إعلان

الرحمة بالتائهين في دروب الحياة

د. أحمد عمر

الرحمة بالتائهين في دروب الحياة

د. أحمد عبدالعال عمر
07:05 م الأحد 24 يناير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

حقيقة الإنسان لا تظهر في أقواله أو ما يحاول إظهاره للآخرين، بل تظهر في إخلاصه المعاملة مع الله والبشر.

تظهر في أفعاله وسلوكه الأخلاقي والإنساني مع المقربين والبعيدين عنه، ومع الضعفاء والبسطاء قبل أصحاب السلطة والنفوذ.

تظهر في جعله العدل والإنصاف دستور التعامل مع الجميع، وجعل النهايات أكثر رقيًا وأخلاقًا ونبلًا من البدايات.

تظهر في تعاطفه وتسامحه ومحبته للإنسان في كل زمان ومكان، بصرف النظر عن أي اختلافات دينية أو عرقية بينهم.

تظهر في صونه كرامة الإنسان وتفهمه نقاط ضعف البشر، ولحظات هشاشتهم وانكسارهم واحتياجهم، والعمل على تضميد جراحهم، وترميم ما تصدع من أرواحهم وأجسادهم ووجودهم.

تظهر في إدراكه للبرك الساكنة والآسنة في أعماق المجروحين والموجوعين، ومساعدتهم على تحريكها وتطهيرها والتحرر منها، وليس استغلالها والتلاعب بها وبهم، وجعلهم أداة لخدمة نزواته ورغباته وتحقيق مصالحه، ثم إقصائهم وقد ازدادت جراحهم جراحاً إضافية.

ولهذا لا أجد فعلًا يفوق في قذارته ودناءته كفعل ظلم واستغلال الإنسان لهشاسة وضعف غيره، واستقوائه على الضعفاء بمقدار خضوعه ومزلته للأقوياء.

فطوبى للرحماء وأصحاب القلوب المنصفة، فقد أحيوا جوهر الألوهية في أنفسهم، وتشبهوا بربهم، فكانوا أرحم أهل الأرض بالمتعبين والتائهين من عيال الله في دروب الحياة.

إعلان