إعلان

في الذكرى الثانية لـ''محمد محمود''..كيف أصبح مصابو شارع عيون الحرية (تقرير)

10:25 م الإثنين 18 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- جهاد الشبيني:

أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما، هل ترى؟.. هذا البيت الذي كتبه الشاعر المصري أمل دنقل في السبعينيات وردده من خلفه الألوف بل والملايين، هذا التساؤل الذي رددته ألسنة كل من رأى وشاهد ورصد وبكى وأصيب في موقعة العيون ''محمد محمود''.

''هي أشياء لا تشترى''. هكذا كانت إجابة شاعرنا على التساؤل التي لم تختلف كثيرًا عن إجابة منتصر محمد حسانين، أحد مصابي محمد محمود، الذي فقد عينه اليمنى بفرد خرطوش يوم 23 نوفمبر.

منتصر، الذي يعمل معاون خدمة في هيئة سكك حديد مصر، لا يجد من يتكفل بعلاجه الشهري الذي لا يتعدي المئتي جنيه، فبعد أن أجرى عمليتين لعينه كان ''ولاد الحلال''- حسبما عبَر- قد ساعدوه على تحمل نفقاتهما، يضطر منتصر أن يتغيب عن عمله في بعض الأحيان لارتفاع ضغط عينه وعدم قدرته على تحمل آشعة الشمس والأتربة وتلوث الهواء.

ليس وحده منتصر من لا يقدر على تحمل نفقات علاجه أو يجد مستشفى تستقبله دون أن يتحمل أعباء مالية فوق إمكانياته، فيقول معاون الخدمة: ''لقد توقفت عن طلب العون ممن كانوا يساعدونني؛ فأعداد المصابين تتزايد بتعاقب الأحداث وأريد أن أعطي الفرصة لغيري حتى يحظوا بالرعاية الطبية. ربما يحتاجونها أكثر مني''.

مضاعفات مرضية
''19 عامًا.. هكذا كان عمره حينما أصيب برصاص حي في بطنه وفرد خرطوش في صدره يوم 23 نوفمبر وقت أحداث محمد محمود الأولى''، قالتها والدة محمد أبو بكر شاكرة الله راضية بقضاؤه لكل ما أصاب ابنها في هذه السن الصغيرة.

تحاول أم محمد، ربة المنزل، أن تصف لي وضع ابنها باختصار شديد، حتى لا يكون كلامها ''شكوى لغير الله''- حسبما عبرت-، فتقول: ''قامت السيدة هبة السويدي بجمع التبرعات لعلاج ولدي عندما أصيب، فنُقل من مستشفى القصر العيني القديم إلى الفرنساوي، ولكننا لا نستطيع أن نجد له مكانًا يستقبله كلما تعرض لمضاعفات نزيف الأنف أو ارتفاع ضغط الدم أو ضيق التنفس''.

بعد إصابته، تقول والدته إنه اشتغل مندوبًا بإحدى شركات التأمين بالأزبكية بالتوازي مع دراسته في أحد معاهد الدراسات النوعية، الأمر الذي يشكل عائقًا آخر أمام الاثنين، حيث توضح أم محمد أن مصاريف المعهد تفوق المعاش الذي تتلقاه من وزارة الشؤون الاجتماعية بأضعاف.

كفيف ثورة
''كفيف ثورة''.. هكذا لقب رضا عبد العزيز- ابن الواحد وعشرين عامًا وخريج كلية السياحة والفنادق- نفسه بعد إصابته بخرطوش في عينيه الاثنتين يوم 20 نوفمبر 2011، وفقدانه للبصر نهائيًا.

على عكس من سلف ذكرهم، لم يكن لرضا أي شكاوى تتعلق بعلاج يحتاجه أو بدعم مالي يريده، وإنما كانت مطالبه تتلخص في أمرين. الأول: محاكمة كل من تسبب في قتل أي شخص أثناء الفترة الانتقالية التي حكم فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة من 11 فبراير 2011 وحتى 30 يونيو 2012، والثاني: أن يقف عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع موقف الحياد وألا يتدخل في الحياة السياسية.

حتى الآن، لم يتم تحديد موعد جلسة للحكم في قضية رضا عبد العزيز المتعلقة بما تعرض له في أحداث محمد محمود، وكذلك فلم يستلم رضا شقته التي يكفل توفيرها المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، حسبما أفاد.

آلاف المصابين
منتصر ومحمد ورضا ما هم إلا 3 مصابين من بين أعداد لم تستطع أي جهة حقوقية كانت أو رسمية حصرها بشكل قاطع، فمن جهتها أوضحت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في تقريرها لها، أن مستشفى قصر العيني استقبلت وحدها 49 حالة إصابة في العين، في الفترة ما بين 19 نوفمبر وصباح 24 نوفمبر، فضلًا عن الحالات التي استقبلتها المستشفيات الميدانية المحيطة بموقع الأحداث.

كانت تلك الإحصائية مغايرة لما أشار إليه الموقع الرسمي لـ''ويكي ثورة'' التابع للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي أوضح أن عدد مصابي أحداث محمد محمود في الفترة من 19 وحتى 22 نوفمبر بلغ 4455 مصاب، فيما كان مجمل أعداد المصابين وفقًا للمصادر الرسمية 4043 مصاب.

تجدر الإشارة إلى أن المجلس القومي لرعاية أسر شهداء ومصابي ثورة 25 يناير قد أعلن في أكتوبر الماضي عن تسليمه دفعة معاشات جديدة لثمانية مصابين، لافتًا إلى أنهم بصدد الاستمرار في صرف باقي دفعات معاشات المصابين بمجرد استكمال أوراقهم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان