إعلان

احتجاجات إيران.. هل هي مطالبة بمزيد من الإصلاحات أم بتغيير النظام؟

09:47 م الإثنين 01 يناير 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

طهران (د ب أ)

رغم مرور عدة أيام على بدء الاحتجاجات في إيران والتي أسفرت حتى الآن عن عشرة قتلى واعتقال ما يصل لـ 800 شخص لا يزال رجال السياسة والإعلاميون يجدون صعوبة في تفسير السبب وراء هذه الأحداث.

فهل سبب هذه المظاهرات هو ارتفاع الأسعار والسياسة الاقتصادية للرئيس الإيراني حسن روحاني؟ أم أن علينا أن نصدق مقاطع الفيديو التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنتقد جميع المؤسسة الإسلامية في إيران؟

أجاب باحث في الشؤون السياسية في إيران عن ذلك رافضا ذكر اسمه بسبب الوضع الشائك في البلاد قائلا: "كلاهما". قال الباحث إنه يشاطر نائب الرئيس الإيراني اسحق جهانجيري رأيه في هذا الصدد حيث يرجح جهانجيري أن المتشددين يقفون وراء الاحتجاجات الأولى في مشهد وشمال شرق إيران من أجل إضعاف حكومة روحاني.

غير أن نائب الرئيس الإيراني حذر في الوقت ذاته من أن هذا العمل يمكن أن يخرج عن السيطرة بسرعة "وهذا بالضبط هو ما حدث أيضا فيما بعد".

أما روحاني نفسه فقد أبدى انفتاحه على الانتقادات قائلا إن حرية الرأي مكفولة للناس الذين يعيشون في بلد حر.

ولكن ما انتقده الناس خلال الاحتجاجات لم تكن المشكلات الاقتصادية وحدها حسب روحاني، بل إن قضية "عدم الشفافية" في إيران كانت أيضا إحدى القضايا التي انتقدها الناس في احتجاجاتهم.

وما وصفه روحاني بعدم الشفافية هو النظام السياسي في البلاد.

ولا يمتلك روحاني السلطة لتطبيق الكثير من برامج حكومته لأن هناك هيئات أخرى في إيران تمنع تطبيق هذه البرامج. ويسيطر على هذه الهيئات متشددون يقفون أمام إصلاحات روحاني.

"استحيوا أيها الملالي، اتركوا بلدنا في هدوء" ، "سنسترد بلدنا" ، "الموت لطالبان".

بالفعل لم تكن هذه الشعارات الناقدة للنظام خلال الاحتجاجات التي عمت معظم أرجاء البلاد موجهة لسياسة روحاني الاقتصادية.

وهذا هو ما أكده أيضا عالم الدين الإيراني أحمد خاتمي قائلا: "لم يعد لذلك علاقة بالإصلاحات في إيران أو عدمها وتهدف للمؤسسة الإسلامية برمتها".

تركزت الاحتجاجات هذه المرة أيضا ضد السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط حيث لم يعد الكثير من الإيرانيين منذ فترة طويلة يتفهمون سياسة بلادهم المعادية لإسرائيل بشكل صارم وكذلك دعم إيران دولا عربية مثل فلسطين وسورية ولبنان، وكذلك اليمن حيث ردد بعض المتظاهرين شعار: "نحن آريو، لسنا عربا".

يتساءل ناقدون عن السبب وراء رغبة الإيرانيين في دعم حماس في فلسطين والرئيس السوري بشار الأسد في سورية وحزب الله في لبنان وميليشيات الحوثي في اليمن "ليس من أجل غزة، ليس من أجل لبنان، لا أضحي بحياتي إلا من أجل إيران"، هكذا كان أحد شعارات الاحتجاج.

وطالب المحتجون بأن تستثمر بلادهم الأموال التي تقدم لهذه البلدان في إيران نفسها.

كما لم يعد الكثيرون يتفهمون عداء بلادهم للولايات المتحدة وإسرائيل.

أصبحت السعودية التي كانت من قبل "البلد الشقيق" لإيران هي العدو اللدود الحقيقي الذي دأب على تحريض واشنطن وتل أبيب ضد إيران.

قال آية الله موحدي كيرماني في خطبة الجمعة الماضية في طهران: "إنهم يحاولون تسميم أفكار شبابنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي".

ولدى عالم الدين الإيراني بالفعل حل لهذه المشكلة حيث طالب بحجب كل المواقع الإلكترونية الناقدة للنظام في إيران.

غير أن هناك سياسيين في إيران يفسرون الاحتجاجات بشكل أكثر واقعية حيث يرى النائب البرلماني الإيراني غلام علي جعفر زاده وراء هذه الاحتجاجات رسالة يجب ألا تتجاهلها الحكومة وقال إن الخارج لا يوجه جميع الأمور داخل إيران وهو الرأي الذي يشاطره إياه زميله الإصلاحي محمود صادقي قائلا عبر حسابه على موقع تويتر: "علينا أن نتجاوب مع مطالب الناس وألا نختبئ وراء نظريات المؤامرة".

خلافا للاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009 والتي قيل عنها آنذاك إنه تم التلاعب بها فإن الاحتجاجات الناقدة للنظام الإيراني ليست مخططة هذه المرة، حيث أكدت تقارير شهود عيان أنها اندلعت بشكل عفوي وبدأت غالبا بعدد أصغر من المتظاهرين فقط. 

ثم يوصل المتظاهرون رسالتهم للجموع الواسعة من خلال المقاطع التي يتم تصويرها باستخدام الهاتف المحمول ثم تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

غير أنه لا يمكن حتى الآن التحقق بشكل مستقل من صحة هذه المقاطع وكذلك تقارير شهود العيان. ورغم ذلك فإن الحكومة الإيرانية اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة هذه الاحتجاجات حيث قامت بترشيح مواقع التواصل الاجتماعي وأبطأت الإنترنت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان