إعلان

في 2014.. الرعب يبدأ من ''يوم الجمعة والمترو والكاميرا''

12:29 م الخميس 01 يناير 2015

مصراوي يعايش تفاصيل استشهاد الشيماء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

عام كامل امتلأ بأحداث كثيرة، يمر بذهنك كم العنف الذي احتشدت به الطُرقات، القنابل الموقوتة التي انفجر منها ما انفجر وتوقف البعض الآخر، إلا أن الحزن البادي على الوجوه لم تذكره عناوين الصحف المفترشة الطرقات، والقلق المعتمر بالصدور لم يعلم به غير الخالق، هواجس تشكلت لدى المصريين كُل له تفسيره الشخصي والسبب العام إرهاب بالفعل والقول.

ولأن الانفجارات أصبحت سلوكًا قارب أن يكون يومي، صادف وجود والد ''شيرين جميل'' قنبلة بمترو ''حلمية الزيتون''، لكن القدر كان أخف عليه ''بابا ركب المترو اللي قبله''، ذلك اليوم لم تنساه الفتاة العشرينية للقلق الذي رافق الأسرة وقتها، القدر ذاته جعل خريجة كلية الآداب أن تترك مشوار لزم عليها الذهاب إليه بنفس التوقيت لكنها تركته.

بات القلق والخوف ملازمين لشيرين، لكن تحوّل ذلك الذعر الطائش إلى ملاحظات، دللت على تكيفها مع الأوضاع، منها التفرقة بين صوت الألعاب النارية وطلقات الرصاص الحي، لم يكن يوم الانفجار هو الوحيد الذي تعيشه أسرة ياسمين في قلق، تسكن الفتاة بمنطقة النعام وهي منطقة تتوسط الحلمية والمطرية ''يعني احنا في وسط القلق كله''، مظاهرات الجمعة التي أصبحت عادة المرور من منطقتها أسبوعيًا، صاحبت المظاهرات سلوكيات جديد اتبعتها الأسرة، عدم الخروج يوم الجمعة إلا للضرورة و''نشتري احتياجاتنا قبلها بيوم''، التنزه مع الأصدقاء أصبح ممنوع يوم الجمعة.

جسد مرتعش وعقل مشتت كانت عليه ياسمين في يوم علا فيه الذعر أكثر من أي شئ آخر ''في يوم ركبت المترو وقالوا إن فيه انفجار''، ازدحام شديد بالمترو ''لدرجة إن الناس كانت راكبة بين العربيات من الزحمة عشان تلحق شغلها''، لم يكن الازدحام والخوف البادي بالعيون هي مظاهر اليوم المخيف وحدها، لكن الفتاوي والنبوءات التي يُطلقها الناس دون سند تزيد من الحيرة أيضًا ''كل واحد بكلمة، مكنتش عارفة أفكر''.

يزداد القلق الملازم لـ''ياسمين محمد''، لديها طفلة صغيرة تخاف عليها، فكونها تسكن أمام محطة قطارات منوف والتي عُثر على قنبلة بها سابقًا، ما جعل الشابة من ذعرها أن يتزايد ''أنا شخصية قلوقة بطبعي''.

اتصل بها زوجها يبلغها بخبر القنبلة ''كنت مرعوبة''، لم يغيب عن عينيها القلق المصاحب لوجود قنبلة ما بالمحطة، ولكي تكتمل لحظات الرعب هذه انقطع النور ''كمان صوت عربيات الإسعاف رايحة وجاية''، ذلك اليوم لم تبيت ''ياسمين'' بالمنزل.

القطار هو وسيلة المواصلات التي تتخذها ''ياسمين'' لزيارة أهلها، لكنها لن تستخدمه بعد ذلك اليوم، رغم أن تلك اللحظات التي عاشتها أغلب المصريين مروا بمثلها، إلا أنها في البلد هادئة الطبع ''منوف'' كان حادثًا استثنائيًا.

رغم أن مشاعر القلق التي تختلج بصدر الإنسان واحدة إلا أن الأسباب تختلف، كما صاحب القلق ''ياسمين'' وُجد لدى ''أميرة الجوهري'' بالمنصورة، ومصدر ذلك القلق هو الكاميرا التي ترافقها، التصوير هي الهواية التي أحبتها الفتاة العشرينية رغم بُعد مجال دراستها عنها، الكاميرا التي جلبت إليها القلق والخوف طالما كانت معها، بالشارع أصبح كل من يحمل كاميرا هو في وضع اشتباه ليس من الأمن وفقط ولكن من الناس أيضًا، لذا منذ ثورة 25 يناير كان الخوف ملازمًا لأميرة لكنه ازداد في الفترة الأخيرة.

لم يكن ذلك القلق دون وجود مشكلات فعلية حدثت لمصورين بالشارع، تتذكر أميرة زميلها بالجامعة ''كان بيصور مظاهرة من مكان عالي، الأمن شك فيه واتقبض عليه''، المصور الصحفي المقبوض عليه منذ أكثر من سنة ''محمود أبوزيد'' شوكان أيضًا كان ضمن ما جال بخاطر الجوهري ومما يثير فيها الخوف، بجانب الكاميرا هناك ''طوبة'' ترافق الفتاة العشرينية.

لكن الكاميرا لم تعد ملازمة لخريجة الطب كما كانت ''كنت بصور المظاهرات''، قلّ نزولها بها كثيرًا للأوضاع الأمنية ''الفكرة إن مفيش نظام، وممكن أنزل ألاقي حملة أمنية وممنوع التصوير''، مرات قليلة يُمكن لأميرة أن تصاحبها الكاميرا حينما تجتمع مع رفاق التصوير سويًا للتصوير بشوارع المنصورة، وهي مخاطرة أيضًا ''ممكن الناس تبلغ عننا لأي سبب يشوفوه''.

شرين جميل

u0634u064Au0631u064Au0646

 

تابع باقي موضوعات الملف:

إرهاب 2014.. ما تيسر من سيرة الخايفين (ملف خاص)

2015_1_1_23_41_48_973

بعد 21 عامًا.. مصراوي يسترجع تفاصيل اغتيال ''الشيماء'' ضحية إرهاب التسعينيات

3maavoy1

حينما يتحول المواطن إلى ''إرهابي'' بدون أسلحة أو تنظيم

4dahej80

بسمة عبد العزيز تحلل نفسية المصريين: المواطن مفعول به.. بمزاجه (حوار)

79rx28wm

7 وزراء داخلية واجهوا ملف "الإرهاب".. (ملف تفاعلي)

29zm4al7

من الإعلام إلى المواطن: ''سنة سودة يا جميل''

2utsww22

حكايات على الهامش.. اللي يجاور الإرهاب ينكوي بناره

30t31wkr

مدير مفرقعات القاهرة: من يطلق خبرا كاذبا عن وقوع انفجار "عدو لمصر" (حوار)

m9gjl4wn

الإنترنت 2014.. شبكة ''معلومات'' و ''إرهاب'' أيضا!

1fcaut1t

ناجح إبراهيم: الشباب في حاجة للوقاية من التطرف.. وداعش تقرأ الإسلام من نعله (حوار)

nwxw6wlk

"زمن الإرهاب الجميل".. وما أدراك ما التسعينات.. (ملف تفاعلي)

e4x2f492

في "دولة المطرية".. الإرهاب رايح جاي

rb9b7m6u

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان