إعلان

مصراوي في موقع انفجار حدائق المعادي.. هنا اختلطت دماء "إثيوبيا ومصر والسودان" (صور)

05:02 ص الأحد 11 ديسمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

تصوير - محمود أبوديبة:

عقارب الساعة تقترب من السابعة مساء السبت، الأمور تبدو طبيعية بحارة الرضا المتفرعة من شارع الحرية بمنطقة حدائق المعادي، بينما يجلس الحاج محمد قصير القامة ذو الشعر الأبيض مع صاحب محل مصوغات ذهبية على ناصية الشارع متراص العقارات، يتبادلان أطراف الحديث حول غلاء الأسعار وإمكانية شراء حلوى المولد من عدمه ليقطع حديثهما دوي انفجار هائل هزَّ المنطقة بأكملها.

أصوات الصراخ هنا وهناك، كر وفر، هرج ومرج، الجميع يهرول نحو مصدر الصوت "إحنا افتكرنا الصوت ده زلزال لأن الغبار كان مغطي المنطقة كلها".. يقول الحاج محمود تبين أن الصةت  ناتج عن تسرب غاز بشقة بالطابق الثالث بعقار مكون من 7 طوابق يقطنه مجموعة من الأفارقة "كلهم من السودان وإثيوبيا"، وذلك في حديثه لمراسل مصراوي بموقع الحادث.

واجهة مهشمة، منقولات منزلية ملقاة على الأرض، زجاج متناثر في كل مكان، هذا ما تبقى من العقار وسط تواجد أمني مكثف من قبل أفراد الشرطة التابعين لقسم شرطة دار السلام، يمنعون اقتراب أي شخص من العقار "يا أمين.. محدش يعدي من هنا مش ناقصين"، يقول ضابط برتبة عقيد، محذرا الأهالي من تخطي الحواجز التي تم وضعها.

يقف الدكتور هاني، طبيب الأسنان، أمام منزله المواجه للعقار المنكوب مسترجعا ما حدث "أنا كنت نازل من البيت رايح العيادة، ومشيت خطوتين فحصل الانفجار"، يوضح الطبيب صاحب الجنسية اليمنية بلغة عربية فصحى أنه هرول نحو شقته للاطمئنان على زوجته وأبنائه "معرفتش أعمل حاجة، ونزلت اشتريت أدوية للأولاد وركبي سايبة". يلتقط صديقه الدكتور ماجد، أطراف الحديث منوها بأن العقار ذاته شهد حريقا هائلا العام الماضي بالطابق الأول جراء إهمال قاطنيه وعدم إحكامهم غلق أسطوانة البوتاجاز.

تسبب الانفجار الناتج عن تسرب غاز -بحسب نائب مدير الحماية المدنية بالقاهرة- في حالة من الخوف والذعر انتابت قاطني المنطقة، "إحنا جرينا على العمارة، ونزلنا السكان بالعافية من على السلالم لأنهم كانوا خايفين"، يشير سامح الشاب العشريني إلى أنهم أنقذوا المنطقة من كارثة محققة بعدما بادر عدد من الشباب لإخلاء العقار من 7 أسطوانات غاز.

ومع ارتفاع ألسنة اللهب، قرر شخص إثيوبي يبلغ من العمر 22 عاما القفز من الطابق الثالث هربا من الحريق الذي التهم جسده، ليسقط جثة هامدة، رغم محاولة الأهالي لإنقاذه ونقله إلى مستشفى المبرة بالمعادي، لكنه توفيَّ متأثرا بجراحه، ليتبعه طفل 12 عاما اتخذ قرارا بالحفاظ على آماله في البقاء على قيد الحياة فقفز من شرفة منزله بالطابق الأول ليصاب كسور وكدمات بالجسم.

عقب مرور نصف ساعة على الحادث، وصلت سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء والإنقاذ البري موقع الانفجار، وبلغت الحصيلة النهائية متوفٍ و6 مصابين بينهم حارس العقار المصري، حيث تم تحويلهم إلى مستشفى قصر العيني، وأكد مصدر طبي بوزارة الصحة أن حالتهم مستقرة.

على بعد أمتار قليلة، تفترش سيدة سودانية الأرض مستندة على حائط إحدى المحلات شاخصة ببصرها نحو ركام العقار "أنا كنت في الشغل، واتصلوا بيَّ وبلغوني بالحادث، وجيت لقيت العفش على الأرض والهدوم، مش عارفة هنام فين ولا هنعمل ايه؟".بينما يقف محمد حديث الزواج بشرفة شقته بالطابق الثالث المجاور لموقع الحادث محاولا إيجاد تفسير لما حدث "أنا كنت نايم، وصحيت على صوت جامد فقولت دي قنبلة، لأن زجاج البيت اتكسر".

وعن حالة العقار، أكد اللواء صبري سيد، رئيس حي دار السلام، أن "العقار آمن، بس إحنا شكلنا لجنة ثلاثية لعمل المعاينة اللازمة" ليقطع حديثه صوت ضجيج أمام باب العقار المنكوب إثر اصطفاف قاطنيه، مطالبين بضرورة الصعود إلى منازلهم للحصول على مبالغ مالية ومشغولات ذهبية بداخلها، ليرد العميد أيمن عبد العزيز، مأمور قسم دار السلام بصوت جهوري "مافيش حد هيطلع ياخد حاجة إلا لما النيابة تيجي"، بينما يجلس ضابط برتبة ملازم أول على مقعد خشبي وأمامه منضدة مربعة الشكل عليها مصوغات ذهبية وجواز سفر وبطاقات ائتمان خاصة بمصابي الحادث.

وتجمع عدد من الجالية السودانية الذين حضروا لمساندة متضرري الانفجار، والتفوا حول شاب ذو بشرة سمراء قصير القامة يدعى توماس الذي يقطن بالطابق السادس "أنا كنت في الشغل ولسه جاي، بس مش عارف هنعمل ايه، لأن السفارة لم تتواصل معنا حتى الآن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان