إعلان

كيف تكون عبادة الله تربية للضمائر وتهذيبا لها؟.. والمفتى السابق يوضح

06:41 م الخميس 27 سبتمبر 2018

كيف تكون عبادة الله تربية للضمائر وتهذيبا لها؟.. و

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سماح محمد:

يجب أن تكون عبادة الله تربية للضمائر وتهذيبا لها، وأن تكون طاقة للروح تبعثها على حسن الأخلاق وحسن السلوك والإحسان في معاملة الخلق أجمعين.

هذا ما استهل به الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء المسلمين بالأزهر الشريف - منشوره عبى صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" عن تأثير العبادة على تكوين الضمائر وتهذيبها لانتاج شخصية جديدة سوية.

وتابع جمعة قالاً: العبادة هي المعبرة عن التدين والمطالب بها كل مسلم، وأما الدين من حيث هو علم فإنه مطالب به ويتخصص له من استعد له واستحضر أدواته، وكانت عنده الموهبة والملكة والقدرة الذهنية لتعلمه ودراسة مسائله.

قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.. [التوبة: 122].

{طَائِفَةٌ} أي بعض المؤمنين وليس كلهم.

واستكمل جمعة حديثه قالًا: والدين يتميز بالثبات فهو حقائق وعلوم وأما التدين فهو سلوك يعبر عن فهم المرء للدين وطريقة التزامه له، وهو أمر يتغير ويختلف من شخص إلى آخر ومن زمن إلى آخر ومن حال إلى آخر.

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا : (يَا عَائِشَةُ لَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ وَأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ).

يقول الإمام النووي رحمه الله: فِيهِ دَلِيلٌ لِتَقْدِيمِ أَهَمِّ الْمَصَالِحِ عِنْدَ تَعَذُّرِ جَمِيعِهَا.

وَفِيهِ أيضا تَرْكُ مَا هُوَ صَوَابٌ خَوْفَ وُقُوعِ مَفْسَدَةٍ أَشَدَّ، وَاسْتِئْلَافُ النَّاسِ إِلَى الْإِيمَانِ، وَاجْتِنَابُ وَلِيِّ الْأَمْرِ مَا يَتَسَارَعُ النَّاسُ إِلَى إِنْكَارِهِ، وَمَا يُخْشَى مِنْهُ تَوَلُّدُ الضَّرَرِ عَلَيْهِمْ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا، وَتَأَلُّفَ قُلُوبِهِمْ بِمَا لَا يُتْرَكُ فِيهِ أَمْرٌ وَاجِبٌ، كَمُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى تَرْكِ الزَّكَاةِ وَشِبْهِ ذَلِكَ، وَفِيهِ تَقْدِيمُ الْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ مِنْ دَفْعِ الْمَفْسَدَةِ، وَجَلْبِ الْمَصْلَحَةِ، وَأَنَّهُمَا إِذَا تَعَارَضَا بُدِئَ بِرَفْعِ الْمَفْسَدَة.

واوضح المفتى السابق فمن يريد نموذج المحبة فعليه أن يعيش حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يستن بسنته ويتبع منهجه في الحياة والعبادة، ولا يقف عند مفردات عصر النبي صلى الله عليه وسلم التي تغيرت، حتى يتمكن من تطبيق دين الله ويتفاعل مع حياة الناس في مختلف العصور والأماكن، فالحياة ساحة لممارسة الإيمان بالله والعمل بدينه، وهذا يكون بالحوار المتحضر والانفتاح والمرونة في الأفكار وتقبل التغير في الأحوال والأشخاص والأزمان، ويكون باحترام قيم الجمال والإبداع وتقدير الفنون والمواهب الإنسانية (الرسم ـ الزخرفة ـ الموسيقى ـ الشعر ـ الأدب..).

الجدير بالذكر أن المسلم يعيش حسب نموذج معرفي واضح المعالم له أسس ودعامات بناءة، يميز الفرق بين النسبي والمطلق، ويرى الحياة مجال تنافس لا صراع، ويرى اختلاف الناس وتنوع مشاربهم طاقة للتكامل والتعاون، ويعرف جيدا من أين بدأ، وما يفعل في هذه الدنيا، وإلى أي شيء يصير.

فيديو قد يعجبك: