إعلان

اللاجئون في مصر.. رحلة البحث عن الإنسانية (تقرير)

08:37 م السبت 05 سبتمبر 2015

اللاجئون في مصر.. رحلة البحث عن الإنسانية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - محمود سليم:

طفل سوري قذفته الأمواج إلى سواحل تركيا، حركت صورته ضمير العالم وغيرت رؤيته تجاه ملايين اللاجئين الذين دفعتهم الظروف القاسية للفرار من جحيم الحرب.. وعلى الشعب المصري تحمل مسؤوليته الإنسانية تجاه أكثر من 186 ألف لاجئ.

طرق عديدة مادية ونفسية يقترحها المسؤولين عن ملف اللاجئين، في تصريحات لمصرواي، بينها التبرع المادي المباشر عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأخرى نصائح للتعامل مع اللاجئ كـ"إنسان".

وبحسب مفوضية اللاجئين فإن مصر تحتضن أكثر من 186 ألف لاجئ مُسجل في سجلاتها، بينهم 131 ألف لاجئ سوري، بينما تقدر الخارجية المصرية أعدادهم بـ 320 ألف لاجئ، حيث لا تفرض الحكومة المصرية على اللاجئين التسجيل في المفوضية، بينما تفرض تأشيرة وتصريح أمني للدخول إلى أراضيها.

وأعبرت مصر عن قلقها تجاه الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون في عدد من الدول الأوروبية، وطالبتهم بتحمل مسؤوليتها باستقبال وايواء اللاجئين المتضررين من الأوضاع الأمنية والإنسانية الهشة في دولهم، بما يتسق مع قواعد القانوني الإنساني الدولي.

وتحدد مروة هاشم، المسؤول الإعلامي بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، عدة طرق يتخذها المصريين لمساعدة اللاجئين نفسيًا وماديًا، مشيرة إلى أنه "لابد من الترحيب باللاجئين لكي يشعروا أنهم في بلدهم.. يمكن أيضًا تقديم فرص عمل ولو صغيرة، منهم ناس عايزة تشتغل أي حاجة".

وتشير هاشم، خلال تصريحاتها لمصراوي، إلى أن هناك طرقًا للتبرع المادي المباشر عن طريق موقع المفوضية (donate.unhcr.org/Egypt)، موضحة أن كل التبرعات التي تأتي عن طريق المفوضية ينتفع بها اللاجئون مباشرة.

وتقدم الحكومة المصرية خدمات لللاجئين بحسب هاشم، التي تقول إن مصر تقدم خدمات صحية، وتعليمية لهم كما أنها تعطي التأشيرات على كارت طالب اللجوء بالمجان، موضحة "المدارس المصرية مفتوحة لللاجئين كالمصريين تمامًا".

وأشارت إلى تغَّير سلوك المصريين منذ بداية الأزمة في سوريا حتى الآن، شارحة "في بداية الأزمة السورية كانت الشعب يساعدهم ويوجد تعاطف كبير معهم وكثير من الجمعيات الخيرية كانت تساندهم، لكن الآن تغير الوضع.. لابد أن نفهم إن أي لاجئ سوري أو غيره هو إنسان طبيعي أجبرته ظروفه القاسية على ترك بلده وعلينا تقدير هذا".

ويتفق محمد الكاشف الباحث في شؤون اللاجئين بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مع هاشم في تغير سلوك المصريين، تجاه اللاجئين منذ 2013 إلى الآن، مشيرًا إلى أن الإعلام هو السبب.

ويشرح الكاشف "منذ بداية النزوح كان التعامل رائع وراقي واحتضنهم الشعب لعدم الإحساس بالغربة بينهم دون النظر إلى الخلفيات الثقافية إلى أن حصل تقلبات في المزاج العام عندما نشرت وسائل الإعلام أنهم - أي السوريين - يساندون نظام الإخوان وما نُشر عن جهاد النكاح غيَّر نظره المصريين لهم".

وهو ما تؤكده مروة هاشم، مسؤولة الإعلام بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "يوجد الآن كثير من المصريين غير متعاطفين مع اللاجئين وخاصة الأفارقة.. إنهم يعانون في مصر من التحرش الكلامي.. لابد التعامل معهم كإنسان دون التفرقة على أساس الدين أو اللون.. هناك تمييز علينا الاعتراف بهذا".

"نحن نجبرهم على البحث عن منفذ للهجرة إلى أوروبا" جملة يصف بها الكاشف، الباحث في شؤون اللاجئين، نتيجة تعامل المصريين "العنصري" مع السوريين والتفكير في أنهم سيأخذون أرزاقهم ومشاركتهم في فرص العمل، بالإضافة إلى استغلال حاجتهم في السكن على سبيل المثال والتأجير بضعف الثمن.

ويوضح لابد أن ننحي الخلافات السياسية جانبًا، والتعامل معهم كإنسان فقط، مشيرًا إلى أن هناك أفكار خاطئة أنهم يأخذون معونات شهرية "وبيتصرف عليهم من غير شغل".

ودوليًا.. تقول الأمم المتحدة إن على دول الاتحاد الأوروبي استضافة ما لا يقل عن 200 ألف لاجئ، كجزء من "استراتيجية مشتركة" تأخذ مكان النهج التدريجي والمرتبك الذي يسلكه الاتحاد في الوقت الراهن للتعامل مع أزمة اللاجئين المستمرة.

وقال انتونيو جوتيريس رئيس مفوضية اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية إن على الاتحاد الأوروبي تعبئة "كل موارده" لمواجهة الأزمة واصفًا المرحلة الراهنة بأنها "حاسمة"، ومنتقدًا ما وصفه بنظام الهجرة "غير المتوازن والمعطوب" المعتمد من جانب الاتحاد "النظام الحالي لا ينفع إلا مهربي البشر".

فيديو قد يعجبك: