إعلان

25 عاما على "يوميات ونيس".. محمد صبحي وأبناؤه ونقاد يتحدثون لـ"مصراوي"

10:22 م الأربعاء 24 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- ضياء مصطفى:

"اتفقت أنا وزوجتي أن نربي أبناءنا على الأخلاق والقيم، كي نقدمهم للمجتمع أبا عظيما وأما فاضلة، ولكننا اكتشفنا ونحن نربي أبناءنا.. أننا نربي أنفسنا معهم".

25 عاما مرت على الجزء الأول من "يوميات ونيس"، هذا المسلسل الذي شاهدناه، في عرضه الأول، عام 1994، ليتحول إلى أيقونة من أيقونات الدراما المصرية.

حقق المسلسل نجاحا غير عادي، واستطاع، بشكل نادر الحدوث، أن يجتمع عليه الآباء والأبناء، نجاح لم يتوقعه صناعه، صدى كبير جعلهم يفكرون في أجزاء تالية، ليعرض آخر جزء منه في عام 2011.

ارتبط الجمهور بطابور الصباح وحديث الثلاثاء وحفظوا أسماء الأبطال "ونيس ومايسة وأبو الفضل وهدى وجهاد وعز الدين وشرف الدين"، حتى الأدوار الثانية والثانوية حفظوا اسمها، بل أن بعض الممثلين والممثلات التصقت بهم أسماء أدوارهم، فصارت بديلة لأسمائهم الحقيقية.

وفي اليوبيل الفضي للمسلسل، "مصراوي" حاور الفنان محمد صبحي وأبناءه ونقاد عن المسلسل..

كان هناك "هنات" في المجتمع أردت إصلاحها

لم يكن في مخيلة الفنان محمد صبحي أن يحدث هذا الارتباط بين الأطفال والمسلسل، وأن تتحوله فكرة "ونيس" إلى سلسلة من الأجزاء.

إذ قال صبحي لـ"مصراوي": "حين جاءت الفكرة لي كان هناك بعض الهنات داخل المجتمع، فجوة بسيطة بين الآباء والأبناء أردت إصلاحها".

ويضيف: "كنت استهدف الآباء من المسلسل، فاكتشفت تعلق الأبناء به، حتى الآن التقى أطفالا في مصر والدول العربية والجاليات العربية في أمريكا وأوروبا وأجدهم يعرفونني ويقولون ونيس، كنت اندهش، لكن الإجابة واحدة من عائلاتهم: (نجعلهم يشاهدون ونيس للحصول على إجابات لأسئلتهم وتعلم القيم والأخلاق)".

ويوضح: "المسلسل الذي كتبت قصته، كان جزءا واحدا، حسب اتفاقي مع قنوات ART، لكن هذا النجاح الكبير ووجود قضايا كثيرة يمكن مناقشتها، جعلنا نقدم جزءا بعد الآخر، حتى وصلنا لـ8 أجزاء".

ويتابع: "حضرت ندوة في مدرسة إعدادية كنت محددا لها ساعة واحدة فامتدت لأكثر من 3 ساعات، بسبب الأسئلة والمناقشات الرائعة بيني وبين الطلاب، لكني لن أنسى الطفل الذي سألته عن سبب حبه للمسلسل فأجاب: (إنك مطلعتش الأب والأم ملايكة، لكن بيغلطوا زينا، وكمان بيعترفوا بأخطائهم قدام ولادهم)".

ويواصل: "بحكم صداقتي بالمخرج أحمد بدر الدين وثقته فيّ، كانت لي وجهة نظر في إخراج العمل، أقصد في المعنى العام وليس في الصورة، ويجب أن أوضح أن السيناريست مهدي يوسف والمخرج أحمد بدر الدين حملا همّ القضية معي، ولذلك لم استطع أن يحل محلهما آخران بعد وفاتهما، ما حملني أعباء أضافية وأثر عليّ عصبيا".

ويستطرد صبحي: "المجتمع الآن لا يعاني من هنات ولا فجوة، ولكن شيئا لا يمكنني وصفه، الأسرة الآن لا تحتاج لجزء جديد من ونيس، الأمر يحتاج لشيء أكبر من ذلك، هناك أعمال أخرى تدمر ما فعله ونيس، ولكني ما زلت اسمع من شباب كثيرين: (احنا اتربينا على ايدك وايد ونيس)".

ويختتم حديثه: "طرحت كتابا من 3 كتب تحمل قصة ونيس، وسنطرح الجزأين الثاني والثالث قريبا، وفي النهاية لا بد أن أنوه لكل من كانوا معي في ونيس ورحلوا".

نحن أقارب وأخوة كل الشارع المصري

في رأي سميح الشيجع "عز الدين- الأبن الأكبر" أن المواطنين في الشارع يتعاملون مع أبناء ونيس، على أنهم أشقاءهم.

وقال الشجيع: "الناس في الشارع يتعاملون معنا (أبناء ونيس) على أننا أشقائهم أو أقاربهم، ما زلنا نسمع أسماءنا في المسلسل منهم".

ويضيف: "بداية علاقتي بالمسلسل حين سمعت عن كاستنج لاختيار الدور في أحد الفنادق، ذهبت وكان هناك زحاما شديدا، فوقفت في نهاية الطابور بجوار شجرة، وحين تحدثت مع الفنان محمد صبحي، سألني عن حبي له فأجبت بـ(نعم)، وفي يوم الثاني كنت في مكتبه".

ويواصل: "لم يكن الدور يحتاج مني مجهود في التمثيل، فقد كنت أمثل سني، ومع كل جزء أكبر أنا وكذلك سن الشخصية".

ترشيح من هناء الشوربجي وزوجة صبحي

لم تكن صلة القرابة التي تجمع هدى هاني "جهاد- البنت الكبرى" والفنانة هناء الشوربجي، وكذلك ترشيح الراحلة نيفين رامز، زوجة الفنان محمد صبحي، كافية للانضمام هدى للمسلسل، بل أصر صبحي على اختبارها.

إذ قالت هدي هاني لـ"مصراوي": "حين بدأ الحديث عن تنفيذ المسلسل، رشحتني عمتي هناء الشوربجي وزوجة أستاذ صبحي للعب الدور، لكني رفض، وأصر على إجراء كاستينج".

وأضافت: "كنت قد قدمت مسرحية الهجمي معه قبل ذلك، لكنه أصر على إجراء اختبار مع البنات المتقدمات واختيار الأفضل، وكان مبرره ربما أكون نسيت التمثيل في السنوات بين عرض المسرحية والمسلسل، فضلا عن أن المسرح مختلف عن العمل أمام كاميرا".

وأشارت إلى أنها شاركت في الاختبار مع 200 فتاة أخرى، ووقع الاختيار عليها.

وأضافت أن المسلسل كان بالنسبة لها وقتها مجرد "شيء تحبه وتفعله"، لكن الآن تنظر له كأم، تحول أن تطبق قيمه الأخلاقية مع أولادها، مع مراعاة تغير الزمن.

ولفتت إلى أن تربت إنسانيا وفنيا على يد الفنان محمد صبحي، مشيرة إلى أن أولادها يشاهدون المسلسل، ويعجبون بالحلقات التي بها حيوانات أو مغامرة.

كنا فرقة وأسرة واحدة

في برنامج "البرلمان الصغير" تألق فادي خفاجة "شرف الدين- الأبن الأصغر"، فكان اختيار محمد صبحي وأحمد بدر الدين له، لتقديم الدور في "يوميات ونيس".

خفاجة يقول لـ"مصراوي": "حين أنظر إلى المسلسل، الآن، بعد أن كبرت ونضجت، أشعر بانبهار لوجود عمل بهذه الجودة، حين اشتركت كنت طفلا ولم أكن مدركا لجودة المسلسل وما يقدمه".

ويضيف: "المسلسل ما زال نجاحا لأنه يعتمد على كوميديا الموقف وليس الإيفيهات، ورغم ما قدمته بعد ذلك، دائما ما يحدثني الناس في الشارع عن ونيس".

ويتابع: "80% مما تعلمته في التمثيل والإخراج المسرحي الفضل فيه لمحمد صبحي ويوميات ونيس، والباقي من دراستي في معهد الفنون المسرحية".

ويستطرد: "اختياري كان بعد تقديمي برنامج البرلمان الصغير، فوجئت باتصال من المخرج الراحل أحمد بدر الدين، وحدد لي موعدا معه ومع الفنان محمد صبحي".

ويتابع: "كنت اضحك كثيرا، كنت أشعر أنني أمام الهمجي والجوكر، كنا فرقة وأسرة واحدة، داخل وخارج الاستوديو، خصوصا أننا كنا نقدم مسرحية أيضا في الوقت نفسه".

دور غير مجرى حياتي

صغر سنها و"لدغة" الراء سببان كافيان لعدم وقوع الاختيار على ريم أحمد "هدى- البنت الصغرى"، لكن صبحي راهن عليها، وكسب الرهان.

وتقول ريم أحمد "هدى- البنت الصغرى" لـ"مصراوي": "والدتي أخذتني لكاستنج المسلسل، لمشاهدة من قدم دور أيوب فقط لأنني كنت أحبه، فأنا كنت أصغر من السن المطلوب، فقد كان مطلوب طفلة 5 سنوات، وأنا 4 سنوات فقط".

وتضيف: "كان هناك بنات كثيرات في الطابور، ظللت أرجع للخلف مع كل فتاة تأتي، حتى أصبحت في آخر الطابور، ودخل الفنان محمد صبحي، ترك الجميع وبمجرد أن شاهدني، سالني اسمك ايه قلت (ييم أحمد)، لم أكن استطيع نطق الراء وقتها، ففوجئت به يقول شكرا، الكل كان معترض لأني صغيرة ولم أمثل من قبل".

وتتابع: "دور غير مجرى حياتي، الفنان محمد صبحي راهن عليّ وتحدى الجميع، وبمجرد الانتهاء من المشهد الأول (من الطارق الداعي)، وحملني وظل يجري بيّ في البلاتوه".

وتستطرد: "والدتي كانت تجلس معي لحفظ الدور، ونادرا ما كنت أنسى، ولكن بعض الكلمات كنت أنطقها بشكل خاطئ".

وتواصل: "بمجرد عرض المسلسل وعودتي للمدرسة، كانت زميلاتي (كاشين) مني، متخيلين إني هتنك عليهم، لكن بعد ذلك تغير الأمر، وصرن يتعاملن معي بشكل طبيعي".

وتختتم: "ما زالت كل أسرة تجعل أطفالها يشاهدون ونيس، والناس في الشارع يطلبون منا أجزاء جديدة".

مسلسل ناجح بمقاييس زمنه

قال الناقد طارق الشناوي إن المسلسل حقق نجاحا مستحقا بمقاييس زمنه قبل انتشار الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن المسلسل كان درسا توجيهها، والفكر الإخراجي كان لمحمد صبحي، موضحا أن الأسلوب كان مقبولا وقتها، ولا يزال بالنسبة للبعض مقبولا حتى الآن.

وأوضح أن التلقين لم يصبح مستساغا الآن، مضيفا: "أرى أنه يمكن تقديم أجزاء جديدة من ونيس، ولكن بتغيير المعالجة، فيصبح ونيس التلميذ الذي يحاول التعلم والاندماج مع المجتمع بتغييراته الحالية".

وأشار إلى أنه يرى أن المسلسل كان يفتقد للحس الجمالي في الإخراج، لكن كان ذلك كان مقبولا ارتباطا بزمن عرض المسلسل.

كتابة الجزء الأول أعظم ما فيه

أما الناقد أندرو محسن، فيتحدث عن المسلسل من وجهتي نظر، طفل شاهده وناقد الآن يقيمه، فيؤكد أن "يوميات ونيس" مكتوب بشكل جيد، وهذا ما زال قائما حتى الآن.

وأضاف: "انطباعي وقتها أنه يهدف للأخلاق والقيم ولغرض تربوي، وتذكر الجمهور لأسماء الشخصيات حتى الآن نجاح غير عادي".

وتابع: "حين أنظر للمسلسل بنظرة ناقد الآن أجد أن بعض الشخصيات كانت أحادية البعد، مثل شخصيتي ثروت وخليل، وربما يعود ذلك لخلفية صبحي المسرحية، بالإضافة إلى أن مسلسل أخلاقي كان به تنمر من بعض الشخصيات مثل عبد الله (عبد الله مشرف) وعبلة (عبير صلاح الدين)".

وأشار إلى أنه يعتقد إذ كان المسلسل يقدم الآن كان صناعه التفتوا لمثل هذه الأمور.

وأوضح أن المسلسل نجح في يكون عملا أسريا، وما زال الكثيرون ينظرون إليه بالانبهار نفسه إلى الآن، كما قدم الأب والأم بشكل جيد يقعون في الأخطاء ويعترفون ويعتذرون.

ولفت إلى أن استمرار تقديم الأجزاء بكوميديا التسعينيات لم تكن خطوة موفقة، فالوضع تغير تماما، وتوجيه النصح والإرشادات بشكل مباشر لم يعد مقبولا، كما أن المسلسل فقد جزءا كبيرا من جمهوره، بسبب كبر سنهم أو تغير ذوقهم في المشاهدة.

فيديو قد يعجبك: