إعلان

حِفظ الأسرار في سيرة النبي المختار

04:09 م الإثنين 29 فبراير 2016

بين العامل وصاحب العمل، والخادم وسيده:

بين العامل وصاحب العمل، والخادم وسيده:

قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم : (أسرَّ إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم سِرَّاً، فما أخبرتُ به أحداً بعده، ولقد سألتني أم سليم (أمه) فما أخبرتها به) رواه البخاري. وفي رواية مسلم عن أنس رضي الله عنه: (فبعثني إلى حاجة، فأبطأتُ على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حبسك (أخرك)؟ قلتُ: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، قالت: ما حاجتُه؟ قلتُ: إنها سرٌّ، قالت: لا تُحدثَنَّ بسرِّ رسول الله صلَى الله عليه وسلم أحداً).

وليس من شرط الأمانة في حفظ السر وكتمانه أن يخبر المتكلمُ السامعَ بأن هذا الكلام سرٌّ فلا تخبر به أحداً، بل يكفي أن تدلَّ القرينة على ذلك، قال ابن عثيمين في شرحه لرياض الصالحين :"والسر هو ما يقع خفية بينك وبين صاحبك، ولا يحل لك أن تفشي هذا السر أو أن تبينه لأحد، سواء قال لك لا تبينه لأحد، أو علم بالقرينة الفعلية أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد، أو علم بالقرينة الحالية أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد. مثال الأول : اللفظ أن يحدثك بحديث ثم يقول لا تخبر أحدا، هو معك أمانة. ومثال الثاني: القرينة الفعلية أن يحدثك وهو في حال تحديثه إياك يلتفت يخشى أن يكون أحد يسمع، لأن معنى التفاته أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد. ومثال الثالث: القرينة الحالية أن يكون هذا الذي حدثك به أو أخبرك به من الأمور التي يستحي من ذكرها أو يخشى من ذكرها أو ما أشبه ذلك، فلا يحل لك أن تبين وتفشي هذا السر".

إن حفظ السر وكتمانه من الفضائل التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها، وهو من أخلاق المؤمنين، وإفشاؤه ونشره من أخلاق المنافقين التي نهى وحذر النبي صلى الله عليه وسلم منها، إذ إنه يدخل في خيانة الأمانة، والخيانة من علامات النفاق، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربع مَن كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومَن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتُمِن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) رواه البخاري.. والسيرة النبوية المشرفة فيها الكثير من المواقف في بيان فضل حفظ السر وكتمه، والتحذير من نشره وإفشائه.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

اعلان

باقى المحتوى

باقى المحتوى

إعلان

إعلان

إعلان