ماذا حدث في المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أزمة أوكرانيا؟
كتب- محمد صفوت:
التقت الوفود الأمريكية والروسية، بما في ذلك الدبلوماسيون والمسؤولون العسكريون من كلا البلدين، في مقر البعثة الأمريكية بالقرب من مكاتب الأمم المتحدة في جنيف، وعقدوا اجتماعًا دام لنحو 8 ساعات، في محاولة للوصول إلى اتفاق بشأن الأزمة الأوكرانية.
لا تزال حشود القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية، مما يثير مخاوف الغرب من شن هجوم خاطف على كييف، ودعت الولايات المتحدة والناتو، روسيا إلى التهدئة وحذرا من عواقب وخيمة حال غزو أوكرانيا، بينما موسكو تطالب بضمانات أمنية منها عدم توسع الناتو شرقًا.
روسيا توضح ضرورة عدم توسع الناتو
رغم الحشود العسكرية الروسية والتحذيرات من غزو محتمل لأوكرانيا، يقول نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إنهم أبلغوا نظرائهم الأمريكيون، بأنه لا يوجد داعي للخوف من سيناريو التصعيد.
وصف ريابكوف، المحادثات بأنها كانت "صعبة وطويلة ومهنية" مؤكدًا أنها أوضحت للجانب الأمريكي ضرورة عدم توسع الناتو شرق أوروبا، مضيفًا: "تشكل لدينا انطباع أن الطرف الأمريكي أخذ المقترحات الروسية على محمل الجد، ودرسها بعمق".
وأضاف: "قدمنا للجانب الأمريكي بشكل مفصل منطق وجهورية مقترحاتنا أوضحنا لماذا يمثل الحصول على ضمانات حقوقية لعدم توسع الناتو ضرورة تامة، ولماذا لا بد من حصولنا على ضمانات حقوقية لعدم نشر منظومات ضاربة قرب حدود روسيا قادرة على إصابة أهداف في أراضينا".
واعتبر أن آفاق حل الأزمة الحالية "ليس ميؤوسًا منه"، مؤكدًا ضرورة ألا تتحول المفاوضات إلى عملية تستغرق أشهرًا وسنوات وأنه يجب العمل على حل القضايا العالقة بشكل عاجل.
واشنطن ترفض إغلاق أبواب الناتو أمام انضمام الدول
بدورها علقت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي، التي شاركت في المحادثات، على سير المفاوضات، قائلة: "إن واشنطن منفتحة على عقد مزيد من المحادثات مع موسكو بشأن تمركز قواتها وعتادها في المنطقة، إذا كانت روسيا مستعدة لاتخاذ خطوات مشابهة".
ورفضت مطالب روسيا بالحصول على ضمانات بتوقف توسع حلف الناتو شرقًا، قائلة: "لن نسمح لأي شخص بانتقاد سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الناتو، التي تمثل مركزية الحلف".
وأضافت أن بلادها لن تتخلى عن التعاون الثنائي مع الدول ذات السيادة التي ترغب في العمل معها، متابعة بالقول: "لن نتخذ قرارات بشأن أوكرانيا بدون أوكرانيا، أو أوروبا بدون أوروبا، أو حول الناتو بدون الناتو ".
مؤكدة: "إننا ملتزمون بإجراء المشاورات والحفاظ على التنسيق مع حلفائنا وشركائنا حول القضايا الثنائية".
خفف الطرفان أي توقعات بحدوث انفراج دبلوماسي بشأن الأزمة الأوكرانية، وقال الجانب الأمريكي، إن مناقشات اليوم كانت لفهم بعضنا البعض والأولويات لكل الأطراف، ولا يمكن تسميته بالتفاوض. فيما رأت روسيا أن لهجة المحادثات تبعث على التفاؤل، لكن الأسئلة الرئيسية لا تزال معلقة، ولا ترى تفهمًا من الجانب الأمريكي لضرورة اتخاذ قرار، معتبرة أنه "بطريقة ما هذا يرضينا".
بعيدًا عن أزمة أوكرانيا
ناقش الجانبان اليوم في المحادثات التي استمرت لنحو 8 ساعات، إمكانية إحياء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، التي تخلت عنها واشنطن في 2019، بعد اتهام روسيا بانتهاكها، كما ناقشا سبل التي وضع حدود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية وتحسين الشفافية حول تلك التدريبات. ومن المقرر أن يكون هذا ضمن أجندة اجتماع روسيا والناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل في 12 يناير الجاري.
فيديو قد يعجبك: