إعلان

سكان قرية في شرق أوكرانيا يخزّنون الحطب للصمود في الشتاء

07:38 م السبت 12 نوفمبر 2022

أوكرانيا يخزّنون الحطب للصمود في الشتاء

كييف - (أ ف ب)

قرب محطة القطارات المدمّرة في سيفرسك في شرق أوكرانيا، يقطع فاليري شجرة بالمنشار، على غرار السكان القلائل في القرية المدمّرة من الضربات الروسية، من أجل تخزين الحطب بغية "الصمود" في فصل الشتاء.

ويقول فاليري (39 عامًا) لوكالة فرانس برس "نحاول الصمود بفضل الخشب. الملجأ تحت الأرض (للاحتماء من القنابل) والفرن والحطب هذا كل ما لدينا".

في يوليو وأغسطس، تعرّضت سيفرسك التي كان يقطنها 12 ألف شخص قبل الحرب لقصف كثيف من القوات الروسية التي نفّذت أيضًا هجمات فاشلة على القرية.

تضرّر شطرها الشرقي والمرتفعات فيها بشكل خاص جراء الضربات. وخلفت القنابل والصواريخ والقذائف حفرًا واسعة وعميقة في القرية الأوكرانية.

لكن رغم القتال، لا يزال قلائل يعيشون في سيفرسك بدون كهرباء وغاز.

ويضيف فاليري "ليس لدينا أي شيء آخر نفعله، لذلك نقطع الأشجار قدر الإمكان. هناك الكثير من الأشجار هنا، لذلك سيكفينا ذلك" لتمضية فصل الشتاء.

تشكّل جبهة القتال نصف دائرة على الجانب الشرقي من سيفرسك على مسافة 5 إلى 10 كيلومترات. ويخرق صوت القصف المدفعي المتبادل بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية بانتظام الصمت في القرية التي أصبحت شبه مقفرة.

ويتابع فاليري "الطريقة الوحيدة للخلاص هي شرب النبيذ قبل النوم. أنا متوتر، العيش صعب. حين أعود إلى المنزل، أرى كل الدمار. أفكّر في عائلتي فيصبح الأمر لا يُطاق".

وتشير آلّا (68 عامًا)، وهي طبيبة تهتمّ بتوزيع مساعدات إنسانية على سكان القرية، إلى أن السلطات المحلية والكنيسة توفّر مساعدات إنسانية، فيما يقدّم أيضًا "متطوعون طعامًا للحيوانات".

دُمّر أحد المنزلَين اللذين تملكهما آلّا وشقّة لها في القرية. فنقلت الحطب الذي كان في منزلها الذي دُمّر، إلى المنزل الذي باتت تعيش فيه حاليًا مع زوجها.

فجأة، وقع انفجار قريب جعلها ترتجف، فقالت "إنه فاسيليك"، في إشارة منها إلى هاون فاسيليك 2B9 الذي أطلق الأوكرانيون قذيفة منه على مواقع روسية.

"اخترنا أن نبقى"

وتضيف الطبيبة "ليس من الممكن أن نعتاد على ذلك لكنه خيارنا، اخترنا أن نبقى هنا، لذلك نحاول المواجهة".

وتقول ايضا "المشكلة أن ليس لدينا شبكة اتصالات، كان لدينا من قبل لكن لم يعد لدينا شبكة الآن. من الصعب أن نتواصل مع أي شخص".

وتوضح أن الحياة في مثل هذه الظروف تُختصر في "النوم باكرًا" بعد غياب الشمس نحو الخامسة بعد الظهر، و"الاستيقاظ باكرًا، وهكذا تسير حياتنا اليومية".

في مرتفعات القرية، يدردش فولوديمير وفيكتوريا وميكولا أمام أحد مداخل مبنى كبير يقطنونه.

يقطع فولوديمير بالفأس التي يحملها حطبًا من أجل استخدامه في الفرن، قائلًا "نقطع الخشب ونضعه في الفرن ونطهو الحنطة السوداء".

ويرى أن الجلوس خارجًا قرب النار أكثر دفئًا من الجلوس داخل سكنه.

إلى جانبه، تجلس فيكتوريا على مقعد، وتغطّي أذنيها بقبعة زرقاء، قائلة "أعيش بالقرب من هنا وأُدرجت أسماؤنا على القائمة لنحصل على حطب. أخذوا الاسماء قبل ثلاثة أشهر. لم نحصل على شيء بعد. لذلك نحاول تحضير الحطب بأنفسنا".

وتشير إلى أن العيش "كان سيكون صعبًا" لولا المساعدات الإنسانية.

أمّا ميكولا، فيرافق صحافيي وكالة فرانس برس إلى ساحة في القرية دُمّرت فيها الكثير من المباني بسبب القصف.

ويقول "انظروا إلى هذه الحفرة! هنا مدرستنا المهنية تعرضت للقصف ست أو سبع مرات حتى الآن".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: