إعلان

من الباخرة للعزل.. الطبيب المرافق لحاملي كورونا يروي لـ"مصراوي" تفاصيل الرحلة

04:16 م الأربعاء 11 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر – محمد محروس:

كانت الساعة تدق السادسة مساءً يوم السبت الماضي.. مسؤولو الصحة وقتها كانوا داخل غرفة العمليات المنعقدة على مدار الساعة في الأقصر، بعد أن جرى تجهيز سيارات الإسعاف والطائرة التي ستنقل حاملي فيروس "كورونا" الموجودين على متن الباخرة السياحية "A SARA" إلي الحجر الصحي في مستشفي النجيلة بمرسي مطروح، فكل شيء على ما يرام ولم يتبق سوى اختيار الطبيب الذي سيرافقهم.

إخصائيون بالطب الوقائي غالبيتهم موجودون داخل الباخرة وعددهم لا يسمح بأن يؤدي أي منهم مهمة المرافقة للمرضى.. اتصالات مكثفة للاختيار وفي وسط النقاشات المحتدمة داخل الغرفة التي حضرها الدكتور علاء عيد، مساعد وزيرة الصحة للطب الوقائي، والدكتور السيد عبدالجواد، وكيل وزارة الصحة في الأقصر، اقترح الدكتور بكري عبدالستار منسق عام التأمين الصحي للمستشفيات بمديرية الشؤون الصحية أن يؤدي هو المهمة.

"مصراوي" تواصل هاتفيًا مع الدكتور بكري عبدالستار الذي ما زال في الحجر الصحي بمرسي مطروح؛ ليروي تفاصيل قراره ورحلته برفقة 45 حاملًا لفيروس كورونا بينهم 18 أجنبيا و27 مصريًا حينها من طاقم عمل الباخرة.

قال الدكتور بكري عبدالستار: "عندما ظهرت بؤرة لفيروس كورونا على متن الباخرة السياحية كلنا تحركنا وعقدنا غرفة عمليات في مستشفى الأقصر العام لإدارة الأزمة ثم أجرينا مسحًا طبيًا لـ11 على الباخرة، وفي اليوم الثاني ظهرت نتيجة عينات المقيمين على متنها فكانت 33 حالة إيجابية، إضافة إلى الـ12 الذين ثبتت سلبية عينات 11 منهم بالمسح الأخير".

يضيف عبدالستار: "وفور صدور نتائج التحاليل صدر قرار بنقل حامل الفيروس للحجر الصحي في مرسي مطروح ونظرًا لعدم كفاية المتواجدين وعند وصول الطائرة وبوجود جميع القيادات الصحية والانتهاء من التجهيزات لنقل المرضى شعرت لحظتها أنه لا بد أن أتحمل المسؤولية بمرافقة 34 حاملًا للفيروس؛ لأن بقاءهم في المركب يزيد من احتمالية زيادة العدد؛ لذا قررت أن أرافقهم وأبلغت وكيل وزارة الصحة بالأقصر بقراري".

وعن تفاصيل رحلته برفقة حاملي الفيروس قال: "أنا كنت حاسس إننا عايشين جوه فيلم رعب أبقى كداب لو قلتلك ما خفتش كلنا كنا خايفين أول 10 دقايق مروا عليا داخل الطيارة كانوا أصعب لحظات حياتي، لكن ربنا ثبتني ومررت للاطمئنان على الحالات اللي معايا، واتكلمت مع واحد واحد وشوفتهم محتاجين إيه؟، وفضلنا نضحك ونهزر لحد ما وصلنا لمرسي مطروح".

يتابع: "أول ما وصلنا مرسي مطروح شاهدت استعدادات كبيرة وتعاملا مع الأمر باحترافية في كل حاجة من الإسعاف والاصطاف المسؤول عن العزل، وقتها شعرت فعلا بالسعادة إني قمت بالدور ده، ولو حصل الموضوع ده تاني هعمل كده برضه".

يضيف: "كان في حالة إيمان وثبات أنفعالي ورضا بالمكتوب ولم يعترض أحد".

وقال عبدالستار: "أنا موجود حاليًا في العزل السلبي في المستشفي الفندقي مع الـ11 حالة السلبية أخضع مثلهم للعزل الصحي وعلى تواصل هاتفيًا يوميًا معهم، لكن لا نرى بعضًا، ولاحظت إنهم واخدين الموضوع ببساطة وبيهزروا خلاص وبنضحك والحمد لله وإحنا كلنا كويسين بس لازم نخلص فترة العزل الـ14 يومًا وربنا يعديها على خير".

وأضاف عبدالستار: "أنا مبلغتش حد خالص لما أخدت القرار وزميلي كان معايا، وقلت له يبلغ أهلي أول ما الطيارة تتحرك؛ لأني أنا عارف إن الموضوع ممكن يتقابل بالرفض والخوف منهم".

يستطرد: "مكنتش عامل حسابي في ملابس لكن هنا الدولة وفرت لنا كل حاجة بنطلبها".

وأنهى كلماته بقوله: "أنا عاوز أقول حاجة للناس كلها يا جماعة القصة بسيطة ومش مستاهلة كل الذعر ده يا جماعة اطمنوا أغلب الحالات اللي كانت إيجابية خفت تلقائيا وتحاليلها الأخيرة طلعت سلبية الحمد لله".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان