إعلان

خواطر حول السجون والسودان ولبنان

د. أحمد عمر

خواطر حول السجون والسودان ولبنان

د. أحمد عبدالعال عمر
07:00 م الأحد 31 أكتوبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

السجون والمدارس في مصر:

هل عرفت الإنسانية عبر تاريخها الطويل مجتمعًا بدون نظام عقابي يشمل تقييد الحرية والسجن؟
لا أظن ذلك، حتى في المدن الفاضلة الخيالية التي تصورتها عقول الفلاسفة عبر التاريخ.

فلماذا إذن نقد توجّه الدولة المصرية لإنشاء سجون جديدة، أكثر تطورا وإنسانية، وغلق عدد من السجون القديمة، وخاصة أن عدد سكان مصر قد تجاوز المائة مليون نسمة؟!

ولماذا السخرية من افتتاح مجمع السجون الجديد بوادي النطرون، وعمل قياس فاسد بين حاجتنا لبناء مدارس وحاجتنا لبناء سجون جديدة؟!

وهو قياس فاسد، لأنه لا مجال للمقارنة بين حاجتنا للمدارس، وحاجتنا للسجون - وكلاهما لا غنى عنه لأي مجتمع إنساني - إلا عند أصحاب توجه سياسي معين معادي للنظام الحاكم في مصر اليوم، ويُريد الإساءة إليه، والتقليل من حجم إنجازاته، مثل جماعة الإخوان المسلمين.

أو عند من أدمنوا النقد والسخرية، لمجرد النقد والسخرية، وليس من أجل الإصلاح الحقيقي والصالح العام.

السودان وأهل السودان:

الشعب السوداني الشقيق، أكبر شعب مسيّس في العالم العربي، ونخبته المدنية، الفكرية والثقافية نخبة مسيّسة عاملة وثيقة الصلة بالواقع والشارع.

وهذا يُحتم ضرورة السعي لحل وسط للأزمة السياسية المحتدمة في السودان الآن، حل وسط بين الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، بين الجيش والقوى المدنية، وعدم انفراد أحدهما بالسلطة.

وبدون هذا الحل العقلاني الوسطي، ربما تتحول الأزمة الحالية لاقتتال وصراع مفتوح في الشارع، يُعرض السودان لمخاطر جديدة، تهدد أمنه ووحدة وسلامة أرضه ونسيجه الاجتماعي.

مآلات الأزمة اللبنانية:

بموازين القوة المادية وقوة العقيدة القتالية، حزب الله غير قابل للانكسار السياسي أو العسكري في لبنان، ولابد من احتوائه إقليميًا، والحوار معه، وخاصة أن قيادته تتسم بالبرجماتية والواقعية، وتُريد تجنب الصدام الداخلي، والحفاظ على وحدة لبنان.

وأظن أن الضغط المستمر من قبل قوى إقليمية على الدولة اللبنانية والاقتصاد اللبناني، سوف يؤدي على عكس ما يريدون، إلى تقوية حزب الله، وإحكام سيطرته على مفاصل الدولة اللبنانية للحفاظ على مكتسباته ودوره ووجوده.

وربما يؤدي هذا الضغط إلى حرب أهلية، وتقسيم لبنان إلى ثلاث دول؛ دولة شيعية مسيطرة، ودولة سنية، ودولة مارونية مسيحية، ليخسر العرب لبنان الموحد إلى الأبد، كما أوشكوا على خسارة اليمن والعراق، وليبيا، وسوريا.

إعلان