إعلان

ملاحظات ضرورية على فريق بايدن

محمد حسن الألفي

ملاحظات ضرورية على فريق بايدن

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 24 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يمكن تعريف المشهد الأمريكي الحالي الخاص بموافقة ترامب على بدء عملية نقل السلطة إلى الرئيس الديمقراطي المنتخب جوزيف بايدن - بأنه مشهد تسليم لا استسلام؛ تسليم السلطة حرصا على مصلحة البلاد، كما غرد ترامب، ضمن سلسلة من التغريدات المتواصلة منذ فجر أمس، وليس استسلام ترامب.

ويمكن أيضا أن نلاحظ بسهولة أنه رغم إعطاء الضوء الأخضر لرئيسة إدارة الخدمات العامة لإرسال إشعار إلى البنتاجون وإلى فريق بايدن ببدء بروتوكولات نقل السلطة إلى الديمقراطيين، فإنه لم، ولا يقر حتى هذه اللحظة بالهزيمة، ويعتبر أن الانتصار قادم، وأنه سيقلب نتيجة الانتخابات، ويتحرك بسرعة كبيرة والقضاء سيحكم لصالحه، ويكشف عن أكبر تزوير في تاريخ الديمقراطية الأمريكية .

هذا موقفه، رغم توالى خسرانه قضايا عديدة. حسمت نتائج الفرز في ميشجان بالذات الموقف لصالح بايدن.

لماذا يصر ترامب على مواصلة القتال بينما ينزف؟

يتعلق ذلك بطبيعة شخصية الرجل التي لا تتنازل بسهولة عن مكاسب، ليست مادية بالضرورة، وبالطبع لأنه ملياردير، بل بالسلطة، وفرض القرار.

ويرى محللون أن ترامب لن يكف عن إثارة الضجيج والإزعاج حتى موعد السنة الثالثة من حكم بايدن، إذا مكنته صحته وعمره الطاعن من البقاء حيا، ليعلن نزوله انتخابات ٢٠٢٥. وعندها سيكون ترامب في نفس سن بايدن الحالية ٧٨ سنة.

داخل أسرة ترامب من أقنعه بقبول النتيجة، والاستعداد للمعركة الرئاسية التالية، ربما ضد بايدن، وعلى الأرجح ضد كاميلا هاريس- نائبته التي تصير رئيسة بحكم الدستور لإكمال المدة.

بمجرد تلقي فريق بايدن موافقة إدارة الخدمات العامة على صرف الأموال الفيدرالية اللازمة، وإتاحة ملفات الصحة والاستخبارات والأمن القومي والقضايا الاستراتيجية أمام فريق بايدن، تراجعت أسعار الذهب، وارتفعت قيمة الدولار، وبسبب آخر بالطبع هو توالى الإعلان عن نجاح اللقاحات.

ويواصل بايدن إعلان ترشيحاته وتعييناته لمختلف المناصب والمعروف أن هنالك عددا ضخما من المناصب والتعيينات، لا بد من إخلائها وإعادة شغلها مع كل رئيس جديد، داخل وخارج البلاد.

يلفت النظر في الذين اختارهم بايدن أنهم من جند أوباما، وكانوا مساعدين في الصفوف الخلفية، ولكنهم مؤثرون جدا، وساهموا في ملفات كثيرة مزعجة بالشرق الأوسط، ومنهم وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن، وهو الآن في الثامنة والخمسين من عمره، وقبل اختياره كان وكيلا للخارجية، ثم وكيلا لمستشار الأمن القومي، ثم محللا سياسيا للشئون الدولية بشبكة "CNN".

لعب بلينكن دورا كبيرا في ملف الاتفاق النووي الإيراني تحت قيادة جون كيري، وزير الخارجية الأسبق، في عهد أوباما، والذي اختاره بايدن أيضا مسئولا عن ملف اتفاقية المناخ، وكان ترامب خرج منه، وألغاه، وأغضب الحلفاء الأوروبيين، بتعيين كيري على رأس هذا الملف، تتلقى أوروبا رسالة طمأنة كبيرة.

من المراجعة الأولى للسياسات المحتملة في عهد بايدن، فإنها ستكون بإيقاع أوباما.

ونتذكر أن بايدن كان نائبه، واتسم عهد أوباما بالنكوص عن التصدي للتمدد الروسي في الشرق الأوسط، وغياب الرغبة في المواجهة أو حتى المنازعة. أثار وقتها استياء قيادات الخليج.

يرجح أيضا أن تكون العلاقات مع المنافسين الكبيرين (روسيا والصين) علاقات تنافس وتعاون، وبايدن صرح بأنه لا داعي للعداء، لكن الروس لم يروا سببا للتعويل على أي تغيير ديناميكي، كما قالوا بالحرف، أي أن ترامب هو بايدن، وبايدن هو ترامب، بالنسبة لموسكو.

بالنسبة لنا في المنطقة والإقليم العربي، فالمشهد بدأ باتصال من بايدن بملك الأردن، أكد فيه على الشراكة وقوة العلاقات.

لم يتصل بالسعودية ومصر وبقية الخليج والحلفاء التقليديين بعد.

لماذا بدأ بملك الأردن؟ هل ثمة رسائل إلى الملوك المناظرين؟!

نتابع مع تراجع أستار المشهد .

إعلان