إعلان

4 سنوات على رحيل مصطفى محمود.. فيلسوف ''العلم والإيمان''

10:52 م الجمعة 01 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

''أهلاً بكم''.. افتتاحيته الأشهر على الإطلاق، من خلال برنامجه ''العلم والإيمان'' سهرة ''الإثنين'' من كل اسبوع، تناول سلس وجذاب يربط بين الأدلة العلمية المادية، وبين الإيمان بالخالق الأعظم والتسبيح بقدرته، تسمعه في حلقة يشرح ''دورة حياة الذباب''، وفي الأخرى ''كيف بنيت الأهرامات''، وفي الثالثة ''أين سد يأجوج ومأجوج''؛ ليترك إرثًا علميًا ومعرفيًا تجاوز 400 حلقة تليفزيونية مميزة بـ ''مقدمة الناي'' للعازف ''محمود عفت''.

المفكر الإسلامي والكاتب الدكتور مصطفى محمود؛ 4 أعوام مرت على الرحيل، ولا زالت مؤلفاته وحلقاته مرجعًا هامًا و محبب للقلوب للبحث عن الحقيقة، حقيقة بحث هو شخصيًا عنها في رحلة من التيه للرشاد ومن الظلام للنور، ليفردها على صفحات كتبه مثل ''رحلتي من الشك إلى الإيمان، لغز الموت، حوار مع صديقي الملحد، رأيت الله'' وغيرها.

''مصطفى محمود'' المنسوب لآل بيت رسول الله ''الأشراف''، ولد أواخر 1921 ودرس الطب وتخصص في الأمراض الصدرية، ورغم قضائه سنوات دراسته مستمتعًا بـ''مادة التشريح''، إلا انه آثر البحث والكتابة، ليقدم ما يقرب من 90 كتابًا خلال مسيرة حياته، متنوعة بين الدينية والفلسفية والأدبية، وأيضًا المسرحيات وأدب الرحلات.

''مصطفى'' الذي تخرج طبيبًا في 1953، انشغل مثل الكثير من أبناء جيله بالتفكير ''المادي والوجودي''، وتعددت قراءاته في الفلسفات الدينية ليعرف من خلالها حقيقة أصل الأشياء، إلا أنه لم يكفر أو يعلن إلحاده بشكل تام، بل كانت رحلة لتأكيد الإيمان الفطري الراسخ بداخله، وهي الرحلة التي سردها مرارًا و تكرارًا على صفحات كتابه، عارضًا تجربته كمثال لأن الإيمان هو أصل الأشياء.

صدام مع ''عبد الناصر'' بتحريض من ''الأزهر'' عندما أصدر ''مصطفى محمود'' كتابه ''الله والإنسان''، إلا أن الأزمة انتهت بمصادرة الكتاب من الأسواق، ليعود في عصر ''السادات''، ويبدي إعجابه بفكر المؤلف، وأنه لا مانع من تداوله في أسواق الثقافة، وهو ما جعل ''محمود'' و''السادات'' على تقارب واحترام وثقة جعلت ''السادات'' يعرض عليه إحدى الحقائب الوزارية، إلا أن المؤلف والباحث رفضها متعللاً بأسباب شخصية، مكتفيًا بكونه ''باحث علم''.

''الزندقة والمروق'' اتهامات واجهت المفكر ''مصطفى محمود''، كان أشدها عندما عرض تفسيره لجزئية ''شفاعة سيدنا الرسول محمد للمسلمين يوم القيامة''، وهي التي تخرج عصاة المسلمين من النار بإذن الله بعد أن يتشفع لهم الرسول، وبعد أن نالوا مقدار من العقاب المتساوٍ مع ذنوبهم، وكان تفسير ''محمود'' أن الشفاعة لها تفسير غيبي واسع وعميق وليس كما يفسره العلماء والمفسرين، وأن تفسيرهم من شأنه تعويد المسلم التواكل، وإهمال الأخذ بالأسباب لترك المعاصي، وعدم إعمال العقل - وهو منحة إلهية عظيمة - ليكون على نباهة كاملة واعيًا لكل ما يفعله صاحبه؛ وهو التفسير الذي اعتبره مفسري الدين ''مروقًا'' عن رأي الجماعة، وطالبوه أن يتفرغ للطب؛ حيث كانت دراسته، و''لا يتفلسف في أمور الفقه والعقيدة''.

''العلم والإيمان'' كان المحطة الأبرز في حياة المفكر ''مصطفى محمود''، وكاد البرنامج ألا يخرج للنور بسبب الميزانية الهزيلة التي وضعها التليفزيون لعرضه، إلا أن إحدى شركات الإنتاج الخاصة ''الرياض للإنتاج الإعلامي'' تكفلت بإنتاجه، و يحقق البرنامج شهرة ورواجًا واسعًا، ويصبح موعد الأسرة لتجلس إلى التلفاز تستمع باهتمام لتربط بين ''العلم والإيمان''، إلا أن ثمة ''أوامر عليا'' أوقفت إنتاج وعرض البرنامج في عهد وزارة ''صفوت الشريف'' للإعلام، وخرجت همهمات حينها تفيد أنه لا ينبغي أن يتبحر أبناء شعب مصر في التفسير العلمي للقرآن والسنة.

''مسجد ومستشفى مصطفى محمود''.. لم تكن الكتب وحدها هي إرث الكاتب والمفكر الراحل، بل فضّل أن يبني لله بيتًا في الأرض طمعًا في ''بيت في السماء''، وألحق بالمسجد والمستشفى مركزًا للأبحاث ودارًا للمناسبات، تزوج ''الطبيب و المفكر'' مرتين انتهيا بالطلاق كليهما، وكانا ولديه ''أمل وأدهم'' هما ثمرة حياته الزوجية القصيرة.

تأتي النهاية بعد 6 سنوات من الإنزواء اعتقد فيها الناس أن ''مصطفى محمود'' رحل فيها وهو لا يزال على قيد الحياة، وفي شهوره الأخيرة؛ خاض رحلة علاج من أثار الشيخوخة وجلطة دموية استمرت 6 أشهر، لتفيض الروح إلى بارئها صباح المتمم لأكتوبر 2009، ويشيع ''مفكر العلم والإيمان'' وسط دفء جماهيري غفير.

 

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان