إعلان

أوكرانيا على الطريقة الأفغانية

خليل العوامي

أوكرانيا على الطريقة الأفغانية

خليل العوامي
07:01 م الإثنين 14 مارس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في الأسبوع الثالث للحرب الروسية ضد أوكرانيا تأكد أنها ليست عملية عسكرية خاطفة أو سهلة، وعلى الرغم من تأكيدات روسيا أنها لا تنوي احتلال أوكرانيا بشكل كامل، وإنما ضمان ما يحقق أمنها القومي بتغيير السلطة الحاكمة في كييف وتحييدها كي لا تتحول في أي وقت جسرا تعبر عليه قوات الناتو لتقف على بُعد دقائق من المدن الروسية، رغم هذا بات واضحا أن الحرب ستكون طويلة ومكلفة للجانبين الروسي والغربي معا، بينما الخاسر الأكبر هو الشعب الأوكراني الذي قد يفقد كل شيء بما في ذلك بلده وتحوله إلى ساحة حرب بالوكالة.

فأوكرانيا تتجهّز لقتال مفتوح وحرب شوارع بين مرتزقة محترفين ومختلفي الجنسيات والأفكار. فريق ينفذ أجندة الغرب، والآخر ينفذ الأجندة الروسية في الحرب.

الغرب تأكد أن عقوباته الأكبر في التاريخ ضد روسيا لن توقف الحرب، وبات يوقن ومعه وروسيا فشل التوصل لحل سياسي، ولو في هذه المرحلة على الأقل، بل إنهم وصلوا جميعا لقناعة بأن الحل في مد أمد الحرب قدر المستطاع وتحويلها إلى نزال طويل لشهور أو سنوات، لذا عادوا إلى الكارت الذهبي في مثل هذه الحالات وهي الحرب بالوكالة عبر المرتزقة محترفي هذا النوع من الحروب، وهذه سياسة تضمن للغرب تكبيد روسيا أكبر خسائر ممكنة دون صدام عسكري مباشر، وتم تجريبها من قبل في أفغانستان وسوريا وليبيا والعراق ودول أخرى.

ويبدو أن الغرب كان يستعد لهذه اللحظة منذ سنوات، فقد عملت المخابرات الأمريكية والبريطانية على تدريب قوات أوكرانية خاصة على حرب الشوارع بصورة سرية، ولم يبق إلا دعم هذه القوات الآن بمرتزقة من الخارج.

أما روسيا فهي أيضا تحترف هذا النوع من الحروب، ورغم خسارتها لجولة مشابهة في أفغانستان إلا أنها تعلمت الدرس وتحضّر لهذه الجولة منذ فترة مرتكنة إلى تجارب أخرى من تشغيل المرتزقة في عدة دول.

وفي الأخير، فإن روسيا في هذه الحرب ليس لديها ما تخسره، أو بتعبير آخر هي مستعدة لأي خسارة لأن البديل يعني تمدد حلف الناتو على حدودها وخنقها.

ولكن قادة حلف الناتو هم الذين يجب أن يعيدوا التفكير مرة أخرى ويتحسبوا للمستقبل عندما يعود آلاف المقاتلين الأوروبيين المتشددين إلى بلادهم بكل هذه التجربة القتالية الحية، وتحويل أفكارهم اليمينية المتشددة إلى واقع عملي وتجربتهم في حرب حقيقة مباح فيها القتل على كل هوية.

على قادة الناتو أن يراجعوا تجربتهم في أفغانستان عندما دربوا المقاتلين الأفغان لمحاربة السوفيت ومدّوهم بالسلاح والأموال.

نعم حسموا الحرب ضد الاتحاد السوفيتي ولكن أصبحت أفغانستان رهينة لحركات التمرد والمقاتلين، وهو ما يتكرر في العراق وليبيا وسوريا التي كانت دولاً، وتكافح لاستعادة مؤسساتها. فلا يمكن أن تظل الشعوب والدول ساحات وأسرى الثأر الغربي الروسي.

وتوغلت فرق إم آي6 الاستخبارية في أفغانستان للعمل مع القادة. وقدمت وكالة المخابرات المركزية كميات هائلة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ ستينغر، التي أسقطت الطائرات الحربية،

ويدرك الغرب أيضاً كيف هو الوضع لدى من تلقوا السلاح والتدريب منه، إذ أصبحت بلدانهم غارقة في حركات تمرد، كما هو الحال الآن في أفغانستان والعراق.

إعلان