إعلان

حاميها من زمان "حراميها"- (مقال)

حاميها من زمان "حراميها"- (مقال)

04:46 م الثلاثاء 04 فبراير 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد منصور:

تحفظ لنا البرديات العديد من القضايا المتعلقة بسرقة الأثار المصرية القديمة، أشهرها على الإطلاق واقعة سمتها بردية فرعونية " قضية سرقة المقابر الكبرى"، وارتبطت وقائعها باثنان من كبار الموظفين في عهد الملك رمسيس التاسع "1142-1123 ق.م"، هما "باسر" محافظ طيبة الشرقية و "باورو" محافظ طيبة الغربية.

الواقعة، التي تحكيها بردية تم بيعها بطريقة غير شرعية فى أواسط القرن التاسع عشر، تقول إن "باسر" كان رجلاً نزيها وأمينًا، لا غُبار عليه، غير أنه كان فضوليا ووطنيًا، ومحب لطيبة الغربية التي كانت تتمتع ذلك الوقت بازدهار كبير كونها تحوي بين جنباتها المكان المعروف اليوم باسم "وادي الملوك" والذي تحوي جباله مقابر لمشاهير الفراعنة، وصلت وشايات لحاكم طيبة الشرقي مفادها أن "باورو"، حاكم البر الغربي، يقوم بالسطو على مقابر الملوك، الأمر الذي جعل "باسر" يتجاوز اختصاصاته ويستخدم كل الوسائل لإثبات التهمة على "باورو"، وحين فشل في ذلك قرر نقل شكوكه إلى رئيسه الأكبر، عله يجد عنده الحل ومعاقبة المخطئ.

نقل "باسر" الموضوع كله إلى "خع ام واست"، الوزير المحلي، وطالبه بمتابعة التحقيقات في سرقة المقابر، فشكل الوزير "لجنة" انبثقت منها عدة لجان أخري لتقييم الوضع، وقام باستدعاء الشهود والمسئولين والمتهمين، غير أنهم اقسموا على براءتهم، فاسقط الوزير التهم عنهم، وقرر "غلق باب المناقشة" لعدم كفاية الأدلة، وقام بتعنيف "باسر" واتهمه بتلفيق التهم وطالبه بالكف عن "افتعال المشكلات"، بعد شهور قليلة اكتشف الرجل الأمين أن الوزير متورط في نهب مقابر الأجداد.

لم يكف "باسر" عن البحث على القرائن، انتظر سنوات طويلة حتى رحل الوزير، وجاء بعده "نب ماعت رع ناخت"، طالبه بإعادة فتح التحقيق، جرى تحليف الشهود والمتهمين مره أخري أمام محكمة جديدة، وعندما استشعر الوزير الجديد كذبهم، قرر استخدام أسلوب "العصي"، هددهم في البدء، لم يعترفوا، فبدء في تنفيذ تهديده، وحسب البردية، ضُرب كاتب الجبانة بالعصي حتى قال "كفى سأعترف.. لقد سرقنا المقابر".

بدأت الاعترافات تتوالي من المتهمين، أرشدوا عن مكان الكنوز المنهوبة، فحل الوزير المحكمة التي كانت تُحقق في الواقعة وقرر عدم معاقبة المتهمين نظير تسليم المسروقات إليه، قرر "نب ماعت" أخذ الكنوز لنفسه، ونقلها من منازل اللصوص ومخابئهم إلى منزله.

"باسر" مات بحسرته.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان