إعلان

خبراء عن منشور التعليم بشأن "تطرف المعلمين": شرط وحيد ليحقق هدفه

12:51 م الثلاثاء 02 يناير 2018

وزارة التربية والتعليم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - ياسمين محمد:

أثار منشور عممته وزارة التربية والتعليم، على المديريات التعليمية؛ بشأن التأكيد على متابعة مديري المدارس لأي سلوك متطرف يصدر من أي معلم أو معلمة، جدلًا واسعًا.

وشدد المنشور على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة؛ للحيلولة دون التأثير السلبي على الطلبة، أو تزويدهم بمعلومات مغلوطة أو قيم هدامة أو فكر متطرف، والتنسيق مع جهات الأمن، إذا تطلب الأمر.

ويرى البعض ضرورة تعميم مثل هذه النشرة، لأن المعلم هو المؤثر الأول على الطلاب، وإساءة استخدام وظيفته تمثل خطرًا كبيرًا على عقول الناشئين، يرى آخرون أن الوزارة لم تتعامل مع الأمر بشكل مناسب، واتخذت الطريق الأمني وسيلة لمواجهة الفكر المتطرف.

ويقول طارق نور الدين، الخبير التعليمي، إن الإبلاغ عن أصحاب السلوكيات المتطرفة من المعلمين، ليس من وظيفة مدير المدرسة، ومثل هذه القرارات العقيمة تتيح أرضًا خصبة لتصفية الحسابات داخل المدارس، خاصة أن النشرة لا تتضمن تعريفًا للسلوك المتطرف، أو آليات تنفيذ تضمن عدم اضطهاد مدير المدرسة للمعلمين.

ولفت نور الدين، في تصريح لـ"مصراوي"، إلى أن تعميم المنشور على المدارس، يعني أن المعلمين أصحاب الأفكار المتطرفة، سواء دينية أو أخلاقية أو غيرها، أصبحوا ظاهرة، أي أن أكثرهم متطرفون، وهذا مخالف للحقيقة.

ولفت نور الدين إلى أنه من الأجدى أن تتعامل الوزارة مع الوقائع الفردية، كأن يبلغ مدير المدرسة الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم، بأي تصرف غريب صدر من أحد المعلمين، وتحقق الجهة في السلوك وتصنيفه وإحالته للجهات الأمنية إذا لزم الأمر.

وقال نور الدين، إن هناك معلمين أصحاب أفكار متطرفة بالفعل، ولكن دور وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن، تفعيل استراتيجية الأمن الفكري الموضوعة في إطار الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم 2014/2013، ووضع منظومة قيم إيجابية ملزمة، تضمن ألا يخرج ما يُقدم للطالب عن المناهج المقررة.

من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن هذا المنشور يدعو للأسف، لأن الأصل أن المدارس مكان لغرس الانتماء الوطني، بعيدًا عن الطائفية أو التطرف، ولابد من التعبير عن ذلك من خلال المناهج والأنشطة وأسلوب الإدارة، والدولة انصرفت عن تحقيق هذا الدور بالمدارس، ما حوّلها لبؤرة للتطرف.

وأضاف مغيث أن الوزارة بدلًا من أن تعيد صياغة فكرة المواطنة، استخدمت الأسلوب "الأمنجي"، ما قد يحوّل الأمر لمؤامرات وشكاوى كيدية.

ولفت إلى أن صياغة المنشور ركيكة، وتتضمن ألفاظًا مطاطة، دون آليات تنفيذية واضحة، مؤكدًا أنه ضد خروج المعلم عن محتوى مادته، ولكن كان من المفترض وضع لائحة وزارية تحدد السلوكيات المتطرفة والأساليب المتبعة حال قيام مدرس بمثل هذه السلوكيات.

ولفت حازم حامد، أحد المعلمين ومنسق اتحاد معلمي مصر، النظر إلى أن التعليمات الواردة بالمنشور ليست جديدة، وشهدت الفترة الماضية تعميم عدة منشورات تؤكد عدم الخوض في الأحاديث السياسية بالمدارس، مع كتابة تقرير سنوي عن كل معلم، شاملًا سلوكه مع زملائه ومع الطلاب.

وشدد حامد على أهمية التزام المعلم بعدم الخروج عن النص عند تدريس مادته، لأن كل كلمة يتفوّه بها تؤثر على تفكير الطلاب، ولكن لابد من وضع آليات للتطبيق، وعدم التعامل مع تقارير مدير المدرسة الموكل بالمهمة، بصيغة التسليم.

وأوضح أنه لابد من اعتبار تقرير مدير المدرسة مجرد معلومات يجب التحقق من صحتها، والتأكيد على المدير بأنه عرضة للمحاسبة في حال كيدية الشكوى؛ حتى يحقق المنشور هدفه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان