إعلان

بالصور.. الدخول بالبطاقة والكلام بحساب.. شروط الجلوس بمقهى ''البستان''

06:49 م الإثنين 15 سبتمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

يؤمن أن النظام أساس كل شيء، يصف نفسه بأنه ''متربي على الإيقاع''، من مُصمم ملابس يتعامل مع شركات دولية إلى صاحب مقهى بمنطقة المعادي، لم يغير محمود الجبلاوي نهج حياته رغم اختلاف المجال الذي يخوضه، ناشدًا في ''البستان'' كمقهى هدفه في وجود مكان يحتضن الراحة والهدوء بعيدًا عن صخب الحياة، في ظل قواعد أشبه بميثاق يعقدها مع العاملين والمترددين على المكان.

واجهة زجاجية تغلف المكان، اللون البني يسيطر على الأجواء، بالإطارات الخشبية والمكتبة الصغيرة المعلقة، طاولة استقبال الطلبات الملاصقة للمطبخ، فضلاً عن المقاعد البلاستيكية والطاولات، فيما تتداخل الألوان الأخرى، بمساحة خضراء تقابل المقهى، إناء زرع موضوع قرب أحد الأعمدة بالداخل، إضاءة خافتة تنبعث من نجف ذي طاقات بيضاء أصيلة الطراز، ولوحات زيتية متفرقة على الحوائط بدءً من باب الدخول وكل ركن من الأركان الثلاث، فكل ما يشمله محيط المكان يتسق معه وسمته الذي أراده له صاحبه ''سميته البستان فكان لازم كل شيء فيه يعبر عنه''.

كل شيء هنا يسير بنظام، بدءً من تصميم المكان، مرورًا بالعاملين، وكذلك زبائن المقهى، وهذا ما حرص عليه الرجل الخمسيني، فالمقهى بالنسبة له لا يختلف عن الشركة حتى أن العاملين عنده يحملون لفظ ''موظفين''، لذلك كان شيء طبيعي عمل عقود لهم يضمن حقوقهم وحقوق المكان ''والنتيجة لديه نسبة الغياب لا تتعدى 1% وفي ناس شغالة يجي 7 سنين'' يقولها الجبلاوي مفتخرًا بمنظومته.

''الراحة، الهدوء، الجودة، الخدمة السريعة'' نقاط البيع- كما يطلق عليها ''الجبلاوي'' هى أسس الاستراتيجية التي وضعها لمقهاه منذ قرر إنهاء العمل في مجال تصميم الملابس الذي يصفه بأنه ''مهنة مَن لا ينام'' بعد ما اضطر للتعامل مع مركز تحديث الصناعة ''أن مفيش فيه نظام ومش هحقق اللي أنا عاوزه''، ليجد مبتغاه في فتح المكان قبل 14 عامًا ''بالنسبة لي دي محطة النهاية وقفل الكافية يعني مرحلة التقاعد''.

الولوج إلى المكان يتطلب الإلتزام بشرطين، أولهما ألا يقل السن عن 25 عامًا، وثانيهما الإلتزام بالهدوء، فإذا لم تكن زبون معروف للعاملين وصاحب المكان، بمجرد دلوفك عبر الباب الزجاجي والجلوس يسرع إليك العامل بصوت هاديء معتذرًا في البدء مطالبًا باظهار الهوية الشخصية للتأكد أنك من الفئة المخصص لها المقهى، ''السن اللي أقل من كده بيحب الدوشة شوية.. لكن غالبًا اللي وصلوا للعمر ده بيكونوا اتخرجوا وبدأوا حياتهم'' بصوت واثق تحدث ''الجبلاوي'' عن سبب وضعه لذلك الشرط، مبررًا ذلك بأن ''أي مكان لا يمكن يتعامل مع كل الناس لكن شريحة معينة وده ضمن الخطة التسويقية لأي شيء''.

''إذا كنت تريد الصخب فالصخب في كل مكان وإذا كنت تريد الهدوء فالهدوء سمة البستان'' على لوحة معلقة يمين الدلوف إلى المقهى تتصدر تلك الكلمات التي صاغها ''الجبلاوي'' وحرص على تواجدها بالمقهى لتأكيد هوية المكان لكل المترددين عليه، وكذلك الجيران له، لذلك وجد البعض فيه مكان مناسب للقراءة، فلا مجال للصوت المترفع هنا؛ فقط موسيقى هادئة تكاد لا تُسمع في خلفية الجالسين، حديث العاملين أشبه بالهمسات، يفهمها الزبون الدائم وربما يحتاج الوافد الجديد أن يعتاد عليها، ''بيتخصم لنا لو صوتنا علي'' بابتسامة يقولها محمود راضي أحد العاملين معتبرًا ذلك شيء مرضي ''عشان في نظام''، فالعقاب مصير مخالفة القواعد المتفق عليها، وكذلك الحال مع الزبون إن لم يستجب بتحلي الهدوء فلا مكان له بالمقهى.

لتحقيق الهدوء تم تسخير كل شيء، فكان منع عرض مباريات كرة القدم، وقبل عامين حينما اشتدت المناقشات السياسية وباتت البرامج التليفزيونية مطلوبة، لجأ صاحب المقهى إلى فكرة وجود سماعات لمن يرغب في مشاهدة التليفزيون، وكذلك هناك أخرى احتياطيًا لمن يريد سماع أحد المقاطع على الحاسب خاصته ''لو كل واحد شغل اللي هو عاوزه هيبقى شيء لا يحتمل'' حسب قول ''الجبلاوي''.

بركن خشبي تعلوه السماعات، يتواجد حاسب آلى يظهر على شاشته المكان بأكلمه ''دي كاميرا بتخليني كأني متواجد في المكان في أي وقت''، فالرجل الدارس لأسس التسويق يؤمن أن التحكم يولد الثقة، وهذا جزء من النظام الذي يتمنى أن يراه في كل مكان في البلاد، والتفريق بينه والإهانة معتبرًا ''المشكلة الكبرى إن ميبقاش في نظام''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان