إعلان

من 50 ألف زجاجة بلاستيكية.. كيف قاد طلاب لبنانيون حملة ضد التلوث؟

06:59 م الأربعاء 20 يونيو 2018

مركب من زجاجات بلاستيكية في الساحل اللبناني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

قبل 20 مايو المنصرف، كان الحديث عن إبحار مركب مصنوع من زجاجات بلاستيكية في الساحل اللبناني درب من الخيال. كيف يطفو في المياه؟ ولماذا يبذل أحدهم وقته لصنع ذلك المركب؟ وإن حدث أيكمل مساره بما على متنه من أشخاص؟

تساؤلات وإحباطات عدة استقبلها طلاب الجامعة الأمريكية اللبنانية في بيروت، طيلة خمسة أشهر عكفوا فيها على إتمام بناء "سفينة" من نحو 50 ألف زجاجة بلاستيكية، حتى يوم إبحارها.

1

تحتل لبنان المرتبة 67 في التلوث بين 180 دولة في مؤشر الأداء البيئي العالمي، فيما تشير الأرقام المتداولة إلى بلوغ نفايات البلاستيك 500 طن يوميًا، لذلك حاولت منظمة مجتمع مدني تُدعى "CHREEk /شريك" أن توعي بمخاطر التلوث "اعتقدوا أنها فكرة عظيمة بناء سفينة من الزجاجات البلاستيكية لإظهار مشكلات التلوث في مجتمعنا ورفع التوعية ضدها، وحاولوا إتمام المشروع عدة مرات لكن للأسف فشلوا في ذلك" كما يقول كوزا أدموند، المتحدث باسم الطلاب اللبنانيين القائمين على مشروع المركب لمصراوي.

نما لعلم إدارة الجامعة الأمريكية اللبنانية بأمر مشروع "السفينة البيئية"، فقررت تبني الفكرة ودعمها "وأن تقودها للنجاح" كما يقول أدموند، فكانت المشاركة بدعم من مدرسة الهندسة والعمارة بالجامعة، وأضيف أبعاد جديدة "مثل إحياء تراثنا الفينيقي عن طريق عمل سفينة على شكل ثلاثي المجاديف. بالإضافة لأخذ عينات من المياه على مدار الرحلة وتحليلها لمعرفة نسبة التلوث".

2

منذ يناير الماضي بدأ العمل على بناء المركب البيئي "أكثر من 300 طالب من مدارس مختلفة من أنحاء لبنان وأكثر من 100 طالب من الجامعة الأمريكية اللبنانية شاركوا في المشروع" حسب توضيح أدموند، الذي أضاف أن شكل المركب، المتصدر له ما يشبه شكل حصان، جاء ليليق بالتراث الفينيقي المنتمي إليه لبنان "محاولة لإحياء تراثنا وحتى لا ننسى أصولنا" كما يقول الشاب.

3

لم تكن مهمة تجميع الزجاجات البلاستيكية سهلة، تطلب الأمر دعوة الطلاب، ومنظمات المجتمع المدني والمراكز للتطوع في ذلك، وفرز الزجاجات تبعًا لأحجامها، حتى يتمكن القائمون على البناء من ربطها في مجموعات، ليكتمل شكل المركب، بارتفاع 3 متر –13 متر طول و4 متر عرض- ووزن يصل لـ4 طن دون طاقم العمل المقدر له 10 أشخاص، ومن ثم يتجاوز القائمون تحديهم الأول والأكبر في الإقناع بفكرة إعادة التدوير وتجميع مادة البناء.

يقول أدموند "مجتمعنا يغفل كيفية التوعية بالتلوث فلم نعتاد فكرة إعادة التدوير وبالتالي نقل هذا الاتجاه وجعل الناس يتكيفون معه حتى مساعدتنا في التجميع كان صعبًا"، غير أن لحظة تنفيذ الفكرة كما خُطط لها، هوّن كل مشقة في شهور العمل "كنا فخورين بكل شخص شارك خاصة الصغار من طلاب المدارس وأعضاء الكشافة".

"السفينة كلها معاد تدويرها حتى الإطار المعدني المستخدم معاد تدويره" هكذا خرجت المركب كما يوضح أدموند، مشيرًا إلى حرص الطلاب ألا يبحر المركب دون التأكد من إجراءات الأمان، وقدرته على الطفو، حتى يغلقوا كل الأبواب المحبطة؛ ففي مقابل الداعمين للمشروع والمعتقدين أنها "فكرة جريئة وخارج الصندوق"، واجه الطلاب المتشائمين "البعض اعتقد أن السفينة لن تبحر وأننا لن نصل بها لوجهتنا سليمة كقطعة واحدة"، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة.

4

من ميناء بيبلوس –أقدم ميناء فينيقي على طول الساحل اللبناني- في مدينة جبيل، شمال بيروت، أبحرت السفينة البيئية، قام رجال هيئة الدفاع المدني بسحبها، لأكثر من 55 كم حتى بلغت العاصمة اللبنانية.

لم يفقد طلاب الجامعة الأمريكية اللبنانية زجاجة واحدة في الرحلة، عادوا بالمركب كاملا إلى مسراه في بيروت، يملئهم الفخر بتحقيق مهمتهم "التوعية بالبيئة وإعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية وإحياء تراثنا الفينيقي ودراسة تلوث الماء"، إذ تم أخذ عينات من المياه لقياس مدى تلوثها.

إبحار المركب البلاستيكي ما كان النهاية "قررت الجامعة تمرير السفينة لمنظمة "شريك" للاستمرار في حملة التوعية"، وفي ساحة الشهداء ببيروت، أصبح للسفينة مرسى، وضعت هناك كنصب، مما كان له وقعه المؤثر على أصحاب المشروع، جعلهم على يقين أن وسيتهم سيصل صوتها "وجوده في هذا المكان الحيوي سيذكر الناس بهدفه وغايته وأنه عندما تجتمع الجهات والشباب معا تحت مظلة واحدة تتحقق المعجزات".

5

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان