البحر" التي كانت تستهدف بريطانيا.

كان صيف عام 1940 شبه أسطوري بالنسبة للبريطانيين، وشعر العديد منهم أن الألمان سيزحفون إلى شواطئهم لهزيمتهم، ومع ذلك، على الجانب الآخر من التل في دونكيرك، كان الألمان مرتبكين حول الانتصار، مثلما كان البريطانيون مرتبكين حول الهزيمة.

في 16 يوليو، أصدر أدولف هتلر، القائد الأعلى للقوات المسلحة الألمانية، بيانًا صرح فيه بـ "إن إنجلترا، وعلى الرغم من حالتها العسكرية الميؤوس منها، فقد أظهرت عدم رغبتها في التوصل إلى حل وسط، ولذلك قررت أن أبدأ الاستعداد وبدء تنفيذ حملة عسكرية لغزو بريطانيا إذا ما لزم الأمر".

في 21 مايو، التقى هتلر بقائد البحرية الألمانية إريك رايدر، وتم مناقشة خطة محتملة لغزو بريطانيا، وعلى الرغم من خسارة فرنسا وسقوطها أمام هتلر، إلا أنه لم يستغل الفرصة ويهاجم بريطانيا، وتم إخبار الطائرات الألمانية ألا تخترق المجال الجوي البريطاني في ذلك، وكان الاتجاه العام في ألمانيا أن الحرب انتهت نظريًا، وأن بريطانيا يمكن استغلالها في إحلال السلام.

رفض البريطانيون عرض هتلر للسلام في الخطبة التي ألقاها في الرايخستاج الألماني في 19 يوليو، وبدأت بعد ذلك بدأت اقتراحات الغزو تلوح في الأفق. لم تكن هناك خطط في القيادة العليا للقوات المسلحة الألمانية لغزو بريطانيا في السابق، وأصدر الطاقم البحري دراسة في نوفمبر 1939 عن المشاكل التي قد تطرحها مثل هذه العملية، وأكدت الدراسة ضرورة وجود شرطين مسبقين للقيام بالعملية، وهما التفوق الجوي والبحري، ولم يكن لدى الألمان في عام 1940 أيًا منهما. واستطاع الجيش الألماني استخلاص خطة، بعد توصيات البحرية الألمانية، بالهبوط في شرق أنجليا ببريطانيا، ولكن كانت هذه أبعد ما يكون عن الخطط الحربية.

كان الأسطول البريطاني البحري قويًا للغاية، ولم يكن لدى ألمانيا ما تستطيع التفوق به على بريطانيا، وكان من الممكن أن يستغل الجيش الألماني هذا في ملء الممرات البحرية بالألغام لتدمير الأسطول البريطاني، ومن ثم مهاجمة البحرية الملكية من الجو، ولكن لم يكن قادة البحرية الألمانية واثقين من هذه الخطة، حيث سيكون كل شيء معتمدًا على تعامل القوات الألمانية مع البحرية الملكية البريطانية وسلاح الجو الملكي البريطاني، ودعم قواتها الأرضية كذلك.

واعترف الجنرال ألفريد يودل، رئيس عمليات القيادة العليا للقوات المسلحة، بأن العملية ستكون صعبة، لكنه شعر أنه من الممكن تنفيذها بنجاح إذا تم إجراء عمليات إنزال الجنود على الساحل الجنوبي لإنجلترا.

القوات المسلحة الألمانية كانت تريد الهبوط على جبهة واسعة تمتد من Ramsgate إلى الغرب من جزيرة وايت، ستتكون الموجة الأولى من ما يقرب من 90،000 رجل يتم إنزالهم في ثلاث مناطق رئيسية، وبحلول اليوم الثالث كان من المفترض إنزال 260،000 رجل على الشاطئ.

بعد ذلك، تم اقتراح أن يكون الغزو في ربيع عام 1941، بسبب ضعف البحرية الألمانية، وكان الطقس في القناة الإنجليزية غير متوقعًا مما شكل مخاطر كبرى بالنسبة لأسطول الغزو، كما أن القوات الألمانية نفسها ستتأثر بالطقس السيء.

مع رغبة الجيش الألماني بالهبوط عند الفجر، كانت الفترات من 20 أغسطس - 26 أغسطس أو 19 سبتمبر - 26 سبتمبر أكثر جداول المد والجزر المناسبة، ولكن القوات البحرية الألمانية لم تكن جاهزة بحلول أغسطس، وفي سبتمبر يقترب التوقيت من أسوأ فترات العام بالنسبة للأحوال الجوية، وحتى في أفضل الظروف، من المتوقع أن تفقد البحرية الألمانية 10% من قدرتها بسبب الحوادث والأعطال قبل ظهور القوات البحرية الملكية وقوات سلاح الجو الملكي البريطانيين.

نهاية عملية "أسد البحر"

في 7 سبتمبر، حذرت المخابرات البريطانية من قرب الغزو الألماني، حيث كانت ظروف المد والجزر في صالح العدو (ألمانيا) في الفترة ما بين 8 و10 سبتمبر، ووضعت البحرية الملكية جميع طائراتها الصغيرة وسفنها في حالة الاستعداد، وانتقل سلاح الجو الملكي البريطاني من حالة الإنذار 2 إلى حالة الإنذار 1 في خلال 12 ساعة، وتقرر إصدار كلمة السر "كرومويل" كتحذير لتولي المراكز القتالية.

في نفس اليوم، اجتمع رؤساء الأركان في لندن تحت رئاسة رئيس الوزراء وينستون تشرشل في السابع من سبتمبر، في الوقت الذي تعرضت فيه لندن لهجوم جوي كبير، ولكن سرعان ما بدأت الأزمة تتلاشى، حيث تعرض الألمان لغارة من سلاح الجو الملكي البريطاني على برلين، قاموا على إثرها بتحويل هجومهم من قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني إلى العاصمة لندن، مما سمح للمقاتلات البريطانية بتحسين خسائرها،

في 14 سبتمبر، أجل هتلر الغزو حتى 17 سبتمبر، ثم في 17 سبتمبر، تم تأجيله مرة أخرى، وفي 20 سبتمبر، بدأ الألمان في تفريق السفن التي تم إعدادها للغزو، والتي تم بالفعل إغراق نحو 10٪ منها من قبل سلاح الجو الملكي والأسطول الملكي البريطانيين.

بالنسبة للبريطانيين، بقي تهديد الغزو حتى شهر أكتوبر، لكن عقل هتلر لم يعد مركزًا على إنجلترا، وبدلًا من ذلك، تحولت أنظاره إلى الشرق نحو روسيا.

فيديو قد يعجبك: