إعلان

الدولار مِنهَا "بَرَاء" !!

إبراهيم علي

الدولار مِنهَا "بَرَاء" !!

إبراهيم علي
07:15 م الجمعة 13 يناير 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دور على لوجو مصراوي فى أخبار رمضان وادخل السحب الاسبوعى لتكسب سماعات JBL وموبايل

شروط المسابقه
  • لوجو مصراوي موجود داخل صفحة رمضانك مصراوي، دور على اللوجو وأنت بتتنقل بين أخبار رمضان، وكل لوجو هتلاقيه هيتحسب لك نقطة، وكل يوم فيه لوجو جديد في مكان مختلف، جمع نقاط أكثر وادخل سحب كل 10 أيام، على سماعات JBLوموبايل. يلاسجل إيميلك وابدأ بالاشتراك من هنا

لا شيىء يشغل بال المصريين ،فى هذه اللحظة، أكثر من غلاء المعيشة ، وجُنُون الأسعار ... التعويم ، التَضَخُّم، الركود، شروط صندوق النقد الدولى...أصبحت أكثر الألفاظ والعبارات استخداماً فى قاموس الشارع المصرى خلال الفترة الأخيرة!!

"وبعدين؟!" أو وماذا بعد ؟! بات السؤال الأبرز على لسان الجميع ، وذلك فى إطار البحث – عَبثاً – عن إجابة استَعَصَت على الكافة، لأزمة غير مسبوقة ، لم تَبُح بعد بكل أسرارها وتفاصيلها ، بل وويلاتها!!

المصريون يَشكُون ويتحدثُون لبعضهم البعض، بل ووصل بهم الحال إلى أنهم "يُكَلمون أنفسهم" ..لم يعودوا قادرين على تسيير أمورهم ، ولا تدبير إحتياجاتهم ، أو حتى توفير الضرورى منها!!

هذه ليست نظرة تَشَاؤمية ، ولا دعوى لنشر اليأس والإحباط ، وليست محاولة للتَضخيم ، لأنه أمر لو تعلمون عظيم ، فهى وفقط مُجَرد مُحاولة متواضعة لتشخيص وضع قائم وواقع أليم ، واقع يعيشه كل فئات الشعب المصرى ، الذى يعانى أثار سلبية لإنعاكاسات أزمة إقتصادية طاحنة ، لم تصل إلى ذروتها بعد ، وآخذه فى التَوَحُش ، أزمة اقتصادية ،عصفت بكافة طبقات الشعب، وطالت جميع أركان ومكونات الإقتصاد الوطنى ، تمكنت منه، ونالت من مَفَاصله ، بعد أن اصابته إصابات بالغة ، وألحقت به خسائر فادحة!!

برامج الحماية الإجتماعية ، تكافل وكرامة ، حياة كريمة ، بطاقات التموين ، كل آليات وصور الدعم العينى والنقدى ، وكل حزم الإجراءات الحكومية الأخرى، أصبحت مُسَكِنات مُنَتَهية الصلاحية بعد أن فقدت مفعولها ، لم تَعُد تُجدِى نفعاً!!

الحكومة لم تَدَخِر جهداً لبسط يد الرقابة على الأسواق، وتوفير السلع ،وتدبير العُملة الصعبة ، تواصل العمل ليل نهار ، لكن تظل الأزمة أكبر من الجميع ، وتبتلع أى جهود!!

فى مواجهة الأزمة ، الحكومة تُعَانى ، والمواطن أيضاً يعانى ، وكل منهماعلى طريقته ، وأيضاً لكل منهما روايته، الحكومة من جانبها ترى أنها تتحمل عن المواطن جزء من زيادات الأسعار من خلال الدعم ، وأنها تتحمل عنه أزمات البطالة والاسكان والتعليم ، وأنها تحمل على أكتافها تبعات وأثار التضخم والتعويم .... وعلى الجانب الآخر فإن المواطن يرى أن الحكومة صادقة فى ذلك ، ولكنه يرى فى الوقت نفسه أنه يحمل الحكومة على أكتافه ومن فوقها كل ما تحمله!!

قرارات ترشيد الإنفاق الأخيرة التى اتخذتها الحكومة ، خطوة على الطريق ، لكنها وللأسف سَتُنتج أعدادا ليست قليلة من العاطلين ، خاصة وأن نِسبَة مُعتَبًرة من قوة سوق العمل كانت تعتمد فى الأساس على المشروعات الحكومية !!

على الجانب الآخر وبينما كل من المجلس القومى للأجور برئاسة وزير التخطيط ، وزارة القوى العاملة ، الإتحاد العام لنقابات عمال مصر ، وإتحادى الصناعات والغرف التجارية ، بينما كل تلك الجهات ، تُناقش زيادة قيمة الحد الأدنى للأجر من 2400 جنيه شهرياً إلى 2700جنيه شهرياً ، وسط مطالبات من ممثلى العمال بزيادتها إلى 3000 جنيه شهرياً، يقابلها رفض من ممثلى أصحاب الأعمال .... بينما الجميع يتنازعون بينهم أمرهم ، لم تَعُد كل تلك الأرقام كافية ، بعد أن تآكل الجنيه ، وتَقَّزم أمام الدولار ، لم تَعُد الـ 3000 جنيه كافية وحتى لو تم زيادتها 100% ، لم تعد تكف لملء "سَلَة الاحتياجات" من " مَأكل ومَلبس ومَسكن ومَشرب ومواصلات وعلاج وتعليم ....إلخ!!

كما أن زيادة معدلات البطالة ، لن تسمح لأحد بزيادة الحد الأدنى للأجر ، والذى سيحدده فقط قانون العرض والطلب ، ولن يفلح معه قرار صادر من هنا أو من هناك !!

فعلا وكما قال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أيام ، فإن الوضع صعب ، والأزمة كبيرة ، وطالت كل دول العالم ، وفى القلب منها مصر.

بعض العبارات القادمة من الخُبَراء والمُحَللين ،خلال محاولاتهم لتفسير أسباب الأزمة ، يفهمها "العامة" على أن الدولار هو السبب، والحقيقة فإن الدولار منها براء ، الدولار لم يستقو على الجنيه ، وإنما الجنيه هو من تَضَاءل وضَعُف، كنتيجة طبيعية لمشكلات حقيقية فى قلب الإقتصاد ، وتَراجُع الإنتاج الوطنى ، والإعتماد شبه الكلى على استيراد السلع ومستلزمات الإنتاج من الخارج!!

دائماً وخلال مناقشة أى قضية ، كُنت حريصاً على طرح المشكلة والبحث فى الأسباب وتقديم المُقترحات والحلول ، لكن أمام هذه الأزمة ، لا تستطيع سوى أن ترصد بعض أعراضها ، وتتعرض لجُزء من أسبابها ، لكن الحل أكبر من أى عمليات تنظير أو سرد عبارات رنانة ، من نوعية بناء مصانع وزيادة الإنتاج وتوسيع الرُقَعة الزراعية لتحقيق الإكتفاء الذاتى من الغذاء ..إلخ ، لأن تلك الحلول تحتاج لوقت وأموال ، وخطط وبرامج زمنية ، وعلى الجانب الآخر فإن الأزمة لم تترك لنا ما يكفينا من الإثنين...ليس أمامنا سوى الصبر والعمل حتى الرمق الأخير ....والأيام كواشف!!

إعلان