إعلان

نزوى بعُمان .. عروس الثقافة الإسلامية

11:23 ص السبت 09 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

منذ دخول الإسلام بها وهي عاكفة على الدفاع عنه، يحكي التاريخ أن الأئمة عمرّوها لتصبح عاصمة لهم منذ القرن الثاني الهجري، أحاطها الإسلام بهيبته، فأصبحت مركزًا علميًا وثقافيًا، ولتلقب ب"بيضة الإسلام"، كخوذة تحمي الدين حتى حين، وتبق على العهد فتصير عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام2015.

وقع اختيار الإيسيسكو، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، على اختيار قوائم عواصم الثقافة الإسلامية، حيث يتم اختيار ثلاث مدن واحدة للمنطقة العربية، الثانية للمنطقة الأفريقية، وثالثة للمنطقة الآسيوية، وكانت نزوى هي العاصمة للمنطقة العربية، وألماتي من جمهورية قازاخستان عن المنطقة الآسيوية، وكوتونو بجمهورية بنين عن المنطقة الأفريقية.

في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة عام 2004 تم اعتماد قوائم عواصم الثقافة الإسلامية، والتي على أساسها يمتد الاحتفالات لمدة عام بالمدينة المُشار إليها، وتم الاحتفاء في العام الأول بمكة المكرمة، ويهدف البرنامج إلى نشر الثقافة الإسلامية، وإنعاش رسالتها، وتخليد أمجادها الثقافية في الأذهان، وفي 2009 تم إقرار قائمة العواصم المستقبلية ومن بينها كانت نزوى.

طوبٌ لبن مساكنها وطابقين على الأكثر، شبابيك طولية منتظمة على مسافة قريبة من الأرض، وفتحةُ صغيرة تسمى "قُمرة" للتهوية، فيما يقوم الهواء برحلة يومية بينهما، نمط عيش أقرب للبساطة كانت "نزوى"، لذا ظلت "تخت العرب"، مدينة يحفها العلماء، والشعراء، كما كانت موطنهم.

الثقافة منبع بهذه المدينة، والخُضرة تُحاوطها من كل جانب، حيث بساتين النخيل والواحات الخضراء والحدائق التي ترويها الأفلاج، وهي قنوات محفورة بباطن الأرض لتجميع المياه الجوفية، فيما يُعد من أشهر معالم نزوى قلعتها المسماة بالشهباء، ويعد ضمن أقدم القلاع بسلطنة عمان، يجاورها حصن نزوى المبني عام 1660، والذي كان مأوى للإمام وسكن للطلاب، وآخر للمستشارين والقضاة والحرس بالإضافة للمسجد.

أولى المساجد العُمانية بنيت بتلك المدينة، على نظام مسجد النبي، لا تعلوها المنارات المرتفعة،أسطح منخفضة، وسلم من الداخل يرنو للسقف، مع ازدياد عدد المساجد بها صار النقش عليها أساس، حيث توجد محاريب أبواب المسجد عليها نقوش زخرفية، البعض من المساجد القديمة اندثر، وهناك ما بقى مثل مسجد "الجناة"، ومسجد "الشواذنة"، الذي نشر من خلاله علوم العقيدة وأصول الفقه.

حلقات علم تُدرس بمساجدها، مساكن للطلاب، وعلماء قاموا منها، أمثال الشيخ الكبير "البشير بن المنذر السامي"، حيث أقام حلقات للتدريس، وصار مرجعًا للفتوى، والإمام "جابر بن زيد"، الذي تلقى علومه بالبصرة في العراق، وكان من أوائل من قاموا بالتأليف، حيث جمع مؤلفاته في ديوانه المسمى "ديوان جابر".

برنامج احتفائي كامل تم اقراره من وزارة التراث لنزوى، كان من بينها تخصيص ركن للمدينة بمعرض مسقط الدولي للكتاب بفبراير الماضي، كذلك إقامة المعرض الدولي الخامس للفنون التشكيلية، وعرض فيلم وثائقي عنها، كما يقام فعاليات للشعر، وبخط الثُلث كتبت نزوى كشعار مُعلن عنها موضحة قبة مسجد السلطان قابوس والقلعة باللون الذهبي، متباهية كونها عاصمة الثقافة الإسلامية.

يطوفون بأعينهم المساحات الخضراء والأصفر الذي يطغى على الحصون، فيصنعون بريشتهم لوحات فنية تعبر عن قلوبهم المروية بأصالة نزوى، لوحات تتوسط المدينة بميدان الثقافة والفن المفتتح في إبريل الماضي، معبرًا عن احتفالية ضخمة تُثني على وقوف مدينة بتاريخ طويل حمت الإسلام فمُجدّت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان