إعلان

في 11/11.. مصراوي يعايش "مصر التي في الملاهي"

08:01 م الجمعة 11 نوفمبر 2016

دريم بارك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

أعلنت إدارة "دريم بارك" في وقت سابق عن تخفيض بأسعار تذاكر الدخول، يوم الجمعة الموافق 11 نوفمبر من العام الجاري، وهو ما دفع عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى السخرية من الأمر، فيما تحمس آخرون للتخفيض باعتباره فرصة جيدة للاستمتاع بالألعاب التي طالما حلموا بتجربتها. من بينهم مصطفى؛ شاب لم يُكمل عامه العشرين بَعد، الذي وقف أمام بوابة الملاهي الكبيرة مبهورًا، وداخله أمل في قضاء يوم ممتع.

1

لم يكن الذهاب إلى الملاهي خلال اليوم تحديدًا بالأمر السهل على "مصطفى"، حيث رفض والده خروجه في تلك الظروف خاصة مع الأخبار المتواترة حول دعوات للتظاهر في الميادين العامة، لكن الطالب الجامعي أخبر الأب بأنه سيزور أحد أصدقائه في الشارع المجاور لسكنه بشبرا، وعند مغادرته المنزل بعث لهم برسالة بما ينويه.

غضب الأب لدقائق، قبل أن يؤكد على ابنه ضرورة توخي الحذر والعودة سريعًا إلى البيت. لم يكن "مصطفى" يشعر بأي قلق "أصل أنا رايح ألعب يعني، مالي بالمظاهرات"، وحين وصل مبكرًا إلى الملاهي القابعة في طريق الواحات، هاله قلة أعداد الناس، لم يقف في طابور للدخول، ولم يحتاج لوقت كبير لحجز تذكرته المُخفضة "كان مفروض يجي معايا واحد صحبي بس مجاش. وشكلها كدا هقضيها لوحدي، المكان فاضي".

2

بعد العبور من البوابة الرئيسية للملاهي، توجد مطاعم عدة على الجانبين، كانت شبه فارغة من الزبائن. يقول شاب ثلاثيني أسمر، يعمل بأحد المطاعم إنها المرة الأولى منذ سنوات التي يأتي فيها يوم الجمعة بهذا الهدوء داخل المكان، الأعداد دائمًا ما تكون كبيرة "تقريبًا موضوع المظاهرات دا خوّف الناس إنها تنزل النهاردة".

يمر "مصطفى" على الألعاب مشدوهًا إليها، إذ إنه لم يأتِ هنا من قَبل، وفي وقت قليل تمكن من تجربة أكثر من واحدة حيث أن أغلبها غير مزدحم. أحد العاملين بلعبة شهيرة في الملاهي يوضح أنهم كانوا يتوقعون قلة الأعداد الوافدة إلى المكان نظرًا لحساسية اليوم.

3

ويُضيف الرجل- الذي يعمل في الملاهي منذ 15 عاما- أنه هذا السبب قامت الإدارة بتخفيض ثمن التذكرة لإتاحة الفرصة لأكبر قدر من الناس لزيارتهم "يعني أهو أحسن من الخسارة الكاملة لو محدش جيه".

رغم الملل الذي يعانيه العامل، وحزنه على قلة الزبائن "أغلب الرحلات جات بدري الأسبوع دا في أول كام يوم، بدل الجمعة عشان قلقانين"، لكنه في الوقت نفسه سعيد لأن أكثر المتواجدين من العائلات، إذ لا يفضل التعامل مع الشباب الذين يصنعون ضجة كبيرة ويتصرفون بحماقة-وفق تعبيره.

العائلات تنتشر في أرجاء الملاهي، الأطفال يهرولون بصورة عشوائية ومن ورائهم الآباء والأمهات، الضحكات العفوية تعلو هنا وهناك، قبل أن يُفزعهم صرخات الخائفون من سرعة الألعاب، حياة مليئة باللهو، لم يبدُ على الحضور أن أحد منهم يكترث بما يدور خارج هذا العالم.

4

"يا عم عيشني النهاردة وموتني بُكرة" يذكرها "أحمد" الذي يقود عائلته المكونة من 3 سيدات من ذويه، و5 أطفال، مؤكدًا أن الجمعة هو إجازته ولا يمكنه تعويض الفرحة على أسرته من أجل احتمالية وقوع مظاهرات في الميادين "هو يوم، مش هنعرف نعوضه تاني".

في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صور للمكان يوضح الازدحام الكبير على بوابته، غير أن الواقع كان يحمل حقيقية مغايرة. بجوار ماكينة "شاورما"، وقف رجل خمسيني، ينظر للمارين من أمامه بأسى "باينها مفيهاش شُغل النهاردة"، لم يتمكن اليوم من بيع أية سندوتشات أو أطباق من الشاورما "عشان كدا الإدارة خليت نص العمال يأخدوا إجازة، كانوا عارفين اللي فيها".

5

على بُعد أمتار منه، يتحرك عامل النظافة "علي"، بهمة ممُسكا فيه يده بمقشة منهمكًا في تنظيف المكان، يقول الرجل بابتسامة إن الفائدة الواحدة من قلة أعداد الوافدين على الملاهي، هو سينتهي من تنظيف المساحة الخاصة به، في وقت قليل "يعني أخري نص ساعة، بدل ما كنت بقعد بالساعات".

السعادة التي يتحدث بها عم "علي"، لم يرَد بها مُشغل إحدى أشهر الألعاب بالملاهي، عندما سأله الزبائن عن الوقت المُنتظر لبدء اللعبة، بعد انتظارهم لفترة طويلة دون أن يكتمل العدد، حيث أجاب بحزن: "لو كملتوا عشرة هأشغلها".

6 

يمضى الوقت، الشمس اقتربت على المغيب، يستعد "مصطفى" للرحيل مبكرًا كما اتفق مع والده، فيما يهلّ على المكان أعداد جديدة من "عشاق اللعب"، الفرحة تملأ الوجوه، يراودهم الأمل في نسيان هموم الحياة هنا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان