من يقف وراء داعش؟
كتبت- أسماء ابراهيم:
نشرت صحيفة لو موند دبلوماتيك الفرنسية باللغة الانجليزية مقال للكاتب اندرو جيه باسيفيتش، وهو استاذ العلاقات الدولية بجامعة بوسطن الامريكية وله عدة مؤلفات تتعلق بحروب امريكا خارج اراضيها.
ويجيب الكاتب في المقال على سؤال يطرحه الجميع وهو من يقف وراء داعش؟ ان الاجابة على هذا السؤال لا يمكن ان تكون دون الاخذ على محمل الجد التدخلات الامريكية في الشرق الاوسط الكبير- بحسب الكاتب- وفي عام 1991 عندما طرد بوش الاب جيش صدام حسين من الكويت فرح الامريكيين معتقدين انهم حققوا نصرا حاسما هناك، وبعد عقد من الزمان قرر بوش الابن اكمال عمل والده فقاتل طالبان واطاح بصدام حسين، وبعد 10 سنوات اخرى اطاح اوباما بمعمر القذافي ولهذه الاحداث عواقب وخيمة غير متوقعة يقول اندرو.
ويضيف الكاتب " الحملات التي كان هدفها " التحرير" تحولت لتكون مقدمة للعنف المزمن والاضطرابات".
وينوه الكاتب ان تعاقب اربع ادارات امريكية على حرب " تحرير" العراق جعل البلد سبه دولة مختلة وظيفيا وغير قادرة على السيطرة على حدودها او الاقليمية واصبحت مغناطيس للارهابيين ومصدر الهام لهم".
ويشير الكاتب الى ان الولايات المتحدة الامريكية تتحمل مسؤولية اخلاقية عميقة الى ما الت اليه الاوضاع في العراق وغيرها وهو الذي عمل على تجزأت المناطق التي قيل انه سيتم تحريرها وجلب الديمقراطية لأهلها، ويضيف " لو لم يكن القرار الامريكي المتهور بغزو واحتلال امة اخرى بعد 11 من سبتمبر لما ظهر تنظيم داعش هذا".
ويوضح الكاتب الى ان الولايات المتحدة الامريكية تدرس فكرة مهاجمة داعش بقوة قدرها 50 الف رجل مدججين بالسلاح مما سيؤدي الى تحويل داعش الى لحمة مفرومة، لكنه يتسائل ايضا عن العواقب غير المتوقعة لمثل هذه العملية كما حدث عندما اسقط بوش صدام حسين واوباما القدافي وغير ذلك، ويرى الكاتب ان هذا سؤدي الى استمرار الصراع وستكون النهاية سيئة كما كانت في كابول وبغداد قبل ذلك.
ويرى الكاتب ان أي حل عسكري لا بد من ان يكون حرب، لكنه يشير الى ان الادارات الامريكية غالبا ما تكون نسيت او نسيت كيف تتذكر نتائج تدخلاتهها في شؤون الغير، وينقل الكاتب عن البروفسور اليوت كوهين قوله بان الادارة الامريكية دائما ما تستعمل المرهم العلاجية التي تخفف الحكة لكنها تترك الجروح متقيحة، وان القضاء على داعش سيتطلب من الولايات المتحدة الامريكية قتل الكثير من الناس ومع مثل هذه الخطة التي قد تسحق داعش سيكون النصر بعيد المنال ويتطلب عملية دموية طويلة الاجل ومكلفة على كل الاصعدة".
ويفيد الكاتب بان الولايات المتحدة الامريكية منذ 35 عاما، اي ما قبل 11 سبتمبر، كانت طوال الوقت في حالة حرب في اماكن مختلفة في العالم الاسلامي، ويتسائل في اي نقطة في العالم استطاعت ان تحسم المسألة أو انهاء مهمتها؟.
وبشأن الحروب في افغانستان يرى الكاتب ان الحرب في كلا البلدان كانت مخيبة للامال وتبين بشكل فاضح جبن واشنطن ويعيب على معظم الامريكيين الواهمين بانهم نجحوا او انتصروا في حرب او اثنتين.
فيديو قد يعجبك: