صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

07:26 م الجمعة 17 أبريل 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تصوير- حسام دياب:

كتابة- شروق غنيم:

مع كل موسم يتجدد المشهد؛ احتفالات في قرى صعيد مصر بموسم حصاد قصب السكر، أغاني تم تأليفها خصيصًا لهذا الحدث "القصب كسرناه.. ع المصنع رحلناه"، انطبعت الاحتفالات في وجدان أهل الصعيد، صارت من الموروثات الشعبية، في الأقصر يحتفل البعض بالمزمار البلدي، أما في قرى أخرى فتكتفي بترديد الأغاني، ومثلما تحتل فترة الحصاد فرحة خاصة في قلب كل مُزارع، ينال الصغار نصيبًا أيضًا منها.

يشق قطار ديكوفيل الذي يحتضن القصب طريقه في سكك حديد داخلية بين بيوت أهل الصعيد، وهو حلقة الوصل بين المزارع ومصانع السكر. على مهل تتحرك عربات القطار، ما إن يلمحها الأطفال يهرولون خلفه، تطغى ضحكاتهم على أصوات ضجيج القطار، يجذبون الأعواد من ثنايا القطار المكشوف، أو التي سقطت على الأرض، يبعدهم حُراس القطار دون جدوى، يتفاخر من حصد أكبر عدد من القصب، وبينما يبتهج الأطفال بالحدث لا يخلو المشهد من لحظات مأساوية.

إلى الجنوب في رحلة إلى محافظة قنا لتوثيق حكايات شتى، عايش المصور الصحفي حسام دياب تلك التجربة، حين مر قطار القصب في إحدى قرى نجع حمادي في يونيو من عام 2009 المنصرف. مع كل قرية جديدة يقف القطار حاملًا المزيد من القصب في الحدث الذي أطلق عليه أهل الصعيد "موسم الخير".

رغم ذلك تنقلب الفرحة أحيانًا إلى مأتم؛ فالقطار الذي يمر في مساره على المنازل والمدارس ملتقطًا أعواد القصب، يحصد أيضًا ضحايا في المحافظات المختلفة والتي تمتد فيها زراعة القصب من محافظة المنيا شمالًا وحتى أسوان جنوبًا. فعبر السنوات الماضية لا يغيب القطار عن شريط الأخبار حينما يدهس أحد أطفال القرية، أو مع خروجه عن مساره، وكان آخرهم ما حدث في آخر مارس الماضي في قرية أولاد نجم التابعة لمركز نجع حمادي.

في الصعيد الجواني.. مغامرةالأطفال مع قطار القصب