إعلان

حكاية "الذوق" الذي لم يخرج من مصر

09:30 م الإثنين 08 أبريل 2019

حكاية "الذوق" الذي لم يخرج من مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- معتز حسن:

ما إن تدِبُّ مشاجرةٌ أو "عرْكة" بين متخاصمين، حتى يدخل بينهما مصلح ليهدئ بينهما: "يا ذوق ما ينفعش كده ما يصحش كدة"، ولو استمرا في العناد يكرر الجملة الشهيرة بصوت جهور "ده الذوق مخرجش من مصر.. عيب كده".

لعل كثيرًا منا اعتاد سماع هذه الجملة، دون أن يعلم أن لها حكاية ظل يرددها الرواة جيلًا بعد جيل.

تحكي الرواية أن شخصًا اسمه حسن الذوق جمع بين التقوى والفتوة، واستغل قوته في الدفاع عن الغلابة والمساكين ضد الظالمين وجامعي "الإتاوات"؛ فهو صوفي زاهد، وهب قوته لله.

وحسب القصص الشعبية الشهيرة، يحكى أن حسن الذوق كان مغربي الأصل، تاجرا محبوبا، يعيش في مصر المحروسة، وكان دائم الدفاع عن حقوق صغار التجار، حتى قامت في أحد الأيام مشاجرة كبرى، وجاء الفتوة الحكيم ليصلح بين الناس، ولأول مرة لا يسمع لكلامه أحد، وكان سيمر الأمر مرور الكرام لولا أن معركة ثانية وثالثة وقعتا، وعلم بها الحاكم، وسُجن على إثر ذلك عدد من الأشخاص، فاعتبر "الذوق" ذلك تعديًا عليه وعلى كرامته ومكانته وسط أهله، فقرر أن يهجر المحروسة التي عشقها دون رجعة، ويعود إلى بلده المغرب، وفق ما نشرته "هيئة الإذاعة البريطانية BBC".

هم "الذوق" بالرحيل، دون أن يودع أحدًا، وأثقل فراق المحروسة قلبه همًا، وعند باب الفتوح أحد بوابات القاهرة القديمة المعروف عنها خروج الجيوش الفاطمية للغزو، وقف "الذوق" ونظر وراءه مودعًا القاهرة، لكن قلبه رفض الرحيل، وسقط ميتًا.

على الرغم من أن القصة تبدو مجرد أسطورة، لكن مقام حسن الذوق ذي القبة الخضراء ما زال موجودًا إلى يومنا هذا شاهدًا أن الذوق لم يخرج من مصر.

فيديو قد يعجبك: