إعلان

بالصور.. كيف يحيي أهالي الأقصر ذكرى مولد "أبوالحجاج" على الطريقة الفرعونية؟

04:58 م الإثنين 30 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر – محمد محروس:

طغت الطقوس الفرعونية على الاحتفال الصوفي بمولد سيدي أبوالحجاج في الأقصر، ففي اليوم الأخير لذكرى الاحتفال بمولده الذي يستمر طوال 14 يومًا، الناس يأتون من كل حدب وصوب يقصدون مسجد العارف بالله الذي تعانق مئذنته أعمدة معبد الأقصر الفرعوني، يتجمعون، ويعدون العدة للموكب المهيب الذي يشبه الموكب الذي كان يخرج قبل نحو 3 آلاف عام خلال احتفالات المصريين القدماء بعيد الأوبت.

بدأ الاحتفال بمولد القطب الصوفي سيدي أبوالحجاج، مطلع شهر شعبان، 14 ليلة أحياها المريدين بحلقات الذكر وقراءة القرآن وحفلات المديح، وأراقوا خلالها دماء الذبائح ليقدموا لحومها لزوار شيخهم الراحل كواجب ضيافة.

أقيمت الليلة الختامية للمولد مساء أمس الأحد، فيما انطلقت دورة المولد ظهر اليوم الاثنين، إيذانًا بانتهاء الاحتفالات التي يودعها المريدين بشوق كبير، وينتظرونها من العام إلى العام، ففيها يلتقون الأحبة ويصفّون نفوسهم من الكدر الذي أصابهم طيلة شهور ابتعدوا فيها عن طريقة شيخهم، ويروحّون عن أنفسهم بجلسات تصحبهم لعنان السماء.

يتقدم الموكب الصوفي المعروف بـ"دورة المولد" أحفاد الشيخ أبوالحجاج، وتحمل الجمال والنوق من خلفهم التوابيت المزركشة للشيخ الكبير، وأبنائه وتلاميذه الذين لهم قدرهم عند أهالي الأقصر، ثم يلي ذلك المراكب المحملة على عربات كارو يجرّها الشباب والأطفال، ثم السيارات المكشوفة التي تصدح بمكبرات الصوت ويعتليها أصحاب المهن المختلفة الجزارون وبائعي الفاكهة، والحلوى، والنجارون، والحدادون وغيرهم، يتخلل كل ذلك عشرات الآلاف من الأهالي يحملون العصي والرايات البيضاء والخضراء، يجوب الموكب في صورته الكرنفالية مدينة الأقصر في حركة دائرية تنتهي من حيث انطلقت.

"أغلب المشاهد والطقوس التي نراها اليوم في مولد سيدي أبوالحجاج، والتي اعتاد الناس هنا على ممارستها كل عام يعود أصلها إلى العصور الفرعونية مثل عادات كثيرة توارثها أهل الأقصر عن أجدادهم الفراعنة حتى يومنا هذا يطول الحديث لذكرها".. هكذا أوضح الباحث الأثري محمود فرح.

وأضاف "فرح" لــ"مصراوي": "إن ما يعرف بدورة المولد تشبه إلى حد التطابق طقوس عيد الأوبت، والتي كان يصطحب الناس فيه تماثيل آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو - مخفيين عن الأنظار داخل زوارقهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد لنحو 3 كيلو مترات مارين بطريق الكباش".

وأوضح الباحث الأثري أن هذه الطقوس انتقل معظمها من الأقصر إلى مختلف محافظات الجمهورية، إذ نراها في عدد كبير من الموالد الأخرى، والتي لا يعرف الكثيرون ممن يمارسوها أن أصلها فرعوني".

وأبوالحجاج الأقصري هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، المعروف بأبي الحجاج الأقصري ولد في أوائل القرن السادس الهجري ببغداد، في عهد الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله لأسرة كريمة، ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية، وينتهي نسبه إلى إسماعيل أبي الفراء بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان