بالصور: كيف تصبح رحالة في بلاد الله؟ عن طريق "المسافر العربي"
كتبت-دعاء الفولي:
بين مساجد أوزبكستان، أروقة القدس، النجوم في ليل سيناء، البحر الميت بفلسطين، ألوان البيوت الأندلسية، والطعام الحلبي؛ ثمة تفاصيل تأخذ العين، ترسم ابتسامة تلقائية على ثغر الرائي، تنبض بالجمال، تُحيي رغبة الترحال عند الذين نسوا وسط الزحام، أن السفر يُروّح عن القلب، يضيف إلى الروح حياة فوق حياتها، فيما قرر آخرون أن ينقلوا ما استطاعوا من صور التقطت لأماكن متنوعة ببقاع الأرض، كما فعلت فرح عصام، الفتاة الفلسطينية ذات الـ25 عاما، حين دشنت صفحة على الفيسبوك تحت عنوان "المسافر العربي".
من الحاجة إلى نشر ثقافة السفر جاءت فكرة الصفحة، لم تكن "عصام" يوما تتعامل مع السفر كسياحة تنتهي في عدة أيام، بل هو فرصة لاستكشاف مغامرة جديدة، وهذا هو هدف مشروعها الذي بدأته بالصفحة "أريد تطوير الفكرة لتكون موقع إلى توفير خدمات السفر بعيدا عن السياحة.. لأن السفر السياحي يكون ممنهجا بحيث يقولب التجربة ضمن الترفيه والاستجمام وحسب، الأهم هو المغامرة فهي القيمة الحقيقية للسفر".
ولدت فرح لأب يعشق السفر "أبي مغامر"، بينما هي طفلة وفي فترة التسعينات إذ كانت فلسطين تنعم بهدوء مؤقت، اعتاد اصطحابها إلى أماكن كثيرة داخل حدود الوطن المسلوب؛ طبريا، بيسان، حيفا، عكا وقيسارية وغيرهم "لم نكن نذهب لمكان واحد مرتين"، صارت الفتاة سر أبيها، تنتظر مواعيد السفر كي تحظى برحلة جديدة وصور مختلفة، إلا أنها لم تغادر فلسطين إلى الآن "أخطط للسفر كي أعمل على توثيق تجربتي الخاصة من خلال المشروع وربما إلهام الآخرين أيضا".
تعتمد الفتاة العشرينية على كتابة بعض العبارات بجانب الصور، لا تحب الإطالة في المعلومات حتى لا يتسرب الملل إلى نفوس المتابعين الذين زاد عددهم عن 10 آلاف شخص "علي الحفاظ على نوع من الخفة في النشر، حيث ستبدو الصفحة صفحة تاريخ وتراث إن لم أعمل على توفير مساحة من الجمالية" كما تقوم بعمل استفتاء كل شهر على الدولة التي ستتمحور حولها الصور، ويتم اختيارها طبقا للتصويت، بالإضافة لنشر معلومات وصور عن بلدان أخرى.
بدأت "عصام" العمل على صفحتها في آخر 2014، ركزت وقتها على الصور المأخوذة من وسط أسيا، وتوسعت بعد ذلك لتشمل باقي الدول في كل أرجاء العالم، وأصبح لدى الصفحة 4 مراسلين بشكل ثابت من مصر والأردن ولبنان.
شروط نشر الصور على صفحة "المسافر العربي" ليست مجحفة؛ فقط أن تكون الصورة بالجودة الممتازة التي تجعل تفاصيلها واضحة، خاصة وأن الهدف الأساسي هو الحديث عن الأماكن الجميلة في بلدان العرب وغيرها، بالنسبة لـ"عصام" الصفحة ليست وسيلة للترفيه في أوقات الفراغ، بل مشروع تحاول تطويره "أطمح بتجاوز موضوع الصور إلى التدوين عبر الفيديو، وتكوين شبكة إقليمية من المصورين بحيث يروج المشروع لأعمالهم عبر العالم"، وبالفعل تواصل بعض الرحالة الأجانب معها ليكونوا جزءا من الفكرة.
"حد يقتل الصفحة دي" كان تعليقا من أحد المتابعين على صورة نشرتها "عصام"، لمدرسة "تيلا قاري" في مدينة سمرقند بدولة أوزبكستان، تبتهج الفتاة المقدسية بما يأتيها من آراء تشجعها على الاستمرار، خاصة وأنها تعمل حاليا ككاتبة نصوص أدبية لشركة أردنية، تكتب فيها عن السفر للأطفال "وآمل أن أكتب نصوص مشابهة للكبار" تثق أن العرب بحاجة ماسة للسفر وكسر القيود التي فرضتها العادات والروتين اليومي، على حد قولها.
فيديو قد يعجبك: