إعلان

​​كلما اتسعت العين ضاق الصدر فلا يغُرّنّك زخرف "التايم لاين"

05:04 م الثلاثاء 16 يناير 2018

​​كلما اتسعت العين ضاق الصدر فلا يغُرّنّك زخرف "ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الجندي:

لم يعلم قارون أن بطاقة السحب الآلي التي في جيوبنا تغني عن مفاتيحه التي يعجز عن حملها أشداء الرجال، ولم يعلم كسرى فارس أن الكنبة التي بصالات بيوتنا أكثر راحة من عرشه، وكذلك قيصر الذي كان عبيده يحركون الهواء من فوق رأسه بريش النعام لم يرى المكيفات في بيوتنا.

وماذا عن هرقل الذي كان يشرب الماء من قنينة فخّار ويحسده من حوله على برودة الماء لم يشرب من برّادة الماء الموجوده في بيوتنا، والخليفة المنصور الذي كان عبيده يصبون الماء الحار مع البارد ممزوجاً ليستحم وينظر لنفسه نظرة زهو لم يستحم يوماً بجاكوزي!.

نعيش عيشة لم يعشها الملوك بل لم يحلموا بها ومع ذلك الكثير منا يندب حظه، فالرضا جنة المؤمنين فيها يستريحون من هموم الدنيا ومشاغل النفس وضيقها.. ففي الرضا بقضاء الله وما قسمه لك غنًا في النفس وراحة للبال، على عكس من لا يرضى بما قسمه الله فإنه يكون على الدوام في شد وجذب مع نفسه وفي كدر وضيق.

درجات الرضا بالقضاء والقدر

الناس بالنسبة لقضاء الله على درجات، وكلنا مطالب بأن يغوص في أعماق وجوده لكي يعرف إلى أي درجة هو ينتمي، فالقضاء والقدر قد يوافق المزاج مرة، كأن يُوفق المرء إلى زوجة صالحة، ولكن الامتحان العسير عندما لا يوافق القضاء والقدر المزاج، كخسارة مالية كبرى.. فقد عزيز.. فهنا يُقيِّم الإنسانُ نفسه.

وهناك أنماط للناس بالنسبة لمواقفهم من القضاء والقدر:

النمط الأول: هو الخاسر الذي يتبرم من القضاء والقدر، ويُظهر هذا التبرم، ويتهم الله عزوجل في قضائه، فإذا كان كلامه بوعي وشعور فهو كافرٌ بالله عز وجل.

النمط الثاني: هو الذي لا يُظهر التبرم لعلمه أن هذا يُساوق الكفر، ولكنه يعيش الغليان الباطني، يخاف أن يتفوه بكلمة، لهذا عندما يواجه البعض يقول لا تستفزني لعلي أكفر بالله عزوجل، فهذا لم يكفر بالله عزوجل، ولكنه على حافة الكفر النفسي، وإن كان بعيدا عن الكفر اللساني والاعتقادي.

النمط الثالث: هو القسم الذي يُسلم، فليس عنده سخطٌ وليس عنده رضا، بل هي حالة وسطية، يرى نفسه مُسَلِّمَا بين يدي الله عز وجل، كالمريض بين يدي الجراح، هو لا يرضى بهذه العملية لما فيها من آلام، وفي نفس الوقت لا يتبرم، وإنما يوقع على العملية المؤلمة وقد تُودي بحياته، ولكنه يعيش حالة التسليم.

النمط الرابع: وهو النمط الأرقى، فإذا تحول الإنسان إلى هذه الدرجة أصبح أسعد إنسان، لأنه لا يرى في الوجود إلا جميلا، كما رأته زينبا عليها السلام في يوم عاشوراء، وكما قالت أمام الطاغية في مجلسه، عندما سألها : كيف رأيت صنع الله بكم؟ اجابت: ما رأيت الا جميلا .

وما النتيجة المنطقية ؟

{قل لن يصيبنا إلا ما فيه صلاحُنا} فالذي يعيش هذا المنطق يرى أن الله عزوجل لا يكتب له إلا ما فيه الصلاح، فهل يا ترى يعيش هذا الإنسان مرحلة الكفر والسخط بالقضاء والقدر؟.. لا، بل أنه يترقى عن ذلك ويتمنى ما يكتب الله عزوجل له ..

ويرى أن ماوقع به منحة من رب العالمين. مثال: أحدُ العلماء في عيد الغدير ابْتُلِيَ بوفاة ولده، فعندما سمع الصراخ في المنزل قال: إن هذه عطية الله وهديته في يوم الغدير. نعم، هو ينظر بهذا المنطق لمجريات الأمور.

فيديو قد يعجبك: