إعلان

بالصور| إخلاء الحرم لم يكن المرة الأولى: 40 موسمًا تعطل فيها الحج بسبب القرامطة والأوبئة

01:39 م الجمعة 06 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كـتب - عـلي شـبل:

بعد انتشار فيروس كورونا في العديد من دول العالم وظهوره مؤخرا في بعض الدول العربية والإسلامية، واتخاذ السلطات السعودية إجراءات احترازية خشية انتشار الفيروس، من بينها منع الوصول للقادمين لأراضيها للقيام بالعمرة والتمتع بالمناسك وزيارة الأماكن المقدسة، تفاعل كثيرون مع صور أظهرت المسجد الحرام وصحن المطاف خاليا من المصلين والطائفين، وتساءلوا هل تعد الواقعة الأولى في التاريخ، وماذا عن إمكانية تعطيل الحج هذا العام، في حال استمرار تفشّي الفيروس، وتعذر احتوائه حول العالم قبل نهاية يوليو المقبل الذي يصادف بدء الشعائر المقدسة.

التقرير التالي يرصد مصراوي حالات أخرى شهدت إخلاء المسجد الحرام ومنع موسم الحج من إتمامه، ومواقف سابقة لمثل هذه الأحداث والكوارث، لامست مواسم الحج، وسَجّلت توقفه 40 مرة، نقلًا عن علماء التاريخ الإسلامي الذين أكّدوا أن أسبابًا تنوّعت بين عِدة ظروف، منها: "انتشار الأمراض والأوبئة‏، والاضطرابات السياسية‏ وعدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، ‏إلى جانب‏ فساد الطرق‏ من قبل اللصوص والقُطّاع.

تحتفظ الكتب التوثيقية بصور نادرة للسيول التي اجتاحت مكة المكرمة، وأغرقت الحرم المكي وغطته بالماء في 1941، حتى أصبحت صورة الطواف سباحة من أكثر الصور تأثيراً على مشاهديها، وقد سجلت كتب التاريخ قيام أحد الصحابة رضوان الله عليهم بالطواف سباحة، حيث ذكر الإمام الفاكهي في كتابه "أخبار مكة" عن مجاهد قال: "كان كل شئ لا يطيقه الناس من العبادة يتكلفه ابن الزبير رضي الله عنهما يطوف سباحة، وذلك عندما جاء سيل فأغرق صحن الطواف، ليكون بذلك قد أدى عبادة لم يفز بها إلا قليل من الناس، وهو ما يدل على حبه للعبادة والطاعة، فقد أخرج الإمام ابن أبي الدنيا من طريق ليث عن مجاهد قال: "ما كان باب من العبادة إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل بالبيت فرأيت ابن الزبير يطوف سباحة".

"دارة الملك عبدالعزيز"، وهي مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والعالم العربي استعرضت مواقف سابقة لمثل هذه الأحداث والكوارث، لامست مواسم الحج، وسَجّلت توقفه 40 مرة، نقلًا عن علماء التاريخ الإسلامي الذين أكّدوا أن أسبابًا تنوّعت بين عِدة ظروف، منها: "انتشار الأمراض والأوبئة‏، والاضطرابات السياسية‏ وعدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، ‏إلى جانب‏ فساد الطرق‏ من قبل اللصوص والقُطّاع".

تقول الدارة: يؤكد التاريخ الإسلامى أنه منذ العام التاسع للهجرة (وهو العام الذى فرض فيه الحج على الناس)، تم تعطيل الفريضة لنحو 40 مرة، وقد كانت الأولى، السبب فيها القرامطة، فيقول الذهبى فى كتابه "تاريخ الإسلام"، إنه فى أحداث سنة 316 هجرية "لم يحج أحد فى هذه السنة خوفا من القرامطة"، لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام.

سيوف القرامطة

القرامطة هي نسبة للدولة القرمطية التي انشقت عن الدولة الفاطمية وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، وقد أنشأ القرامطة دولتهم في محافظة الأحساء الحالية في شرق السعودية، وتذكر الدارة أن فى هذا التوقيت، وقف أبو طاهر القرمطى، منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذى الحجة سنة 317 هجرية، داعيًا سيوف أتباعه أن تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا، فى الوقت الذى كان يشرف هو بنفسه على هذه المجزرة المروِّعة وينادى أصحابه "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود".

ويومها تعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم سيوف هذا الطاغية من كل جانب، واختلطت دماؤهم الطاهرة وأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة، حتى زاد عدد من قتل فى هذه المجزرة عن 30 ألفا، دفنوا فى مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة.

قلع الحجر الأسود

كما قام القرامطة بجمع 3 آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر قد بنى بها دارا سماها دار الهجرة، فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة "هجر"، وقد تعطل الحج فى هذه الأعوام (يقال إنها 10 أعوام)، حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك، وذلك لأول مرة، منذ أن فرضت الشعيرة.

داء الماشري يحصد الحجيج

أما الحادث الثانى، فيذكره ابن كثير فى "البداية والنهاية"، ويرجعه لسنة 357 هجرية، ويقول إن داء الماشرى انتشر فى مكة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.

وتقول الدارة: في سنة 390 هجرية انقطع الحاج المصرى فى عهد العزيز بالله الفاطمى لشدة الغلاء، وفى سنة 419 هجرية لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفى سنة 421 هجرية تعطل الحج أيضا سوى شرذمة من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفى سنة 430 لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.

فقدان الأمن

وتشير دارة الملك عبدالعزيز إلى أحداث سنة 492 هجرية حيث حل بالمسلمين ارتباك وفقدان للأمن فى أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشرى بين ملوكهم، وقبل سقوط القدس فى يد الصليبيين بخمس سنوات فقط لم يحج أحد لاختلاف السلاطين.

أما فى أحداث سنة 563 هجرية، فلم يحج المصريون لما فيه ملكهم من الويل والاشتغال بحرب أسد الدين، وبعد ذلك لم يحج أحد من سائر الأقطار ما عدا الحجاز من سنة 654 إلى سنة 658 هجرية.

وفى 1213 هجرية توقفت رحلات الحج فى أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق.

اقرأ أيضا:

- بالفيديو والصور| إخلاء صحن المطاف بالمسجد الحرام بهدف تعقيمه

- "اللهم ارفع البلاء".. بالصور| كيف تفاعل متابعو "تويتر" مع مشاهد إخلاء صحن الحرم؟

- بعد الإجراءات الاحترازية بسبب كورونا.. "عدسة مصراوي" داخل الحرم المكي - فيديو

فيديو قد يعجبك: