إعلان

شهادات ''احتجاز وتعذيب وإضراب'' على طاولة هشام مبارك

11:40 ص الجمعة 27 يونيو 2014

شهادات ''احتجاز وتعذيب وإضراب'' على طاولة هشام مبا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

طاولة واحدة ومصاب واحد حوله اجتمع الحضور بمركز هشام مبارك لحقوق الإنسان في اللقاء الذي تم الدعوة إليه، ليجمع بعض أهالي المحتجزين في السجون ومحاولة بعضهم الإضراب عن الطعام اعتراضًا على المعاملة ومكوثهم خلف القضبان في تهم ينفونها جملة وتفصيلا.

جاء اللقاء تحت عنوان ''المعتقلين المضربين عن الطعام''؛ انقطاع الكهرباء، درجة الحرارة ترتفع بشكل متزايد، لا مفر للحضور سوى بعض الأوراق يلتمسون بها شيئًا من الهواء، مختلف التوجهات كان الجمع، بمنتصف الطاولة يجلس راوي الشهادة من أهل السجين أو سجين أفرج عنه، عن اليمين واليسار كان آل ''سيف''، أستاذ العلوم السياسية ''أحمد سيف الإسلام''، وأخته ''عايدة''.

''اختطاف وتعذيب''

''كنّا بنتعشى..الساعة كانت واحدة ونص بالليل''، هكذا بدأت ''جهاد محمد مصطفى'' الحديث عن زوجها ''حسن أنور'' المسجون بسجن العقرب، عقب القبض عليه في السادس من أكتوبر 2013، قوة أمنية اقتحمت المنزل الكائن بمنطقة حدائق حلوان، كانت الزوجة العشرينية في المطبخ تعد الطعام عندما بدأ ضرب الزوج مع تفتيش المنزل، صراخ استغاثة نادت به القوات أن يتوقفوا ''كانوا بيضربوا جوزي بالبوكس والأقلام.. لما قولتلهم بتضربوه ليه الضابط قاللي خشي إلبسي''.

ارتدت ملابسها سريعًا، وضعت النقاب فوق وجهها، بين مدرعات شرطة لم تستطع عدها، قوات مكافحة شغب ملأ أفرادها سلالم المنزل اقتادوها وزوجها بأعين مُغماة إلى مكان لم تتأكد منه حتى الآن ''لما خرجت ووصفت المكان قالولي إنه قسم مدينة نصر''.

في القسم كانت ''التشريفة'' على حد قولها، لا تعرف ''جهاد'' خريطة المكان، تذكر صراخ زوجها بينما يُضرب، فيصرخ متسائلًا ''طب قولولي أنا عملت إيه''، الرعب سيطر على الزوجة التي تروي أنها ما لبثت تسمع نداء الزوج البالغ من العمر 38 عامًا حتى انتابتها حالة بكاء شديدة ''كنت ببقى سامعة حسن بيصرخ وهو مريض وعنده قرحة في المعدة''، مر وقت حتى رفع أحدهم الغمامة وقال لها ''بصي وراكي كدة.. مين ده؟''، التفتت لتجد زوجها ''حسن'' مُعلق في آخر الغرفة، يداه مُتعاكستان لأعلى، وجهه لا يُرى من الدماء، على حد وصفها.

حتى تلك اللحظة لم تفهم الزوجة البالغة من العمر خمسة وعشرون عامًا ما يحدث، لم تتوقع القادم ''دخلوني الأوضة تاني.. بدأوا يضربوا في جوزي ويكهربوه في أماكن حساسة''، تصمت قليلًا، تلتقط أنفاسها ''كنت أسمعهم بيقولوا إن المنطقة دي اتحرقت انقل على غيرها.. لدرجة إنه مبقاش يصرخ في الآخر.. مكنتش بسمع إلا صوت غرغرة كأنه بيطلّع في الروح''،أمام زوجها المُكبل وقفت، نزعوا عنه الغمامة، نظر تجاهها ''كنت متبهدلة ومضروبة وشعري منكوش''، لم يتمالك نفسه قال لهم ''قولوا لي عايزين أعترف بإيه وأنا هقول بس ملكوش دعوة بها''.

لم تسلم الزوجة من الضرب رغم ذلك، مكثت بغرفة ''كان كل ما حد يدخل الأوضة يضربني بالبوكس أو القلم أو على ضهري''، الطعام والشراب لم يعرفا الطريق إليها ولا زوجها لمدة ثلاثة أيام، علمت ذلك لأنها خرجت عندما سمحوا لها ''أدوني 2 جنيه أروح بيهم.. كان وقتها فيه حظر تجول وكان فاضل ساعة عليه مشيت 2 كيلو عشان أوصل لبيت أهل زوجي''، شهر كامل حتى السادس من نوفمبر لم تعلم ''جهاد'' عن ''حسن'' شيئًا حتى وجدوه في سجن ''العقرب''.

''تكدير السلم العام'' و''حيازة سلاح ومفرقعات''، اتهامات وجهت لزوج ''جهاد''، ضمن 200 آخرين، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم ''قضية المطرية'' برقم 344، علمت الزوجة أن أحد زملاءه بالعمل تم القبض عليه عصر ذلك اليوم وذكر اسم زوجها، لذلك أتت القوات لمنزله، كما أخبرها محاميه أن القضية التي جاء اسمه فيها سُتحول للجنايات عقب شهر رمضان ليتم البت فيها.

منذ شهر ديسمبر الماضي أضرب الزوج الذي يعمل ''مقاول حر'' عن الطعام لم يكسره إلا بعد إبريل الماضي ''بقى إضراب بشكل جزئي''، امتنع ''حسن'' كذلك عن استقبال الزيارات شهري مارس وإبريل ''لأنهم خلوها عن طريق الزجاج فهو رفضها''، على حد تعبير الزوجة.

مُتكئًا على عكاز خشبي أخذ المحامي ''أحمد سيف الإسلام''، ووالد الناشط علاء عبد الفتاح يتحدث عن مجريات الأحداث مرددًا ''أوعوا تخلوا حد يسلب منكم إنسانيتكم..''، قائلاً إن ما تمر به أن ''الظلم الذي تمر به البلاد لم تشهده من الاحتلال الإنجليزي'' على حد قوله، وأوضح أن ''الاعتقالات'' التي انتشرت في مصر تستلزم ''تكاتف''، قفز فوق الخلافات السياسية بشكل مؤقت لأن ''اللي في السجون مش من اتجاه واحد''.

دقائق صمت ويظهر على الطاولة شهادة أخرى، بثبات تحدثت ''حكمت'' والدة كريمة الصيرفي، الفرقة الثانية كلية شريعة وقانون تنتمي الفتاة لجامعة الأزهر، خلاف أغلب حالات الاحتجاز، تم القبض على ''كريمة'' من منزلها بالتجمع الخامس، بمفردها كانت يوم 29 مارس الماضي، الأخوات بالعمل والأم كذلك بالخارج، طرق عنيف ثم كسر الباب، علمت الأبنة أن الأمن مَن يفعل ذلك، في ذلك الوقت كانت تحدث أحدى صديقتها على الهاتف، فتركت الخط مفتوح، استطاعت الرفيقة تسجيل لحظات القبض عليها وهو ما نفى تكذيب الداخلية بإلقاء القبض عليها خارج المنزل حسبما قالت الأم.

طالبة الأزهر

ثلاثة أيام لم تعرف عائلة ''كريمة'' عنها شيء، من قسم أول وثاني التجمع كان الرد ''مانعرش حاجة عنها''، حتى اليوم الرابع وصلوا إلى وجودها بسجن القناطر، وأما التهمة فـ''التخابر''، ''بنتي طالبة في الجامعة وحاملة للقرآن تخابر إزاي'' قالت الأم معتبرة أن الأمر له علاقة باحتجاز الأب أمين الصيرفي سكرتير الرئيس السابق ـمحمد مرسي والقابع في السجن قرابة العام.

الأربعاء من كل أسبوع موعد زيارة ''حكمت'' لابنتها، تجدها ''قوية ومحتسبة'' حسب قولها، حتى عندما قررت الإضراب عن الطعام اعتراضًا على احتجازها وغيرها من الفتيات أمثال ''روضة جمال'' المسجونة دون تحقيق وفقًا للأم، فكان مبررها لوالدتها قبل أسبوعين حينما أخبرتها عن نيتها في الإضراب ''يا نعيش كرام.. يا نموت كرام''.

بعنبر ''العسكري'' في سجن القناطر تمكث ''كريمة'' ورفاقها، بمجرد إعلانهم الإضراب ما كان رد فعل السجن إلا تحويلهم لعنبر الجنائيات حسب قول الأم، اضطرت الفتاة وغيرها من المشاركات لإنهاء الإضراب بعد ما لاقوه من معاملة سيئة حتى الأربعاء 11 يونيو الماضي؛ ذهبت الأم لتجد ابنتها في حال مختلف ''انهيار.. صراخ'' لم تكن ''كريمة'' ترغب في رؤية والدتها، احتضنتها لتروي لها أن ''السجانات والجنائيات تناوبوا الاعتداء عليهم بالضرب'' بعد أن وزعوا الفتيات المسجونات على عنابر الجنائيات، إلى جانب مشاركة قوات الأمن في ضربهن، ونقلهن إلى سجون أخرى منها ''بنها ودمنهور'' على حد قول ''حكمت'' التي قررت منذ ذلك الوقت الدخول في إضراب حتى الإفراج عن ابنتها.

في منتصف اللقاء الذي تصدرت خلفية طاولته صورة المراسل الصحفي المفرج عنه قبل أيام ''عبد الله الشامي''، حضرت والدته ''ثريا الشامي''، دعمًا للحضور على حد قولها، منيبة عن ابنها الذي كان يرغب في التواجد لولا انهاكه جراء الإضراب الذي انهاه يوم خروجه بعد أكثر من 100 يوم، ''فرحتي ناقصة لأن لسه زمايل عبد الله وغيرهم كتير جوه السجون'' قالت ''ثريا'' مطالبة بالوقوف بجانب ''المعتقلين'' أمثال ''محمد سلطان'' مرددة ''البنات.. البنات'' مشيرة إلى الفتيات المحتجزات بالسجون.

مراسل صحفي

على الكرسي ذاته خلف الطاولة لم يكن جلوس ''سيد محمد'' الشهير بـ''سيد المصري'' كغيره، فهو الراوي لتجربة احتجازه بنفسه، أمام جامعة الأزهر30 ديسمبر 2013 حيث تتصاعد الأحداث كان مراسل ''شبكة يقين الإخبارية'' حاملاً كاميرته لتغطية الاشتباك، ''أنت تبع مين''، قال الضابط للشاب، أخبره أنه مراسل صحفي يمارس عمله، فنادى بصوت مرتفع للجنود ''هو ده اللي بيصوركم وأنتم بتقتلوا الطلبة وبينشر صوركم'' حسبما روى ''سيد''، ثوان وانهال عليه الجنود ضربًا، أودعوه عربة الترحيلات مع زميل له ''أحمد جمال''، ليمكثا في سجن استقبال طرة قرابة 130 يوم حتى 11 مايو الماضي.

لم يتوقف الاعتداء بالضرب داخل العربة، كلمات إهانة وسباب بأقذع الألفاظ ظل يسمع ''سيد'' على حد قوله، وحتى قسم أول مدينة نصر حيث يصف المعاملة به كما يصف وافدوه بـ''الكفار''، قرابة 4 أشهر خلف القضبان لا يعلم ''المصري'' التهم الموجهة إليه كما لا يعرف كيف أفرج عنه، قائلاً ''أحنا كنا بنرصد الانتهاكات من كل الأطراف سواء الإخوان أو الشركة''، مناديًا بالوقوف مع المعتقلين البالغ عدد أكثر مما هو معلن عنه، لم يتوقف ''المصري'' عن العمل بعد تلك الفترة، بل زاد حماسه أكثر قائلاً ''لن نخالف ضميرنا حتى لا نعطيهم شعبًا بلا وعي''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان