إعلان

هل حصلت نادية الجندي على إعجاب الجمهور والنقاد؟.. وناقد: تصريحاتها بها تعالي

07:04 م الأحد 13 فبراير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصراوي:

كرمت إدارة مهرجان جمعية الفيلم، الفنانة نادية الجندي على مشوارها الفني، وذلك خلال حفل الختام الذي انعقد بالأمس، السبت 12 فبراير، وعبرت نادية الجندي عن سعادتها بهذا التكريم "أنا سعيدة وفخورة بتكريمي انهاردة من جمعية الفيلم اللي ليها تاريخ من الالتزام والنزاهة في منح جوائزها".

أضافت نادية: "أول معرفتي بالجمعية كان سنة 2002 عندما كرموني عن دوري في فيلم (الرغبة) ومكنتش اعرف عنهم حاجة وسألت الراحل أحمد زكي وقالي إن ليهم مصداقية وكل النقاد فيها عندهم خبرة ووعي".

احتفى كثيرون بتكريم الفنانة نادية الجندي، لكنه بالرغم من الدور الذي لعبته في السينما المصرية وتاريخها إلا أن البعض تعجب من أن فنانة بحجمها لم تكن تعلم شيئا عن جمعية الفيلم -التي تأسست عام 1975- حتى عام 2002 حين كرمتها الجمعية لأول مرة في حياتها!

ويعد مهرجان جمعية الفيلم أحد أقدم وأهم مهرجانات السينما المصرية، والمهرجان الأهلي الثاني من حيث العمر بعد مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما الذي لا يعتبره البعض مهرجانا سينمائيا وبالتالي يتعامل- هؤلاء- مع مهرجان جمعية الفيلم على أنه الأقدم وهو المهرجان الوحيد الذي لم يتوقف منذ تأسيسه حتى الآن، ويقام بدعم من صندوق التنمية الثقافية ونقابة المهن السينمائية. ويعتبر مهرجان جمعية الفيلم فريد في نوعه إذ تقوم إدارته بإختيار الأفلام لا أن يتقدم إليهم أصحاب الأفلام للمشاركة.

وعلى مدار 27 عاما- من 1975 عام التأسيس حتى 2002 عام تكريم نادية- لم تسمع الفنانة الكبيرة شيئا عن المهرجان وهو ما جعل البعض يتوقف أمام تصريحها التالي وهو الفرق بين شعورها عند تكريمها الأول من الجمعية في عام 2002 وسعادتها بتكريم الأمس حيث قالت إن الأخيرعن مسيرتها الفنية كاملة مما يعني أنها استطاعت تقديم فن راقي والحصول على إعجاب النقاد والجمهور وهي معادلة صعبة.

لم يكن التصريح جديدا على نادية الجندي بل ربما يكون هو تصريحها الرسمي الوحيد والثابت عند فوزها بأي جائزة أيا ما كانت، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أجرت الكاتبة الصحفية فاطمة عياد حوارا مع الفنانة نادية في جريدة "الوفد" المصرية بتاريخ 25 فبراير 1998 بعد فوز الأخيرة بجائزة أحسن ممثلة من جمعية فن السينما عن العام نفسه فكان عنوان الحوار الرئيسي والوحيد هو "نادية الجندي: حققت المعادلة الصعبة جماهيريا ونقديا".

لا يمكن لأحد أن ينكر جماهيرية نادية الجندي بل إنها قد تلفت نظر الأعمى، لكن السؤال الذي طرحه البعض هو: كيف حصلت على إعجاب النقاد وهي لم تكن تعرف شيئا عن جمعية الفيلم التي أقيمت على يد النقاد وصناع السينما أنفسهم؟!

يكتب الناقد الفني والسيناريست رءوف توفيق بمجلة "صباح الخير" في العدد الصادر يوم 23 يوليه 1992 في عموده الثابت "من مقاعد المتفرجين" مقالا بعنوان "نادية الجندي المهمة والجمهور!" يجيب فيه عن السؤال المطروح فيقول: "نادية الجندي نموذج للفنان الذي يحير الناقد، فهي تسعى دائما لتقريب المسافة بينها وبين جمهورها، وفي نفس الوقت تتباعد المسافة بينها وبين النقاد".

المدهش أن رءوف توفيق يربط بين علاقة نادية الجندي بالنقاد وبين رفضها إقامة عروض خاصة لأفلامها وهو أمر لم يتوقف أو يلتفت أمامه كثيرون فيقول: "وهي تدرك بتجاربها وذكائها حدود هذه العلاقة، ولهذا فهي ترفض دائما إقامة عروض خاصة لأفلامها حتى لا يجتمع في مكان واحد (المفترسون) من النقاد والصحفيين والمثقفين لنهش فيلمها!".

السيناريست بشير الديك، أحد أهم كتاب السيناريو في مصر ورئيس لجنة التحكيم بمهرجان جمعية الفيلم في دورتيه الحاليتين 47 و48، في 26 مارس 1999 يسأله الكاتب الصحفي محمد حربي في جريدة "الحياة": "لماذا أفلامك مع نادية الجندي أقل من مستوى أفلامك مع آخرين؟"

فيجيب بشير الديك: "فترة نادية الجندي انتهت وبدأت هذه الفترة بفيلم "الضائعة" الذي حقق نجاحا فنيا غير متوقع مقارنة مع أفلام نادية الجندي التي نجحت جماهيريا، لذلك تصورت كما تصور غيري أن نادية خامة فنية وإنتاجية كامنة تحتاج إلى من يستغلها ويقدم معها فنا راقيا وجميلا، ولكن اكتشفت بعد أكثر من محاولة أن نادية نظام قائم بذاته لا يريد أن يتغير أو يتطور، ولا يستطيع أن يقدم أكثر من هذا، مهما كانت العناصر الفنية المشتركة في الفيلم، هذا عائد إلى أنها اعتادت على جمهور معين كان موجودا في السبعينات وهو الذي حقق لها النجومية والنجاح، وهذا الجمهور له متطلبات متعلقة بهذه المرحلة التاريخية في مصر، مثل الرقص وكشف أكبر المساحات من الجسد".

يضيف السيناريست بشير الديك في حواره مع الكاتب الصحفي محمد حربي: "لكن الجمهور اختلف وأصبح طلبة الجامعة هم القوة الحقيقية للسينما، وهذا جمهور متعلم لا ترضيه متطلبات جمهور السبعينات، لكن نادية لا تريد الاعتراف بذلك، مثلا في "امرأة هزت عرش مصر" رفضت الامتثال لأوامر أستاذ الأزياء وقالت: أرتدي كما أحب وقدمت لها سيناريوهات جيدة جدا مثل "الشطار" و"امرأة هزت عرش مصر" و"عصر القوة" لكن النتيجة دائما واحدة وأعتقد أن فيلم نادية المقبل لن ينجح"، هكذا يرى السيناريست بشير الديك تجربة نادية الجندي بشفافية كبيرة بالرغم من تعاونه معها.

بينما يصرح الناقد الفني رامي المتولي وهو أيضا عضو لجنة التحكيم بمهرجان جمعية الفيلم في دورتيه الحاليتين 47 و48 التي ترأسها السيناريست بشير الديك نفسه هذا العام أن "اللجنة ليس لها علاقة بأسماء المكرمين وأن اختياراتهم تعود لمجلس إدارة جميعة الفيلم نفسها".

وفي تصريحاته لـ"مصراوي" علق رامي المتولي بشكل مباشر على تصريحات الفنانة نادية الجندي عند تكريمها بالأمس فقال: "إن تصريحاتها تحمل إجحافا كبيرا لدور الجمعية التاريخي، وفيها كثير من التعالي ومحاولة لرسم صورة توحي بأنها أكبر من الكيانات الثقافية السينمائية التي تدعم الصناعة بشكل كبير والتي تعتبر الفنانة نفسها جزءا منها، في الوقت الذي يعترف- بفضل هذه التجمعات الثقافية بشكل عام وجمعية الفيلم بشكل خاص- مئات السينمائيين أصحاب التجارب المهمة والمؤثرة والتي تتخطى بمراحل مشوار نادية الجندي، المشوار الذي كان قوامه إيرادات شباك التذاكر فقط، فمن المنطقي أنها لا تعلم شيئا عن التفاعل الذي تحدثه السينما في مصر الآن وقطاع كبير من الجمهور الذي تدعي الفنانة أنها نجمته كان فاعلا في إثراء الفاعليات السينمائية بحضوره وعلى رأسها جمعية الفيلم".

فيديو قد يعجبك: