إعلان

"الفصل المظلم" من تاريخ إسرائيل.. وثائق تكشف علاقة تعاون بين قادة الصهيونية والنازية

08:57 م الخميس 21 ديسمبر 2023

أبراهام بورج رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الطوخي

رغم الضغوط التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي على المجتمع الغربي والتي وصلت حد الابتزاز، من خلال الاستمرار في المتاجرة بالمحرقة التي ارتكبها النازيون بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست)، فإن الأصوات في الداخل الإسرائيلي ذهبت إلى إقران الفكر الصهيوني ونشأته في الدولة العبرية بالنازية.

وهو ما أشار إليه رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق "أبراهام بورج" في تصريحات سابقة له: "إن من يعتلون الحكم حاليًا في إسرائيل يؤمنون بعقيدة العرق اليهودي تمامًا كما كانت الحركة النازية تقوم على الإيمان بالعرق الآري".

صورة 1

أما حول العالم، أخذت الأمور منحى أكثر جدية، خصوصًا في أعقاب الحصار الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي وصفه الرئيس الكولومبي "جوستافو بيترو" عبر حسابه على موقع "إكس" قائلا: "حصار كامل مع عدم وصول الكهرباء أو الغذاء أو الوقود، هذا ما قاله النازيون عن اليهود".

قبل أن يدعوه سفير الاحتلال في بلاده إلى زيارة معتقل "أوشفيتز" الذي قتل فيه النازيون قرابة مليون يهودي، إلا أن بيترو رد على دعوته معلقا: "لقد كنت بالفعل في معسكر اعتقال أوشفيتز، والآن أرى نسخته في غزة".

جذور الحركة الصهيونية

لم يكن بورج وحده من اعتقد بالارتباط الفكري بين الصهيونية والنازية، إذ سبقه عدد من الباحثين والمؤرخين إلى ذلك، حتى أن بعض الوثائق التي صدرت فيما بعد أكدت على وجود خطوط تواصل رسمية مباشرة وغير رسمية بين قادة الحركتين.

"الفصل المظلم" من تاريخ إسرائيل، هكذا أطلقت صحيفة "هآرتس" العبرية على محتويات وثائق من الأرشيف الرسمي سمحت لها سلطات الاحتلال بنشرها في يونيو 2023، تتضمن معلومات عن العلاقة التي جمعت العصابات الصهيونية بالقادة النازيين.

ويعود تاريخ إصدار الوثائق التي نشرتها "هآرتس" إلى عام 1942، وهي عبارة عن تفريغ نصي لاستجواب أحد أعضاء عصابة "ليحي" الصهيونية يدعى "إفرايم زيتلر"، وهو شاب اختطفته عصابات "الهاجانا" الصهيونية التي تأسست عام 1920، وشاركت في المجازر بحق الفلسطينيين عام 1948.

صورة 2

اتفاقية التهجير

ووفقا للصحيفة العبرية، فقد التقى زعماء عصابة "ليحي" الصهيونية بأحد مسؤولي وزارة الدفاع الألمانية النازيين يسمى "يواخيم فون ريبنتروب" في العاصمة اللبنانية بيروت أواخر العام 1940.

صورة 3

وأشارت "هآرتس" إلى أنه تم خلال الاجتماع تقديم وثيقة تقترح التعاون المشترك بين العصابات الصهيونية وألمانيا النازية في محاربة بريطانيا؛ بزعم المصلحة المشتركة بين "المنظور الألماني والطموحات الوطنية الحقيقية للشعب اليهودي".

ويظهر ذلك جليا في تصريح عضو عصابة "ليحي" الصهيونية إفرايم زيتلر، إذ قال حينها: "سنتواصل مع أي قوة تبدي استعدادها للمساعدة في قيام دولة إسرائيل، حتى وإن كانت ألمانيا النازية نفسها، لأنها ليست عدوة لنا على أرض إسرائيل، بل إن الإنجليز هم العدو الأول، والأهم هو إمدادنا بالسلاح لمحاربتهم"، لكن النازيين تجاهلوا الأمر برمته.

ومع ذلك لم تكن الصحيفة العبرية هي أول من يتوصّل إلى تلك المعلومات والوثائق، فقد سبقها علماء ومؤرخون يهود في الداخل الإسرائيلي وخارجه في نشر وثائق مشابهة تفضح العلاقة التي ربطت قادة العصابات الصهيونية بالمسؤولين النازيين.

ففي كتاب "الصهيونية في عصر الديكتاتورية"، تناول الباحث اليهودي الأمريكي "ليني بيرنر" في طياته كثير من الإسنادات لوثائق تُظهر عمق التعاون بين القادة الصهاينة والنازيين، والتي دفعته إلى إصدار كتاب آخر بعنوان "51 وثيقة عن تعاون النازيين والصهاينة"، يسرد خلاله تاريخ أحداث ومكاتبات تكشف تجذر العلاقة بين الحركتين.

وفي الصدد نفسه أشار الكاتب اللبناني والأستاذ بجامعة لندن جلبير الأشقر، في كتابه "العرب والمحرقة النازية" إلى وثيقة لا تقل أهمية عما نشره ليرنر، لافتا إلى أنه في أغسطس من العام 1933 وقعت الوكالة اليهودية الصهيونية مع الحكومة النازية "اتفاقية التهجير" أو كما يطلق عليها لفظيا "هآرفا".

وتنص اتفاقية التهجير على قيام ألمانيا بتسهيل تهجير نحو 60 ألف اليهود الصهاينة إلى فلسطين في الفترة ما بين عام 1933 إلى 1939، بينما يلتزم اليهود الأوروبيون في المقابل بكسر المقاطعة الاقتصادية التي فرضوها على الاقتصاد الألماني في أعقاب المضايقات التي تعرضوا لها من أعضاء الحزب النازي.

خطط صهيونية مهدت لمحرقة اليهود

فيما تطرق المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية" إلى بعض الشخصيات الصهيونية البارزة التي ربطتها علاقات بالنازيين.

وكان من أبرز هذه الشخصيات رئيس مجلس اليهود في العاصمة البولندية وارسو "ألفريد نوسيج"، والذي بحكم معرفته بالتوزيع الجغرافي والعمري لليهود هناك، وضع خطة متكاملة لإبادة اليهود الألمان من الفقراء والمسنين الذين وصفهم بـ "غير النافعين" وتهجير الشباب منهم، وهو ما يتأكد في مقولة رئيس تحرير مجلة ميليشيا "الهاجانا" الصهيونية خلال فترة الحرب العالمية الثانية "إليعازار ليفنا": "بالنسبة للقادة الصهاينة فإن إنقاذ اليهود ليس هدفا ولكن وسيلة فحسب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان