إعلان

''سامح'' متهم بـ ''موقعة الجمل'' يروي تفاصيل اليوم الدامي

05:13 م الإثنين 02 فبراير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – ندى سامي:

المشهد من ميدان التحرير، يوم 2 فبراير 2011، أناس يقولون هتافات الرحيل، وآخرون يجمعون القمامة، وغيرهم يتابعون حديثهم بشغف حول تصعيد الموقف، وعلى أعتاب الميدان مدرعات الجيش واللجان الشعبية التى تقوم بتفتيش المتظاهرين قبل الولوج، لم يكسر ذلك التناغم سوى أصوات المُنادين فوق المنصات بحماية الميدان، والتى انتهت بدخول الخيل والجمال إلى ''التحرير''.

14 قتيلا و1500 مُصابًا، وفقًا لوزارة الصحة.. حصيلة ساعات دامية شهدها ميدان الثورة.. وبعد أربع سنوات ''سامح أبو باشا'' أحد المتهمين في قضية موقعة الجمل، والذى قضى قرابة عام خلف القضبان يروي لـ ''مصراوي'' تفاصيل دخول الخيل والجمال أرض المعركة.

امتطى ''سامح'' حصانه وانطلق في صحبة 500 شخص من أهالى نزلة السمان الغاضبين من عدم قدرتهم للحصول على ''العليق'' اللذين كانو يحصلون عليه من دمياط والمنصورة ''قطعوا الطريق ومعرفناش نجيب أكل فالجمال والحصنه ماتت من الجوع''، وذهبو جميعًا لكبيرهم على حد وصفه ''عبد الناصر الجابري'' عضو مجلس الشعب عن دائرتهم آن ذاك، لنقل شكواهم ''قولنا يمكن يلاقيلنا صرفة''.

نصحهم عضو مجلس الشعب للذهاب إلي مبنى محافظة الجيزة الكائن في شارع ''الهرم'' وتقديم شكوتهم، فانطلق ''أبو باشا'' مع أهل منطقته ولكنهم وجدوا مبنى محافظة الجيزة خاوي على عروشه: ''قولنا نروح التحرير نقول مطالبنا زي الثوار''، لحظات من الحراك والنقاش مرت على أهالى نزلة السمان الغاضبين حول جدوى ذلك القرار وصعوبة تنفيذه، ''أصل أغلبنا ميعرفش غير نزلة السمان وآخرنا شارع الهرم''.

تراجع البعض وذهبو بخيبة أملهم إلى ديارهم بينما عزم آخرون على الذهاب إلى ميدان التحرير، تقدم ''سامح'' مع بعض الذين يعرفون الطريق على رأس المسيرة ''أنا كنت عارف الطريق علشان كنت بروح لزبون هناك''، الطرقات شبه خالية وفي وسط استنكار السيارات المتناثره في الطريق اتجهوا صوب التحرير.

جال بمخيلة الشاب صاحب الثلاثة عقود أنه سيدخل الميدان وسيلقى مشكلته على المتظاهرين وسينال تعاطف الجميع، لم يلق بالاً لسبب تجمع تلك الأناس في الميدان، ''كل اللي بفكر فيه أكل الحصنة''، بدأت المعركة بدخول الخيول والجمال أعتاب الميدان فتحول هدوء الدواب إلى هياج ''الجمال أول ما شافت الدبابات هاجت.. أصلهم بيشوفوا كل حاجة كبيرة فأكيد هيترعبوا من الدبابات''.

حاول ''سامح'' أن يتجه للخلف ويعود هو ورفاقه، ولكنه لم ينجح فبعد أن هاجت الجمال أخذت تجرى فارتبك الجميع ''فجأة لقينا ناس بتضرب فينا من كل حته''، حاول أن يتمسك بحصانه ويهرب ولكن أوقعه أحدهم وضربه ضرب مبرح على حد وصفه، فرّ العديد ممن كانو معه ولكنه وجد نفسه مكبلُ في أيدي قوات الجيش.

عام كامل قضاه ''أبو باشا'' خلف القضبان حتى حصل على البراءة، تحقيقات عده لم يعرف عددها في كل مرة يروي ما حدث بكل التفاصيل ''من وكيل النيابة لحد النائب العام كلهمم حققوا معايا'' وأثناء استجوابه في كل مرة يسأل عن مصير حصانه ولا أحد يحمل له الرد، تم ترحيله هو متهم آخر إلى سجن الوادي الجديد، ساعات وشهور قضاها في وحشه السجن ''سنة من عمرى راحت من غير ما أعمل حاجة''.

حصان أبيض ذو عيون واسعة رفيق الشاب الأسمر من فعل قسوة الشمس، اشتراه بـ 18 ألف جنيهًا، يهتم به اهتمام خاص دونًا عن باقى الخيل الذى تربى وسطهم في ''الإسطبل'' الذي يعمل به ''زي ما يكون ابني وضاع مني.. كل الخيل اللي اتمسكت اليوم المشئوم ده رجعوا إلا هو''.

أربع سنوات مرت على الموقعة يتذكرها وكأنها كانت الأمس ''مش ندمان إني رحت التحرير.. لو الموقف اتكرر تاني هروح برده''.. بعد أن خرج من محبسة عاد ''أبو باشا'' إلى ''نزلة السمان'' موطنه الذي لا يبرح غيره، يرعى خيله ويطعمهم ويطمح فقط في أن يمتلك ''اسطبل'' خاص به وحده.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان