إعلان

لهذا سقط "ماكرون" في أول اختبار رياضي

كريم سعيد

لهذا سقط "ماكرون" في أول اختبار رياضي

كريم سعيد
09:07 م الثلاثاء 30 مايو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لم يكد الرئيس الفرنسي الجديد "إيمانويل ماكرون" يخطو خطواته لداخل أرض ملعب "دو فرانس" قبل لقاء نهائي الكأس الأخير بين "باريس سان جيرمان" و"أنجيه"، حتى انهالت عليه جماهير فريق العاصمة بوابل من صافرات الاستهجان والسخرية ليس لأسباب سياسية على الإطلاق وإنما لأسباب رياضية بحتة!

فالرئيس الفرنسي صغير السن (39 عاما)، لم يخشى على الإطلاق أن يكشف الستار عن فريقه المحبب والمفضل في عالم كرة القدم الفرنسية، قائلا إنه مشجع قديم لفريق مارسيليا.

هذا الكشف بكل تأكيد لم يكن ليسير علي هوى جماهير الفريق الباريسي، والتي لا تربطها أية علاقات جيدة بفريق الجنوب، بل تكاد تصل العلاقة بين الاثنين إلى حد العداء في أوقات كثيرة، وعلى إثره استغلت فرصة قدوم الرجل إلى ملعب مباراة نهائي الكأس حتى تذيقه بعض من صافرات استهجانها.

قد يكون "ماكرون" أثبت صراحته السياسية بدرجة كبيرة عندما تعمد مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقاء رسمي وأمام أعين الكاميرات والصحفيين بطريقة عنيفة وخشنة حتى أنه وصفها في تصريح صحفي بعد ذلك "بعدم البريئة"، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل صراحة رئيس الدولة في الشارع السياسي تصلح لكي تنتقل للشارع الرياضي؟ هل السياسي يجب ألا يكشف عن انتمائه الرياضي؟

الإجابة على هذين السؤالين، ستتطلب النظر لعوامل كثيرة، منها اختلاف "زبائن" كل شارع، فالشارع السياسي يتابعه شريحة خاصة ذات حسابات خاصة ومتغيرة ومتبدلة، وبالتالي ركض السياسي نحو "الصراحة المطلقة" سيكون منطقيا إلى حد كبير حتى يضع نفسه في خانة " الواضح" من البداية.

لكن، دخول السياسي معترك "الشارع الرياضي" بنفس النظرية أو الأسلوب، ربما لا يكون محبذا بنفس الطريقة، وذلك بسبب قلة التعامل بينه وبين هذا الشارع، فاحتكاك رئيس الدولة بعالم كرة القدم في دولته لن يزد عن مرة أو مرتين أو ثلاثة على أقصى تقدير في العام الواحد، وبالتالي هذا سيضعه في خانة "المشكوك فيه على طول الخط" إذا ما قلنا إن أغلبية محبي الرياضة وكرة القدم من محبي نظريات المؤامرة.

فمثلا، إذا خرج "ماكرون" في شهر يناير ليقول إنه "يشجع مارسيليا"، ثم سكت لبقية العام كله وبقي بعيدًا تمامًا عن التصريحات الرياضية، ثم حدث أي نوع من أنواع المحاباة للفريق الجنوبي خلال العام في أي شيء، ففورا ستتوجه أصابع الاتهام له باستخدام سلطاته من أجل فريقه المفضل، وحتى إذا خرج الرجل "ليحلف 30 يمينا" إنه ليس له دخل، فلن يصدقه أحد.

وبالتالي، أرى أن إعلان السياسي عن انتمائه الرياضي يجب أن يكون حذرا للغاية، طالما أنه اختار لنفسه العمل بالسياسة.

.. لكن هل يمكن تطبيق نفس النظرية علي الصحفي أو الإعلامي الرياضي؟ ما الأنسب أن يكون محايدا أم موضوعيا؟

أؤمن تماما على المستوي الشخصي أن الإعلام الرياضي يجب أن يكون موضوعيا لا محايدا، فالحياد في الإعلام دائما وأبدا ما سيبدو للمتلقيين على أنه "نفاق" بطريقة "امسك العصاية من النص عشان متزعلش حد"، وهو أسلوب دائما وأبدا ما أرفضه وأمقته لأنه أسلوب غير عادل وغير منصف.

لا أرى أي مشكلة على الإطلاق في إعلان صحفي أو إعلامي عن انتمائه لهذا النادي أو ذاك، فاعلان الانتماء لن يجعل هذا يفوز بالدوري أو ذلك يفوز بالكأس، ولكن وجب على الصحفي والإعلامي أن يكون موضوعيا ومنطقيا في طريقة تناوله للأمور، خاصة وأنه مختلف عن السياسي في نسبة تعامله مع الشارع الرياضي.

فإذا كان السياسي كما أوضحت أعلاه يتعامل مرة أو 3 مرات بحد أقصى مع الرياضة في العام الواحد، فالصحفي أو الإعلامي يتعامل عشرات المرات يوميا، وبالتالي كثرة التعامل ستوضح وتؤكد صدق الشخص أو كذبه.

الصحفي أو الإعلامي الرياضي عندما يخالف الموضوعية عند إبداء رأيه في مسألة بسبب تحيزه أو انتمائه لنادي مثلا، لن تكون مشكلته هنا أنه متعصب فقط، بل ستكون مشكلته الأساسية "أنه لا يصلح ليكون صحفيا أو إعلاميا أساسا".

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

إعلان