إعلان

"الشبشب مابيعلمش".. حملة إعلانية تثير الجدل

07:50 م الخميس 17 أغسطس 2017

حملة إعلانية تثير الجدل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

بالتزامن مع استقبال أول أيام شهر أغسطس، انطلقت حملة تناهض العنف ضد الطفل، انتشرت إعلاناتها على الطرقات. يتوسط كل إعلان "حزام، شبشب، منفضة، مسطرة" مع جملة "مابيعلمش"، دون إشارة إلى صاحب هذه الحملة، تفاعل معها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، فيما سرد البعض مواقف الطفولة التي لم تخلُ من تلك الأدوات في عملية التعليم.

في البدء سادت حالة جدل بخصوص الجهة صاحبة الفكرة، وبعد عشرة أيام كشف صاحب الحملة عن نفسه. كتاب الأضواء يحتفل بمرور 50 عام خلال مشواره مع الطلاب في التعليم، أراد المسئولين عن التسويق إبراز التطورات التي تُصاحب العملية التعليمية، فخرجت بهذا الشكل لـ"نسف" كل الأساليب العنيفة التي تنتهجها الأسرة مع أبنائها.

1

تقول إيمان سعيد، مدير قطاع التسويق بدار نهضة مصر للنشر، والتي يصدر عنها الأضواء، إن فريق الكتاب الخارجي بدأ في الاستعداد للاحتفال منذ ثلاث سنوات، تحت عنوان "50 سنة بنعّلِم وبنتعلم" وكانت أول مرحلة هي تطوير الكتاب من حيث المحتوى والشكل، ثم جاءت الحملة التي تعتبرها مواكبة لمفهوم التغيير الذي يريدون إنجازه.

"التعليم بيتطور ولازم كمان أساليب الأسرة مع ابنها تطور ومينفعش يتعرض لعنف حتى لو ضرب بشبشب" توضح إيمان لمصراوي أن ذلك جعلهم يستقرون على شكل الحملة التي سُميت بـ"مابيعلمش"، فيما تعتبرها الأولى من نوعها في أوساط الكتب الخارجية، إذ أنهم أطلقوا إعلانات خارجية بالطرقات، وأسسوا صفحة خاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

2

خلال سيرها على الطريق، لاحظت داليا مصطفى الإعلان، تقول لمصراوي إنها تابعت أكثر من حملة تتحدث عن العنف ضد الطفل إلا أن "مابيعلمش" بدت مختلفة بالنسبة لها "لإنها بتتكلم بلُغة الناس، وكمان اللي بيشوف كلمة عنف بيفتكر إنه نوع متطور من الضرب زي الحرق مثلًا، لكن لما يعرف إن آه الشبشب أو المسطرة دول برضو عنف هيأثر فيه".

لكن هذا ما لم يشعر به الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، انتابه الاستياء إزاء استخدام الحملة لألفاظ يرى أنها لا يجب أن تُطرح في المجال العام حتى إذا كانت تداول في الحياة بين الناس، ويفسر ذلك لمصراوي بأن الفريق كان من الممكن أن يختار تقديم قيم وحلول تجعل الأسرة تتجنب استخدام العنف مثل الحوار واحترام الطفل، مع توضيح الانعكاسات السلبية للعنف.

3

على "فيسبوك" سخر الفريق المتخصص بالتسويق الإلكتروني من أدوات الأهالي العقابية تجاه الأطفال وكيف اختلفت من منزل لآخر "كتبنا إن مثلًا الشبشب ممكن يجيبك في أي مكان"، يقول شهير مجدي، مدير مواقع التواصل الاجتماعي بدار نهضة مصر للنشر.

فيما يرى الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الطفل اليوم مختلف عن الماضي، فبات العقاب نفسه مختلف، وهو ما يجعله لا يتوافق مع معالجة الحملة الإعلانية للقضية لأنها "ترسخ لعادات قديمة" وكان من الممكن الإشارة للأهل بطرق العقاب الصحية بدلًا من الحديث عن السلبي، فيما يعتبر أن الإعلان يجب أن يبعتد عن أي كلمة "معيبة".

أطلقت صفحة الحملة أسئلة للمتابعين لسرد حكايتهم مع تلك الطرق، وكيف طورت الأمهات من طرق العقاب بدون استخدام العنف، كما تقول مها فاروق، مديرة إدارة التسويق الإلكتروني، إن موقع الأضواء لديه قسم متخصص لنصيحة الأمهات بكيفية التعامل مع الطفل المشاغب دون ضربه.

4

ينوي فريق الأضواء توسيع الحملة من خلال تنفيذ مقاطع فيديو تتحدث عن نفس فكرة "بنعلم وبنتعلم"، بالإضافة إلى الإعلانات الخارجية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتضيف سعيد أنهم بصدد إعداد استطلاع من أجل معرفة مدى تأثير الحملة لمعرفة فوائدها وكيفية تطويرها "عشان نقرب أكتر من الناس".

لا تستخدم داليا أي وسيلة عنيفة جسديًا تجاه طفلتها البالغ عمرها أربعة أعوام، تلجأ إلى عقاب من نوع آخر مثل إخبارها بأنها لن تتحدث معها بسبب ما فعلته، أو الحرمان من شئ تُحبه، ترى في مُحيطها من الأقارب والأصحاب انتهاج الضرب كوسيلة عقاب ببعض الأدوات المذكورة بالإعلان، فتتمنى أن يكون فعالًا ويثنيهم عن ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان