إعلان

الوراق.. في انتظار "ثورة الأنابيب"

06:53 م الإثنين 12 يناير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

من أمام طاسة كبيرة امتلأت بالزيت المغلي، ظل "صبحي" يلقي بقطع من عجينة الطعمية، بعد أن ينتهي من "الرصة الأولى"، يلتقط منشفا يمسح يده، ثم يربض على مقبض أنبوبته بجواره، يراقبها ويعتني بها من وقت لآخر، يساعده زميله في المطعم "محمد" بسكب الماء المغلي أسفل الأنبوبة، كي يسيل الغاز بداخلها، وتستمر كما يرى وقت أطول.

"صبحي" العامل بمطعم الفلافل، واحد من مئات بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة، الذي طالته نيران نقص أنابيب البوتاجاز في المنطقة، بعد ازمة استمرت بحسب أهالي المنطقة من شهر إلى أسبوعين، بداخل كل شارع من المنطقة الشعبية بيوت تتضرر من نقص أنابيب البوتاجاز، حتى وإن ارتفع سعرها.

بضعف الثمن يتحمل الرجل الستيني تكلفة الأنبوبة، فالمطعم يحتاج أنبوبة كبيرة في اليوم الواحد، والتي كانت تكلفه 45 جنيها وقت الرخاء، تأكل من أمواله 90 جنيها يوميا في وقت الأزمة، لا يقوى الرجل بحسب ما يروي أن يضاعف تلك الزيادة على الزبائن "مينفعش، لو زودت سعر السندوتش الناس مش هتشتري".

من بائعي الأنابيب الزرقاء بسعر مضاعف بسبب سعر النقل، تتنقل عربة خاصة من أمام محل "صبحي" إلى الطريق الدائري لأخذ الأنابيب، تمر العرببة البديلة لعربة المحافظة على "عطا"، العامل في قهوة بلدي بمنطقة الوراق، لا يملك هو الآخر بديلا سوى الرضوخ لأسعار الأنابيب المضاعفة، بعد أن اختفت سيارة وزارة التموين التي كان آخر مرة لمرورها منذ شهر بحسب "عطا".

التاجر بالشاي والقهوة والمشروبات الساخنة؛ لم يرفع لافتة كوب الشاي بجنيه، حتى بعد أن ارتفع سعر الأنبوبة، 85 جنيه للأنبوبة الكبيرة دعته إلى خفض عدد العمال في المحل "بعد أزمة الأنابيب مبقتش احتاج 9 عمال"، اضطر الرجل إلى الاعتماد على أربعة من رجاله "أجيب منين فلوس ادفعها للصنايعي والأنابيب مش موجودة؟".

الحال لم يكن أفضل كثيرا لـ"أم حمادة"، التي خرجت بجلباب بيتها في الوراق، تسأل القاصي والداني عن "عم حافظ"، بائع للأنابيب في المنطقة، تليفونه المغلق منذ أيام لم يثنيها عن حمل أنبوبتها الفارغة والتوجه لمقر تواجده "بقالي أسبوعين بدور وراه، ولا عارفين نجيب الأنبوبة، ولا أعمل أكل لعيالي"، لتجلس السيدة بجوار أخريات في انتظار "حافظ".

لا تجد "أم حمادة" ومثلها "وفاء السيد" الساكنين بالوراق بديلا إلا الأكل "دليفري"، والاستعانة بباجور صغير "يفك أزمة"، "ساعات بيحل مشكلة لكن مش دايما، لان الباجور أو البوتجاز الصغير في الحجم مش بيكفي".

لم يكن ظهور "حافظ" حلا للمشكلة التي تؤرق السيدات في الوراق، بعد أن فشل البائع في الحصول على أنابيب لبيعها، "صاحب المستودع ما بيردش عليا والأزمة خربت بيوتنا، هنعمل إيه يعني؟"، أكثر من شهر بحسب الرجل لم تمر عربات توزيع الأنابيب في المنطقة، ولم يمر فيها أي مسؤول من أجل حل الأزمة يقول الرجل "مفيش حد هنا بيسأل فينا، ولا مسؤولين ولا حد من الحي".

"الثورة الجاية ثورة الأنابيب".. قالها غاضبا "محمود" صاحب محل للمكرونة بالمنطقة، "إحنا مش عارفين نعيش ولا نأكل عيلنا طول ما الأزمة شغالة"، يحصل البائع بالمنطقة على أنابيب بديلة مرة من الزاوية الحمراء، ومرة من أرض عزيز عزت المجاورة للوراق، متحملا فرق النقل والانتظار أموالا "الأنبوبة بتوصل لضعف الثمن، وياريت موجودة"، يلجأ "محمود" أحيانا إلى الأنابيب الصغيرة "بنستلف من البيوت لحد ما نحل الأزمة".

الأزمة التي ضربت عدد من محافظات الجمهورية، ارتفعت وتيرتها بالمحافظات بعكس منطقة الوراق، الذي يقول بعض ساكنيها لـ"مصراوي" أن المنطقة بها غاز طبيعي، لتبقى المحالات والمناظل بالإيجار القديم معتمدة على الأنابيب، وتتفاقم الأزمة في محافظة الدقهلية وبني سويف وسوهاج والقليوبية.

"سوء الأحوال الجوية" هو المتسبب في تفاقم أزمة الأنابيب بحسب ما ذكر محمود عبد العزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، بعد أن عطلت موجة البرد الشديدة التي تعرضت لها مصر منذ أيام وصول المراكب المحملة بشحنات البوتاجاز المستوردة، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك في فصل الشتاء، وتوقع عبد العزيز أن تعود الأمور إلى طبيعتها خلال الأيام المقبلة مع تحسن الأحوال الجوية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان