إعلان

''هيكل'': الإخوان كـ''أهل الكهف'' لا يعرفون لغة العصر أو آلياته

07:04 م الخميس 11 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

''هيكل'': الإخوان كـ''أهل الكهف'' لا يعرفون لغة العصر أو آلياته
 
القاهرة- محرر مصراوي:

شبه الكاتب محمد حسنين هيكل جماعة الإخوان المسلمين بـ''أهل الكهف''، الذين مكثوا في كهفهم سنوات وعقودًا ثم خرجوا فجأة وهم لا يعرفون لغة العصر أو آلياته، ويصرون على فرض ما يريدونه بالقوة، لشعورهم الدائم بأن الشعب يتربص بهم.
 
وأضاف ''هيكل'' في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، الخميس، على قناة ''سي بي سي'' أن ''الإخوان يحاولون دائمًا الالتفاف على القانون''، مؤكدًا أن ثمة فارقًا كبيرًا بين تفسير القانون وتأويله والبحث عن الفخاخ فيه، وتابع: ''هناك شبهة بأن جميع قرارات مرسي باطلة لعدم وجود توقيع من رئيس الوزراء في النظام الذي اختاره لدستوره''.
 
وأوضح ''هيكل'' أن أصحاب الكهف فشلوا في توصيف الأزمة الاقتصادية ووضعوا بجوارها حلولًا عاجزة، ولا يمكن مقارنة ما يسمى ''مذبحة القضاء'' في عهد عبد الناصر بمذبحة شرسة في حال الإقدام على استبعاد 3500 قاض، بحسب تصريحات مهدي عاكف، المرشد السابق للجماعة.
 
وحول تفسيره للازمة الراهنة قا:  يبدو أن الأزمات تعلم الشعب المصرى نوعاً من الأدب على طريقة فيلم ''ساعي البريد'' عن رواية بعنوان ''الصبر المحترق'' للمؤلف أنطونيو سكارميتا، تدور أحداث القصة سنة 1952 فى قرية تقع فى جزيرة إيطالية صغيرة، وتتحدث عن ساعى بريد بسيط وخجول، يفتقر إلى الخبرة فى مهنته، وعلاقته بالشاعر التشيلى بابلو نيرودا، الحائز على جائزة نوبل فى الأدب، بعد أن ترك بلاده الأصلية تشيلى إثر حظر الحزب الشيوعى فيها عام 1948، وتجول فى أوروبا قبل أن ينتهى به المطاف للعيش فى المنفى فى الجزيرة الإيطالية الصغيرة للتمتع بقسط من الهدوء والراحة بعيداً عن المشاكل السياسية فى بلاده.
 
وتابع: فالرواية كما نرى تجمع بين شخصية تاريخية حقيقية هو نيرودا، وشخصية فنية هى ساعى البريد الذى يبذل كل محاولة ممكنة لمصادقة الشاعر المرموق، وكسب ودّه، فيما ينقل إليه كميات هائلة من الرسائل التى يأتى معظمها من نساء معجبات بالشاعر رغم تقدمه فى السن، ما يزيد إعجاب ساعى البريد البسيط بمثله الأعلى الشاعر الشهير، وعندما سأله عن سر نجاحه وشهرته، وقال إنه يرغب فى أن يكون مثله، قال له ''نيرودا'': ''عليك أن تخرج من الأسلوب السردى وتأخذ الأسلوب التصويرى''، وأنا الآن أجد فى ظل المآسى التى نعيشها أمثلة تصويرية لتحليل الموقف، فقد قال واحد من أجل القضاة وخيرتهم: ''لا تتعب نفسك، نحن الآن فى قطار سريع، لدينا من الحرية التنقل بين غرف الطعام وكبائن النوم والصالون، لكن القطار يأخذنا جميعاً إلى الطريق الذى لا نعرف وجهته، والمشكلة أننا لم ندرك أن غرفة القيادة داخل القطار والقائمين عليها لايعرفون إلى أين نحن ذاهبون، فهو يتحرك بسرعة على القضبان طالما وجدها فى طريقه، لكن المشكلة الأكبر تتمثل فى ثلاثة أمور: إما أن ينفد الوقود فى أى وقت، أو يخرج القطار إلى العراء''، أنا أعتقد أن هذا المشهد قريب جداً مما نحن عليه الآن.
 
وواصل: أعود إلى نفس القاضى الذى قال أيضاً: ''إذا كان هذا حال الشعب، فإن حال السلطة أشبه بمن وضع يده فى جار الحلوى، وأخذ يحاول بقبضته أن يأخذ الحلوى ويكبش أكبر قدر منها وعندما رفع يده إليهم بإخراجها من الجار لم يستطع''، وأنا بدورى الآن مستعد لأن أقوم بما قام به البوسطجى بالضبط، وأقول إننا أهل الكهف، أقصد من يحكمنا، فهم ناس خرجوا ولم يتعلموا شيئاً، ولم يعلموا أن الزمن اختلف، ولغة الخطاب نفسه تغيرت، والقرآن يخبرنا بأن أهل الكهف مكثوا فى كهفهم 309 سنين، ومن معنا اليوم مكثوا فى كهفهم بين السبعين والثمانين عاماً، وخرجوا للعالم وأخذوا السلطة فى ظروف معينة، وقد اختلفت العملة واللغات واختلفت أيضاً المقاييس ولم يعرفوا أن العالم تغير وهم بعيدون عنه، ويصرون على أن يتعاملوا بنفس المنطق والطريقة، ولا يستطيعون تصور هذه التغيرات، والمسألة أن هناك ثقافة معادية لهم لأن الشعب المصرى لن يتخلى عن تاريخه وثقافته.

''من قام بالثورة لم يصل إلى الحكم''، طرح قال عنه ''هيكل'': المعتاد أن من قام بالثورة يصل إلى الحكم لكى ينفذ البرنامج الذى دعا إليه وعارض من خلاله الحكام، ولو افترضنا أن نسبة مشاركتهم فى الثورة 10 أو20%، لكنهم فى حقيقة الأمر قلة فى فلك القوة التى ساهمت فى تغيير الأوضاع، ثم جاءوا واستولوا على السلطة كاملة دون مراعاة للآخرين، والمشكلة الأكبر التى تجعلنا نشعر بالأسى أن من أتوا إلى مصر فى هذا العصر يشعرون دوماً أن الجميع فى حالة تربص بهم، وهذا الإحساس يدفعهم إلى مزيد من العناد والمكابرة، فالحاكم يعتقد أنه مظلوم رغم أن المظلومية انتهت، وهم الآن فى الحكم، والناس كانت على استعداد لأن تمنحهم الفرصة أو ميزة التجربة، لكنهم مع الأسف الشديد لا يستفيدون من التجربة بسبب الثقافة السائدة أو العناد والإصرار، أو لأنهم لا يفهمون أننا وصلنا إلى درجة تشبه المواجهة بين تيارين، وهذا شىء مخيف.  

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان