"السبت التاسع".. باريس تتأهب لاحتجاجات "السترات الصفراء"
كتبت – إيمان محمود:
انتشرت مُدرّعات الشرطة في أنحاء شوارع باريس، وأغلقت المتاجر أبوابها، استعدادًا لعُنف محتمل بين قوات الشُرطة الفرنسية والمُحتجّين من السترات الصفراء، إذ تسعى الحركة الاحتجاجية لإحداث زخمًا جديدًا في السبت التاسع من تظاهراتهم الأسبوعية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وقالت الوكالة الأمريكية، إن السلطات الفرنسية، نشرت 80 ألف فرد من قوات الأمن على مستوى البلاد في نهاية الأسبوع التاسع على التوالي من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، كما هدد وزير الداخلية كريستوف كاستانير، بالانتقام الشديد من مثيري الشغب ومن يدعمهم، محذرًا من التشدد بين المتظاهرين السلميين.
وأضافت أن الحركة انحسرت خلال أعياد الميلاد، لكن يبدو أنها عادت لتتنامى من جديد، وعلى الرغم من وعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإعفاءات ضريبية بمليارات اليورو و"مناقشة وطنية" قادمة لمناقشة مطالب المتظاهرين، إلا أن المتظاهرون يريدون تغييرات أعمق في الاقتصاد والسياسة.
فبعد تباطؤ للتعبئة في نهاية السنة، استعادت الحركة زخمها، السبت الماضي، مع تظاهر نحو خمسين ألف شخص في الشوارع، حسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية التي يطعن فيها باستمرار محتجو "السترات الصفراء".
ودعت المجموعات الاحتجاجية للنزول هذا الأسبوع، في بورجيه وحي الاعمال باريس "لاديفانس"، لكن السلطات حذّرت من أن هذه الدعوات يمكن أن تكون حيلة لإبعاد الشرطة عن المواقع الرئيسية في العاصمة، بحسب الوكالة.
لذلك نشرت الشرطة الفرنسية عربات مدرعة وخيول وكلاب في أنحاء المدينة، وأغلقت محطات مترو الأنفاق وبعض المتاجر، كما عززت التأمين حول المباني الحكومية والشانزليزيه، والطريق المتلألئ الذي تضررت محلاته الفاخرة من أعمال الشغب المتكررة في الاحتجاجات الماضية.
وقالت شرطة باريس في بيان إنها نفذت عدة اعتقالات قبل تظاهرات يوم السبت لاسيما في جيبسي التاريخية في فرنسا أو ما تُعرف بـ"مُجتمع الغجر"، الذي دعا إلى احتجاجات لدعم ملاكم ظهر في مقطع فيديو وهو يلكم عنصرين من أفراد الشرطة خلال احتجاجات السبت الماضي.
الملاكم الفرنسي كريستوف ديتينغر، سلّم نفسه، الاثنين الماضي، بعد ان أصدرت الشرطة بحقه مذكرة اعتقال، وهو الآن في الحجز ينتظر المحاكمة.
وسيطرت تلك الحادثة على وسائل الإعلام الفرنسية خلال الأسبوع الماضي، وأثارت مخاوف من توترات بين المتظاهرين والشرطة.
ومن المقرر تنظيم احتجاجات أخرى في العديد من المدن الفرنسية، اليوم السبت، ولكن العديد من الإجراءات لم يتم الإعلان عنها رسميًا مسبقًا وظهورها في أماكن غير متوقعة.
ويوم السبت الماضي، قدّرت السلطات 50.000 شخصًا مُشاركًا في المظاهرات، منهم 3500 متظاهر في باريس.
وبدأت الاحتجاجات مع السائقين الذين يعارضون زيادة ضريبة الوقود، وهذا هو السبب في أن المشاركين يرتدون سترات الفلورسنت الصفراء، ولكنها انتشرت في ثورة واسعة النطاق ضد سنوات من تقلص القوة الشرائية وسياسات ماكرون المؤيدة للأعمال التجارية.
انطلقت الحركة بعريضة في شهر مايو الماضي، ثم انتشرت على شبكة الانترنت بتدشين عدة صفحات على فيسبوك وموقع الكتروني خاص بالتظاهر الاحتجاجي.
وجرت التظاهرات احتجاجًا على ارتفاع أسعار الديزل، وهو الوقود الأكثر استعمالًا في السيارات الفرنسية، بنسبة تقارب 23 في المائة على مدى الشهور الـ12 الماضية، حيث بلغ سعر اللتر 1.51 يورو، وهو أعلى سعر يصله منذ عام 2000.
فيديو قد يعجبك: