إعلان

" رفض محاولات الاستغلال المذهبي".. ننشر توصيات المؤتمر العالمي للإفتاء "إدارة الخلاف الفقهي"

03:17 م الأربعاء 16 أكتوبر 2019

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود مصطفى:

أعلن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، توصيات المؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية " الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، الذي عقد على مدار يومين بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتضمنت التوصيات ما يلي:

أولًا: يُثَمِّنُ المُؤتَمَرُ جهودَ الأمانةِ العامةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ للنهوضِ بالإدارِة الحضاريةِ للخلافِ الفقهيِّ والإفتائيِّ، ويُقَدِّرُ سبقَها لجمعِ كلمةِ المعنيِّينَ بالإفتاءِ في العالمِ لترشيدِ هذا الخلافِ واستثمارِه.

ثانيًا: يدعمُ المؤتمرُ –بقوةٍ- ما صدرَ عنه مِن مبادراتٍ فعَّالةٍ بتخصيصِ يومٍ عالميٍّ للإفتاءِ، وتخصيصِ جائزةِ الإمامِ القرافيِّ للتميزِ الإفتائيِّ، وإصدارِ وثيقةِ التسامحِ الفقهيِّ والإفتائيِّ، ويدعو جميعَ الأطرافِ المعنيةِ إلى الالتزامِ بها وتفعيلِها على كافةِ الجهاتِ.

ثالثًا: يؤكدُ المؤتمرون على اختلافِ مذاهبِهم وبلدانِهم على أن الاختلافَ الإنسانيَّ قَدَرٌ وسنةٌ حضاريةٌ، وأن محاولةَ إنكارِه إنكارٌ للإرادةِ الإلهيةِ في الخلقِ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}.

رابعًا: يؤكدُ المؤتمرُ على أنَّ الإدارةَ الحضاريةَ للخلافِ الفقهيِّ هي الأسلوبُ الأمثلُ لاستثمارِه للصالحِ الإنسانيِّ.

خامسًا: يؤكدُ المؤتمرُ على أنَّ تاريخَ الاختلافِ الفقهيِّ قد مرَّ بفتراتٍ متفاوتةٍ منَ الصعودِ والهبوطِ وأنه يمكنُ التعلمُ واستلهامُ الخبرةِ والانتقاءُ من كافةِ مراحلِه التاريخيةِ.

سادسًا: تمثلُ المذاهبُ الفقهيةُ الإسلاميةُ في مجموعِها وتفاعلِها العلميِّ فيما بينها تجربةً إنسانيةً يجبُ استثمارُها والإفادةُ منها.

سابعًا: نؤكد على وجوبِ احترامِ الاختلافِ المذهبيِّ والعملِ على نَشْرِ هذه الثقافةِ، انطلاقًا من أن احترامَ الرأيِّ المخالفِ حجرُ الأساسِ في التماسك الاجتماعي وتحقيقِ الاستقرارِ، وندعمُ هذا الأمرَ بكافة الوسائل في مجال التعليم بمراحلِه المختلفة.

ثامنًا: يدعو المؤتمرُ إلى اعتبارِ الحفاظِ على منظومةِ المقاصدِ الشرعية الميزانَ الأهمَّ للاختيارِ من المذاهبِ والترجيح بينها.

تاسعًا: يدعو المؤتمرُ جميعَ الدول الأعضاء بالأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم والمجامعَ الفقهيةَ والهيئاتِ الدينيةَ إلى تبادلِ الخبراتِ في مجالِ إدارةِ الخلافِ الفقهيِّ، واعتبارِ استراتيجيةِ الأمانةِ خارطةَ طريقٍ لذلك، وهي ما تعبرُ عنها "وثيقةُ التسامحِ الفقهيِّ والإفتائيِّ".

عاشرًا: تحثُّ الأمانةُ دُورَ الفتوى وهيئاتِها ومؤسساتِها على الاستفادةِ مِنَ الوسائلِ التكنولوجيةِ الحديثةِ وتطبيقاتِها الذكيةِ في دَلالةِ المستفتينَ على الاختيارِ الفقهي الرشيدِ المبنيِّ على الأصولِ العلميةِ، وعدمِ تركهم نهبًا للأفكارِ المتطرفةِ أو الاضطرابِ في معرفةِ الحكمِ الشرعيِّ.

حاديَ عشرَ: يوصي المؤتمرُ الباحثينَ وطلابَ الدراسات العليا في الدراساتِ الشرعية والاجتماعية والإنسانية بتقويمِ تجاربِ التحاورِ المذهبي للابتعادِ عن المثالبِ والتمسك بالمزايا، وكذلك دراسةِ أثرِ التجربةِ المذهبيةِ في مراحلِها وأحوالها على المجتمعات المسلمة إيجابًا وسلبًا.

ثانيَ عشرَ: يرفضُ المؤتمرُ كلَّ محاولات الاستغلالِ المذهبيِّ التي تمارسها بعضُ الجماعاتِ التي لا ينتجُ عنها إلا الصراعُ الذي يشوِّه صورةَ المذاهبِ ويخرجُ بها عن قيمِها ومقاصدِها.

ثالثَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ مراجعَ المذاهبِ المختلفةِ ومؤسساتِها إلى دمجِ برامج تربية فقهية رشيدة مقرونةٍ ببرامج تدريس المذاهب لكافةِ مراحلِ التعليم.

رابعَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ علماءَ المذاهب إلى العناية بتجديد المذهب عن طريق الإجابة عن الأسئلة العصرية حول المذهب أصولًا وفروعًا، وخاصةً تلك التي يتناولها الشبابُ، وكذلك إرشادِهم إلى الطريقةِ المثلى للتعاملِ مع أربابِ المذاهبِ المختلفة بلا تعصبٍ ولا تفريطٍ.

خامسَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ دُورَ الإفتاءِ وهيئاته ومؤسساته إلى العناية ببرامجِ التدريب على الاختيار الفقهي والإفتائي الرشيد، بما يوازنُ بينَ المحافظةِ على التراثِ الفقهيِّ والإفتائي والوفاء بمتطلبات الواقع الوطني والإنساني.

سادسَ عشرَ: يُشيدُ المؤتمرُ بالمبادرات والجهود التي سعت إلى الوحدة ولم الشمل ونبذ التعصب على نحو ما كان في وثيقةِ الأخوة الإنسانيةِ من أجل السلام العالمي والعيشِ المشترك، ووثيقةِ مكةَ المكرمةِ، ويدعو إلى التمسك بما توصلتْ إليه هذه الجهودُ والعملِ على تحويلِها إلى برنامجِ عملٍ على أرضِ الواقعِ.

سابعَ عشرَ: يُشيدُ المؤتمرُ بالجهود المبذولة من قِبَلِ الدولِ والمؤسسات للتقارب والأخوة.

ثامنَ عشرَ: يستنكرُ المؤتمرُ التصرفاتِ العنصريةَ المقيتةَ وجرائمَ الكراهيةِ التي يرتكبُها بعضُ الأشخاصِ ضدَّ المسلمينَ حول العالمِ بما باتَ يُعرفُ بالإسلاموفوبيا، ويدعو الجهاتِ والمؤسساتِ المعنيةَ إلى تحمُّل مسئوليتِها الإنسانيةِ لوقفِ هذه التصرفاتِ والجرائمِ.

تاسعَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ الجهاتِ والمؤسساتِ المعنيةَ إلى النظرِ بشكل جِدِّيٍّ لما يحدثُ في مناطقِ الصراعِ في العالمِ والسعيِ الجادِّ إلى اجتثاثِ جذورِ التصارعِ والاحترابِ، ووقفِها، وبالأخصِّ ما يتذرَّع بحججٍ دينية أو مذهبية ليس لها أساسٌ من الصحةِ.

عشرينَ: يشيدُ المؤتمرُ بجهودِ التكاملِ الإفتائي على أساسٍ علميٍّ سليمٍ مع التأكيدِ على نبذِ الاستغلالِ المذهبيِّ أوِ السياسي لمجالِ الإفتاءِ بما يفسدُه ويذهبُ بمقاصدِه.

حاديًا وعشرين: يدعو المؤتمرُ إلى إخراجِ تصنيفٍ علميٍّ رصين يبرز أخطاءَ المتطرفين تجاهَ الفقه الإسلامي ومذاهبِه أصولًا وفروعًا، وتكلَّفُ الأمانةُ العامةُ لدورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالم بذلك.

ثانيًا وعشرينَ: يدعو المؤتمرُ إلى الإفادة المتبادلة من جهودِ الحوارِ المذهبي والحوارِ الديني والحضاري الرشيدِ، والتواصلِ بين الدوائر المختلفة العاملة في الحقول المذهبية والدينية والحضارية.

وتوجَّهُ المُجْتَمِعونَ بالشكرِ والتقديرِ إلى الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي، لِرعَايتِهِ الكريمةِ للمؤتمرِ، مُتمَنِّينَ لِمِصْرَ -كِنَانَةِ اللهِ في أَرْضِهِ- كلَّ التوفيقِ والنجاحِ في أداءِ دَوْرِهَا الرائدِ في كافَّةِ المجالاتِ.

فيديو قد يعجبك: