إعلان

الفصل الأخير من محكمة مبارك.. ''إعدام ميت'' !

الفصل الأخير من محكمة مبارك.. ''إعدام ميت'' !

08:58 م الأربعاء 22 فبراير 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تقرير - عبد العزيز عادل وأحمد أبو النجا

محكمة.. هكذا ينطق الحاجب بصوت جهور.. يوم 2 يونيو.. ليقف قلب الجميع.. ويبدأ أشهر قضاة مصر في العقود الأخيرة المستشار '' احمد رفعت''، بنطق كلمات انتظرها المصريون لأكثر من 10 شهور.. كلمات الحكم على الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته الأشهر حبيب العادلي، وصديقه الهارب حسين سالم، وكبار رجال الشرطة السابقين.

مبارك ينطق ثلاث مرات

دوى صوت الرئيس السابق حسني مبارك من جديد ليصدي بقاعة محاكمة القرن، خلال الجلسة الأخيرة قبل النطق بالحكم، ففي المرة الأولي اكتفى مبارك بالرد علي رئيس المحكمة بعد النداء عليه لإثبات حضوره قائلا, "أفندم", وفي المرة الثانية لم يزد عن "شكرا سيادة الرئيس", أما في المرة الثالثة والأخيرة فقال مبارك "سأكتفي بما يقوله الأستاذ فريد".

44 جلسة.. وقرار ينتظره الملايين!

وبعد 44 جلسة طويلة بالنسبة للكثيرين, هل تخرج المحكمة بحكم يرضي به المصريين بشكل عام..وأهالي الشهداء بشكل خاص, أم سيكون قرار روتيني وغير مرض كقرار قضية مقتل متظاهري السيدة زينب- علي سبيل المثال.

44 جلسة شهدت خلالها عقبات لا تعد ولا تحصى; كانت بدايتها تقديم أحد المدعين بالحق المدني- عبد العزيز عامر, بطلب رد لهيئة المحكمة, أكد فيه أن المستشار أحمد رفعت بلغ سن السبعين في 30 يونيو 2011، وأن وجوده في العمل حتى الان غير قانوني وغير دستوري – وفقا لقوله. وأكد مقدم طلب رد هيئة المحكمة ان المستشار احمد رفعت كان المستشار القانوني لوزير المالية الاسبق يوسف بطرس غالي (هارب)، والمتورط في العديد من قضايا الفساد.

وعلى هذا فقد حدثت مشادات واتهامات بالتخوين ومشاحنات وتبادل سباب مقذع بين المدعين بالحق المدني, كان أبرزها ما حدث بين عبد العزيز عامر و عثمان الحفناوي- أحد المدعين بالحق المدني, حيث شهدت جلسة نظر طلب رد هيئة المحكمة مشادات كلامية بين كليهما بعد أن قدم الحفناوي بشهادة من نقابة المحامين تفيد شطبه من جداول النقابة لصدور حكم قضائى ضده بالحبس لمدة سنة.

كما أن هذه القضية قد شهدت أطول فترة مرافعة علي الإطلاق; حظى فيها محامي الرئيس السابق- فريد الديب, على 7 أيام كاملة لتقديم مرافعته للدفاع عن مبارك ونجليه, في حين استمر دفاع باقي المتهمين في مرافعاتهم لأقل من شهر بقليل.

بريء .. أم .. قاتل!!

اختلفت مرافعات الدفاع عن مرافعات المدعين بالحق المدني خلاف السماوات والأرض ففي حين أكد الديب أنه طبقا للدستور فإن مبارك مازال رئيسا للجمهورية حتي يومنا هذا‏,‏ واعتبر الديب أن المادة‏83‏ من الدستور تنص علي أنه اذا قدم رئيس الجمهورية استقالته من منصبه وجه كتابا بالاستقالة الي مجلس الشعب, ونقل المحامي عن نص خطاب التنحي الذي ألقاه عمر سليمان في‏11‏ فبراير استجابة لمطالب الشعب "أبلغني الرئيس رغبته في التنحي وأبلغني‏...".‏ إلا أن عددا من المحامين عن المدعين بالحق المدني قاطعوه واتهموه بالتغيير في نص خطاب التنحي الذي أذاعه التليفزيون المصري‏.

وتساءل الديب في مرافعته هل يترك رئيس الجمهورية منصبه بهذه الكيفية علي الرغم من وجود نصوص واضحة للدستور ,وقال الديب إنه في ضوء ما تقدم يصبح مبارك متمتعا بصفته كرئيس للجمهورية حتي الآن‏.‏

أما مرافعة نقيب المحامببن- سامح عاشور, فقد ألهبت قاعة المحكمة بالتصفيق الحاد, أكد فيها عاشور إنها قضية وطن وليست مجرد قضية قتل عابرة من تلك التي تمتلئ بها المحاكم. كما أكد أن النيابة العامة قد قادت سفينة التحقيق بخبرة ومهارة عالية, لافتًا إلى أنه منذ اللحظة الأولى وهناك مؤامرة على تلك القضية من قبل جهات الأمن, تأكيدا على كلام النيابة العامة.

بلادى وإن جارت علي عزيزة

وفي ختام غير متوقع لجلسات القضية التي ألهبت الشارع المصري, خرج مبارك ليطل علينا ببيت شعر يؤكد فيه علي ما جاء في الخطاب السابق علي خطاب التنحي, فهو للمرة الثانية يؤكد على إعتزازه بمصر وأنه لن يتركها وسيموت فيها, ختم مبارك مذكرته بـ " بلادى وإن جارت علي عزيزة...وأهلى وإن ضنوا على كرام".

وفي النهاية، هل يسدل الستار عن محاكمة القرن أم سيبدأ فصلا جديدا من المسرحية التي يعتقدها البعض، أم يكون الحكم على مبارك مرضيًا حتى لو كان في حكم " الميت"، وحتى لو كان أيضًا بـ''الإعدام'' ؟

 

اقرأ أيضًا:

قاضي مبارك مهددًا: ''سأتنحى عن نظر الدعوى أذا تكلم أحد في الجلسة التاريخية''

إعلان