إعلان

المسعفون الصغار في حادث قطاري البحيرة.. "الجدعنة فضلوها على البراءة"

03:55 م الخميس 01 مارس 2018

حادث قطار البحيرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– مها صلاح الدين ونانيس البيلي:

تصوير - أحمد جمعة:

حتى منتصف ليل أمس، ظل صبي أشقر البشرة دقيق الملامح، نحيل الجسد، يهرول جيئةً وذهاباً، في محيط حادث قطار المناشي، بمحطة قرية أبوالخاوي، بين الحطام ورجال الشرطة والمسعفين.

على الرغم من أن عبدالله، لم يتجاوز الرابعة عشرة بعد، لكن هيئته تبدو أقل من عمره، يحكي الصبي ببراءة كيف شاهد حادثة القطار وهو في طريق العودة من مدرسته في الظهيرة، فيقول: "شوفت ناس مزنوقين بين العربيتين، وناس متعورة".

ورغم إحساسه بالهلع الذي بدا في نبرة صوته، إلا أنه بدأ في جلب الأكياس وقطع البلاستيك لتغطية الجثث، والمياه للمصابين من الرجال.

يعتقد الصبي أن السبب في وقوع الحادث هو عدم وجود مزلقان لمحطة قطار القرية، لأنها ليست حادثة القطار الأولى التي تشهدها القرية، ويطلق شهقة قبل أن يتذكر، قائلا: "السنة إللي فاتت 3 قرايبي إخوات ماتوا وهما رايحين حنة أختهم بسبب القطر".

يلتقط منه "محمد رضوان" أطراف الحديث، ويقول بانفعال، أنا كنت جاي من المدرسة في القطر ده، بس كنت في العربيات إللي قدام، نزلت لاقيت 3 عربيات مفكوكين".

لا ينسى الصغير كيف تعلقت أشلاء الضحايا على القطع الحديدية المهشمة من القطار، وكيف كانت حالة الأحياء مبتوري الأعضاء منهم، ورغم فزعه من بشاعة المشهد اختار محمد أن يظل موجوداً في موقع الحادث، يفعل ما يُطلب منه لمساعدة الأهالي، ويكون دليل المسعفين نحو مداخل ومخارج القرية.

ورغم صعوبة المهمة إلا أنه أصر أيضاً على أن يسهم في حمل أشلاء الجثث، ووضعها داخل الأكياس، وسيارات النصف نقل التي كانت تنقل المصابين قبل وصول الإسعاف.

أما رفيقه محمد فتح الله، الذي لم يتجاوز عمره خمسة عشر عاماً، فكان حريصاً على مساعدة أهالي المزارع وأعضاء الجمعيات الأهلية، التي كانت تتولي أمر الفتيات المصابات، وتقوم بإسعافهن بشكل سريع داخل بيوت الأهالي أولا، أو نقلهن إلى مستشفى مركز بدر ومستشفى إيتاي البارود، إذ كنا في حالة حرجة، أما عن الوفيات فكان لا يستطيع الاقتراب منهم، وظل ينفذ تعليمات المسعفين في تركهم حتى تأتي سيارات الإسعاف لتحملهم إلى المشرحة.

حادث-قطار-البحيرة-تصوير-احمد-جمعة-28-2-2018-(10)-(1)

فيديو قد يعجبك: